اقتصاد، مجتمع

رغم قرار تقنين زراعته بسبب شح المياه.. “الدلاح” يخلق رواجا اقتصاديا في زاكورة

يشهد إقليم زاكورة منذ الأسبوع المنصرم رواجا اقتصاديا وتجاريا تزامنا مع بداية موسم جني فاكهة البطيخ الأحمر، و تميز الموسم الحال بتقنين وتقليص المساحات المزروعة من البطيخ الأحمر تنفيذا للقرار العاملي بسبب شح و ندرة المياه.

وفي تصريح لجريدة “العمق”، أكد محمد لمناصفي رئيس جمعية سقوية وفلاح بمنطقة الفايجة، أنه بعد تطبيق قرار عامل الإقليم بشأن تقنين زراعة البطيخ الأحمر، بلغت المساحة المزروعة خلال هذا الموسم حوالي 2500 هكتار بمعدل 6 ملايين شتلة، بتكلفة تقدر بحوالي 21 مليون درهم.

و أضاف لمناصفي أن هذه الزراعة ساهمت في توفير حوالي 250 ألف يوم عمل، بدءا من عملية الحرث وزرع شتلات البطيخ انتهاء بمرحلة الجني، حيث توفر هذه المرحلة الأخيرة حوالي 75 ألف يوم عمل، ويتقاضى كل عامل 120 درهما لليوم الواحد، وتستغرق عملية الجني والتسويق حوالي شهرين ونصف، مما يوفر فرص شغل موسمية مهمة للشباب في منطقة تعاني من قلة فرص الشغل بسبب غياب المصانع وغيرها المنشآت الاقتصادية.

وأضاف المتحدث أن الإقليم من المرتقب أن يستقبل حوالي 3700 شاحنة خلال موسم جني البطيخ الأحمر، وشحنه لتسويقه في مختلف المناطق والمدن المغربية، وتصديره إلى الدول الأوروبية مما سيدر على خزينة الدولة مداخيل في العملة الصعبة.

كما ينعكس الرواج الاقتصادي لموسم جني “الدلاح” إيجابيا على قطاعات اقتصادية كثيرة سواء بشكل مباشر أو غير مباشر مثل الفنادق ومحطات البنزين وكراء الشقق.

وكان عامل إقليم زاكورة قد أصدر خلال شهر نونبر من العام المنصرم، قرارًا يقضي بتقيين زراعة البطيخ بنوعيه الأحمر والأصفر داخل النفوذ الترابي للإقليم، وحسب نص القرار، يُحدد المساحة القابلة للاستغلال بين نصف هكتار وهكتار واحد كحد أقصى لا يمكن تجاوزه.

ويمنع القرار، زراعة البطيخ بنوعيه في المناطق الممنوعة بالقرب من حقول الضخ لمياه الشرب، والتي تحددها اللجنة المحلية وتشمل المناطق المخصصة للتزود بالماء الصالح للشرب وجنبات وادي درعة على طول الواحات وسرير الأودية.

وقامت السلطات بحملات واسعة شملت زيارة العديد من الضيعات الفلاحية لمراقبة مدى امتثال الفلاحين وتنفيذهم لقرار عامل إقليم زاكورة، القاضي بتقنين زراعة البطيخ الأحمر وتقليص المساحة المزروعة إلى هكتار واحد.

وتتكون اللجن من السلطة وممثلين عن جمعيات الفلاحين والاستعانة بعناصر القوات المساعدة ، وأبدت اللجن صرامة مشددة في مراقبة المساحة المزروعة، كما نفذت عمليات إزالة لمزروعات إضافية عن المساحة المسموح بها في القرار.

واتخذ عامل إقليم زاكورة قرار تقنين استغلال زراعة البطيخ بنوعيه الأحمر والأصفر بناءً على مخرجات الاجتماع الذي عقد بمقر العمالة في 18 أكتوبر 2023، نظرًا لتراجع الفرشة المائية بشكل مهول في السنوات الأخيرة بسبب انعدام التساقطات المطرية وتوالي سنوات الجفاف في مختلف مناطق الإقليم.

وفي تصريح لجريدة “العمق”، أكد جمال أقشباب رئيس جمعية أصدقاء البيئة، أن عمليات التسويق أظهرت حجم انتشار هذه الزراعة رغم التقنين، مؤكدا أن السكان والفاعلين الحقوقيين يطالبون بإصدار قرار بمنع زراعة البطيخ بكافة أنواعه وليس فقط مجرد تقنين هذه الزراعة.

ودعا رئيس جمعية أصدقاء البيئة السلطات إلى استحضار وضعية الجفاف الحاد الذي تعرفه كل مناطق إقليم زاكورة وأزمة الحصول على الماء الصالح للشرب، مع الأخذ بعين الاعتبار الإجراءات التي اتخذتها الحكومة فيما يتعلق بتدبير أزمة الجفاف. وأشاد في هذا الإطار بقرار عامل إقليم تنغير الذي يتعلق بالمنع الكلي لزراعة البطيخ بكافة أنواعه.

من جهة أخرى، عبر الفلاحون عن ارتياحهم لقرار عامل إقليم زاكورة بتقنين زراعة البطيخ بنوعيه الأحمر والأصفر، نظرا للانعكاسات المرتقبة لهذا القرار على النشاط الفلاحي في المنطقة أو ما يتعلق بزيادة هامش الربح أو الاقتصاد في الماء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • خبير في المناخ .
    منذ أسبوع واحد

    المياه التي يمكن بها سقي حتى 30 ألف هكتار من البطيخ الأحمر بورزازات وطاطا تذهب مع واد زيز وتضيع هباءا في المصبات الأطلسية جنوبا ولأجل فلاحة متأقلمة مع التغيرات المناخية أتمنى من العمالة في تنغير ان تلزم الفلاحين بغرس 100شجرة من الطلح أو الأركان فوق كل هكتار بمسافة 10 أمتار بين كل شجرتين طولا وعرضا واستغلال المساحة بين الأشجار في زراعة البطيخ الأحمر .