اقتصاد

لتطوير المشروع.. “AFC” تستثمر 14 مليون دولار للربط الكهربائي بين المغرب وبريطانيا

أعلنت مؤسسة التمويل الإفريقية “AFC” عن استثمارها بمبلغ 14.1 مليون دولار في مشروع الطاقة، الذي يربط المملكة المغربية ونظيرتها البريطانية، وذلك بهدف المضي قدما في تطوير مشروع “Xlinks” الذي سيوفر طاقة نظيفة وموثوقة وبأسعار معقولة من المغرب إلى بريطانيا خلال السنوات المقبلة.

وحسب بلاغ مشترك بين المؤسسة وشركة “Xlinks First”، فإن هذا الاستثمار يعتبر مهم للغاية بالنسبة للمشروع، حيث يؤكد أن المغرب رائد في مجال الطاقة المتجددة على مستوى القارة، ويوضح كيف يمكن لإمكانات الطاقة المتجددة الهائلة في إفريقيا أن توفر حلولًا تفيد عملية التحول العالمي للطاقة.

في هذا السياق أكد صامويل زوبيرو، رئيس مجلس إدارة مؤسسة التمويل الأفريقية والرئيس التنفيذي لها، أن إفريقيا تتميز بإمكانياتها الهائلة المتعلقة بالطاقة المتجددة ومواردها الطبيعية الوفيرة، الصدارة في تطلعات صافي الانبعاثات الصفري العالمية”.

واعتبر المتحدث أن مشروع Xlinks للطاقة بين المغرب والمملكة المتحدة يوضح هذا الدور المحوري، حيث يعرض قدرة أفريقيا على دعم تحول أوروبا إلى طاقة مستدامة وفي الوقت نفسه معالجة التحديات المناخية الملحة، وذلك عن طريق الاستفادة من طاقة الرياح والطاقة الشمسية الوفيرة في الصحراء وتوجيهها مباشرة إلى واحدة من أكبر أسواق الطاقة في أوروبا.

وقال صامويل زوبيرو، إن “هذا المشروع لا يعزز فقط نمو الاقتصاد المغربي من خلال عائدات الصادرات المهمة ولكنه يحفز أيضًا على تطوير صناعات الطاقة النظيفة المحلية. كما أن تقدم هذا المشروع التحولى، لن يعود بالفائدة على المغرب وأفريقيا فحسب، بل سيُسهم أيضًا بشكل كبير في الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة”.

ومن جانبه قال جيمس همفري، الرئيس التنفيذي لشركة “Xlinks First” إن “استثمار مؤسسة التمويل الأفريقية يعد خطوة كبيرة إلى الأمام في تطوير المشروع. نحن متحمسون للشراكة مع مؤسسة التمويل الأفريقية، وهي مؤسسة مالية رائدة تم إنشاؤها من قبل الدول الأفريقية ذات السيادة، بما في ذلك المملكة المغربية”.

وحسب المتحدث فإن فإن المؤسسة الإفريقية تقدم فهماً وتجربة لا مثيل لهما في البنية التحتية الأفريقية. كما تتماشى مهمتهم بشكل وثيق مع النتائج المخطط لها لمشروع Xlinks للطاقة بين المغرب والمملكة المتحدة”.

هذا، وبمجرد اكتماله سيوفر المشروع الذي يعمل على توليد الطاقة من مصادر متجددة سواء عن طريق الرياح والطاقة الشمسية التابع للمشروع، 3.6 جيجاوات من الطاقة النظيفة بأسعار معقولة لتلبية 8٪ من احتياجات الكهرباء الحالية في بريطانيا – أو ما يعادل 7 ملايين منزل.

وسيتم توصيل منشآت توليد الكهرباء الجديدة وتخزين البطاريات، الموجودة جنوب المملكة المغربية، حصريًا ببريطانيا عبر كابلات بحرية بطول 4000 كيلومتر.

وسيساهم المشروع في خلق الآلاف من فرص العمل بما في ذلك نسبة كبيرة من الوظائف المؤهلة، بدعم من برامج التدريب والاعتماد، والتي ستساعد على تعزيز الدور الريادي للخبرات المغربية في مجال الطاقة المتجددة كمركز للطاقة الإقليمي والقاري.

كما سيعزز المشروع إنشاء نظام بيئي صناعي متكامل للطاقة المتجددة، بما في ذلك الإنتاج الصناعي لمعدات الطاقة المتجددة والتحول والنقل والتخزين وإعادة التحويل، الذي سيعمل مجتمعًا كقوة دافعة للنمو والتنمية الاقتصادية.

وتعتبر مؤسسة التمويل الأفريقية هي أحدث مستثمر رئيسي في شركة “Xlinks First”، حيث تنضم إلى شركة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة) وشركة “Total Energies”, وشركة “Octopus” للطاقة.

جدير بالذكر أن شركة “Xlinks First”، وهي شركة تابعة لشركة Xlinks ومكلفة بتنفيذ مشروع الربط الكهربائي بين المغرب والمملكة المتحدة، أعلنت في وقت سابق عن تحديث توقعاتها لتكلفة المشروع، والتي تقدر الآن ما بين 22 و 24 مليار جنيه إسترليني (أي ما يتراوح ما بين 27.35 و29.8 مليار دولار أمريكي)، وهو ما يمثل ارتفاعا قدره 30% تقريبًا مقارنة مع التقدير الأولي البالغ 18 مليار جنيه إسترليني (حوالي 22 مليار دولار أمريكي).

وحسب ما اطلعت عليه جريدة “العمق”، فإن الشركة عملت أيضا على تعديل سعر بيع الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة في إطار عقد “فرق السعر” (CFD) قيد التفاوض مع الحكومة البريطانية، حيث تراوحت التقديرات الجديدة بين 70 و 80 جنيهًا إسترلينيًا لكل ميغاواط ساعة (MWh).

وللإشارة فإن آلية “فرق السعر” (CFD) تسمح لشركة “إكس لينكس” بتأمين نموذجها التجاري، خاصة مع الممولين والمقرضين. بموجب هذا العقد، يقوم البائع بسداد الفرق بين سعر السوق وسعر متفق عليه مسبقًا إذا تجاوز سعر السوق السعر المتفق عليه، والعكس صحيح، حيث يدفع المشتري الفرق بين السعر المتفق عليه وسعر السوق إذا كان الأخير أقل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *