خارج الحدود، سياسة

أوريد: تعاطف إسبانيا مع فلسطين ليس طارئا وهو تجل لعمق عربي وإسلامي في وجدانها

اعتبر الكاتب المغربي حسن أوريد، أن التوجه الجديد لإسبانيا المتعاطف مع الفلسطينيين ليس طارئا ولكنه كان مطمورا، مضيفا أنه “تجلٍ لعمق عربي وإسلامي كان ثاويا في وجدان الإسبان”.

ويرى أوريد أن موقف إسبانيا من الحرب غلى غزة، سيُلقي بظلاله على مستقبل العلاقات الأوروبية، مُشيرًا إلى أن إسبانيا، على الرغم من موقعها الجغرافي الأوروبي، إلا أنها لم تكن دائمًا جزءًا من الهوية الأوروبية من منظور تاريخي أو حضاري.

وأضاف في مقال رأي نُشر على موقع الجزيرة، أنه “آن الأوان لاستجلاء التراث المشترك مع هذا البلد الذي شكل أرض تلاق الشرق والغرب، ومعانقة قضاياه العادلة، مثلما برز بشكل جلي في الحرب على غزة”.

ويرى المتحدث أنه بعدما ظهرت إسبانيا جديدة مع دستور 1978، “تظهر الآن اسبانيا جديدة، مرة أخرى، في أعقاب الحرب على غزة، تسعى أن تتصالح مع محيطها الجنوبي”، مشيرا إلى أنها محطة في حاجة لمن يرصد تطورها.

وتابع: “إسبانيا ظلت لها خصوصية، إذ كانت لها شخصية متميزة كما يقول المؤرخ أميركو كاسترو ومردّ هذه الخصوصية حسب ذلك المؤرخ الحصيف هو التأثير الإسلامي، وهو أمر إيجابي، إذ لا ينبغي أن يُنظر إلى التأثير بصفته عنصر قوة، والتأثر موطن ضعف”.

وأشار أوريد إلى ما قال إنه “انبعاث نشاط الجامعات الإسبانية لبعث الفترة الإسلامية، وقيام مراكز بحثية لاستجلاء التراث العربي الإسلامي، كما البيت العربي في مدريد، والمؤسسة الأوربية العربية في غرناطة”.

وأوضح أنه “لا يمكن الاستهانة بالتأثير الإسلامي حتى من خلال الرد المسيحي بعد انحسار الوجود الإسلامي. ولذلك فالإسلام والعروبة جزء من تاريخ اسبانيا، إيجابا، في فترة الوجود الإسلامي، وقوة دفع، من خلال ردود المسيحية، في فترة الانحسار”.

تظل إسبانيا، وفق الكاتب المغربي، “ضمن الدول الغربية الأقرب إلى العالم العربي، تراثا ووجدانا، لغتها تختزن المؤثر العربي، والمعمار الأندلسي يحمل ميسم عبقرية المعمار الإسلامي في أشكاله الهندسية، بل حتى غناء الفلامنكو هو غناء إسلامي، متحور عن الغناء الصوفي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *