خارج الحدود

جريمة بشعة تهز مصر .. قتل طفل ونزع أحشائه لبيعها في “دارك ويب”

تمكنت السلطات المصرية من إلقاء القبض على قاتل طفل يبلغ من العمر خمسة عشر عامًا، بعد العثور على جثمان الضحية بإحدى الشُقَقِ السكنية المُستأجرة بمنطقة شبرا بمصر.

وكانت واقعة قتل طفل شبرا ونزع أحشائه الداخلية قد أثارت رعبا في مصر قبل أيام، بعد الكشف عن تفاصيل بشعة في الواقعة التي هزت الرأي العام، وتبين أن جثة الصغير عثر عليها مقطوعة طوليا لنصفين وبها شق من الرقبة حتى نهاية البطن ولا توجد بها أحشاء.

وبحسب البلاغ، فقد أسفرت معاينة النيابة العامة لمكان الحادث عن تواجد جثمان المجني عليه وقد انتزعت بعض أحشائه وجرى وضعها في كيس مجاور لجثته، وتوصلت التحريات إلى مرتكب الواقعة، وبضبطه واستجوابه.

واعترف الموقوف بارتكابه الجريمة بطلب من مصري مقيم بدولة الكويت، كان قد تعرف إليه عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بتجارة الأعضاء البشرية، الذي طلب منه اختيار أحد الأطفال لسرقة أعضائه البشرية مقابل مبلغ خمسة ملايين جنيه.

وأضاف المصدر أنه عقب اختياره لضحيته وعرضه عليه عبر تقنية “الفيديو كول”، طلب إليه المذكور إزهاق روحه تمهيدًا لسرقة أعضائه البشرية، على أن يتم نقل عملية انتزاع الأعضاء عن طريق تقنية “الفيديو كول” أيضًا، وأخبره بأنه سيتم إبلاغه بالخطوات التالية عقب قيامه بذلك، إلا أنه بعد أن قام بتنفيذ ما طلب منه، كلفه بتكرار الأمر مع طفل آخر ليحصل على المبلغ المتفق عليه، إلا أنه تم ضبطه قبل قيامه بذلك.

وأوضح البلاغ أن النيابة العامة لم تعثر أثناء معاينتها على أي تجهيزات طبية تشير إلى أن المقصود هو تجارة الأعضاء البشرية.

وذكرت النيابة العامة بمصر أن التحريات قد أسفرت عن معرفة المتهم المصري المقيم بالكويت الذي استخدم في ارتكابها هاتفًا محمولًا مزودًا بشريحة اتصال يملكها والده، وبناء على تعليمات المستشار النائب العام اضطلعت إدارة التعاون الدولي بمكتب النائب العام بالاتصال بالجهات المختصة بدولة الكويت، والإنتربول الدولي؛ والتي أسفرت عن ضبط المتهم ووالده، وما بحوزتهما من أجهزة إلكترونية، حيث تم ترحيلهما إلى مصر.

وقد باشرت النيابة العامة استجوابهما وصولاً لأسباب ارتكاب الجريمة، وقد أقر المتهم الأول -الذي جاوز الخامسة عشرة من عمره- أنه من أوعز لمرتكب الجريمة بارتكابها، على نحو ما ورد بإقراره، قاصدًا من ذلك الاحتفاظ بالمقاطع المرئية لواقعة قتل الطفل المجني عليه والتمثيل بجثمانه، وذلك حتى تسنح له فرصة بيعها ونشرها عبر المواقع الإلكترونية التي تبثها مقابل مبالغ مالية طائلة، كما قرر أنه سبق وأن قام بهذا الفعل في مراتٍ سابقة، وجارٍ التحقق من صحة ذلك عن طريق فحص الأجهزة الإلكترونية الخاصة بالمتهم، بينما أنكر والده الذي ضبط معه صلته بتلك الوقائع.

وحول الجريمة، أوضح وليد حجاج، الخبير في مجال تكنولوجيا المعلومات لـ “العربية.نت” أن الإنترنت الذي نتعامل معه عبارة عن 3 مستويات الأول هو المعروف لنا جميعا، والذي نتصفحه عبر المتصفحات الرئيسية مثل “غوغل كروم” و”فايروفوكس “وغيرها ، وهذا يمثل 3% من الإنترنت، والثاني ما يسمي بالإنترنت العميق، ويمثل نسبة 97% وبداخله قسم صغير يسمى “الإنترنت المظلم” أو ما يعرف بـ” بالدارك ويب” وهو قسم يتم التداول فيه على كافة المجالات والممارسات المشبوهة مثل تجارة الأعضاء والسلاح بل المخدرات والدعارة والاغتيالات وغيرها ومن خلال معاملات مالية إلكترونية كالبيتكوين بحيث لا يتم معرفة البائع والمشتري أو الوصول إليهما.

وقال إن الإنترنت العميق يشمل بعض التعاملات الخاصة كالإيميل الشخصي وبيانات الحساب البنكي الأونلاين، والتطبيقات الخاصة بالتعاملات المالية كانستاباي، والمحافظ المالية الشخصية التابعة لشركات الاتصالات، وبيانات الشركات وغيرها، مضيفا أن هذه التعاملات يتطلب الدخول إليها كلمة سر ويوذرنيم، وهذه تندرج ضمن المفاتيح المعروفة غوغل دروكس ويمكن الحصول من هذه المواقع على كافة المعلومات الخاصة بالشركات والقوانين أو أي محتوي خاص وتنزيله.

كما أضاف أن الإنترنت المظلم وهو القسم الصغير الموجود داخل الإنترنت العميق لا يمكن الوصول إليه بالمتصفحات العادية لأن المواقع التابعة له لا تنتهي بدوت كوم أو دوت جي المعروفة أو أورج، ولكن يمكن الوصول إليه من خلال متصفح خاص من الإنترنت المظلم، ومن أشهر هذه المتصفحات المستخدمة متصفح “تور” وهو عبارة عن مجموعة من الشبكات والطبقات يتنقل المتصفح منها وبينها كما يشاء، وفيها كافة المجالات المشبوهة، وكل مجال مشبوه له باب متخصص، وقسم يمكن التداول عليه.

وكشف الخبير التقني المصري أن هذا القسم يتم من خلاله معاملات كتجارة السلاح والمخدرات والدعارة وبيع الأعضاء البشرية، وتسريبات حكومات دول وبيانات أشخاص بل يمكن من خلاله التعاقد مع أشخاص لتنفيذ عمليات اغتيالات، ومخططات تخريبية وغيرها، مشيرا إلى أن هذا باختصار هو قسم الدارك ويب الذي تمت الإشارة إليه في جريمة طفل شبرا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *