حوارات، مجتمع

مندوب معرض الفلاحة يقيم دورة هذا العام ويعلق على تسويق منتجات “الكيف” (حوار)

قال كمال هيدان، مندوب المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، إن الأرقام التي حققتها الدورة 16 تعكس أهمية الملتقى كمنصة متميزة لمشاركة المعارف والفرص التجارية في القطاع الفلاحي، مؤكدا أهمية استكشاف التطبيقات الزراعية للقنب الهندي والتي جرى تسويقها للمرة الأولى بالمغرب هذه السنة.

وأوضح هيدان، في حوار مع جريدة “العمق”، أن دورة هذه السنة للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب تكللت بنجاح باهر، معتبرا أنها “لم تكتف بإعادة التأكيد على مكانة الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب كحدث رئيسي للقطاع الفلاحي، سواء على الصعيد الإفريقي أم على المستوى الدولي، بل إنها أعطت نفسا جديدا ودفعة قوية لترسيخ وتعزيز هذه المكانة”.

وأشار المتحدث ذاته إلى أن “الابتكارات التي قدمت خلال الملتقى، وعلى الخصوص في القطب الجديد للفلاحة الرقمية، على مدى التقدم الكبير المحرز في تطبيق التكنولوجيات من أجل تحسين الممارسات الفلاحية”.

وبخصوص تسويق المنتجات المستخلصة من القنب الهندي للمرة الأولى بالمغرب، شدد مندوب المعرض الدولي للفلاحة على أن “إبراز المنتجات المشتقة من القنب الهندي خلال هذه الدورة يشكل مرحلة مهمة في استكشاف التطبيقات الزراعية للقنب الهندي في إطار مقنن ومسؤول ببلادنا”.

وفيما يلي نص الحوار كاملا:

ما هو تقييمكم للدورة 16 للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، وهل أنتم راضون عن النتائج؟

بكل تأكيد، يمكن أن أجزم أن دورة هذه السنة للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب تكللت بنجاح باهر، فدورة 2024، التي وضعت تحت علامة المناخ والفلاحة المستدامة، لم تكتف بإعادة التأكيد على مكانة الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب كحدث رئيسي للقطاع الفلاحي، سواء على الصعيد الإفريقي أم على المستوى الدولي، بل إنها أعطت نفسا جديدا ودفعة قوية لترسيخ وتعزيز هذه المكانة.

وأود الإشادة بشكل خاص بالمشاركة الإسبانية المتميزة كضيف شرف للملتقى، والتي ساهمت في إغناء النقاش وتعزيز الروابط بين الفاعلين في القطاع.

كما أن تأكيد الملتقى على “نظم الإنتاج المستدامة والقادرة على الصمود”، جاء منسجما بشكل تام مع الرهانات الأساسية لمستقبل الفلاحة، ومسطرا على الأهمية القصوى التي يكتسيها الابتكار والتعاون الدولي في هذا المجال.

وبرهنت الابتكارات التي قدمت خلال الملتقى، وعلى الخصوص في القطب الجديد للفلاحة الرقمية، على مدى التقدم الكبير المحرز في تطبيق التكنولوجيات من أجل تحسين الممارسات الفلاحية.

من جانب آخر، عكست المشاركة المكثفة، وتنوع الندوات والعارضين والزوار، بدورها، مدى نجاح هذه الدورة، معززة بذلك سمعة الملتقى كمنصة متميزة لمشاركة المعارف والفرص التجارية في القطاع الفلاحي.

ما هي أهم أرقام هذه الدورة، خصوصا ما يتعلق بعدد العارضين والدول المشاركة؟

هذه الدورة للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب كانت مثمرة بشكل خاص. فمع توافد اكثر من مليون زائر، بالضبط 1125294، فإن الملتقى قد حطم رقما قياسيا من حيث حجم المشاركة، الشيء الذي يعكس أهميته وجاذبيته المتنامية بالنسبة للقطاع الفلاحي. فقد استقبلنا 1500 عارض قادمين من 70 دولة مختلفة، ما يؤكد مرة أخرى أهمية البعد الدولي للملتقى وتنوعه الكبير.

ويجسد أهمية الوفود الرسمية التي زارت الملتقى، والتي بلغ عددها 45 وفدا، بينها 22 وفدا بقيادة وزراء أجانب، الأهمية الدبلوماسية والاستراتيجية لهذا الحدث بالنسبة للسياسات الزراعية على الصعيد العالمي.

في الجانب المتعلق بالأنشطة العلمية والمهنية، عرف الملتقى تنظيم 41 ندوة، الشيء الذي يعتبر مساهمة قيمة للملتقى في نشر المعارف والابتكارات. وتم توقيع أزيد من 19 اتفاقية استراتيجية على هامش هذه الدورة للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، والتي رسخت التزامات قوية لفائدة مستقبل القطاع. فضلا على ذلك قمنا بتكريم التميز من خلال منح 83 جائزة من مختلف الأصناف، مثمنين بذلك مجهودات وابتكارات المشاركين.

فهذه المجموعة من الأرقام، لا تشكل فحسب مؤشرات على مدى النجاح الذي حققه الملتقى، بل إنها أيضا تسلط الضوء على حجم النمو والتطور الذي عرفه الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، وتعكس مدى الأهمية التي اكتسبها كمنصة أساسية للتبادل والتعاون والنهوض بالفلاحة المستدامة على المستوى العالمي.

عرفت هذه الدورة أيضا إطلاق منتجات مصنعة من القنب الهندي بالمغرب، وذلك للمرة الأولى. فما تعليقك على ذلك؟

يشكل إبراز المنتجات المشتقة من القنب الهندي خلال هذه الدورة مرحلة مهمة في استكشاف التطبيقات الزراعية للقنب الهندي في إطار مقنن ومسؤول ببلادنا.

فالمغرب أصبح يتموقع، من خلال إصلاحاته الأخيرة في مجال تقنين استغلال القنب الهندي لأغراض طبية وصناعية، كفاعل رئيسي في هذا الميدان الذي يعرف نموا سريعا على المستوى العالمي. فهذه المبادرة في إطار الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، لا تعتبر سابقة فحسب في هذا المجال، بل هي أيضا فرصة لإظهار كيف يمكن إدراج القنب الهندي بشكل مفيد ومستدام في إطار اقتصادنا الفلاحي.

فنحن ننظر إلى هذا التطور كخطوة إيجابية إلى الأمام، منسجمة مع التوجهات العالمية وتستجيب لاحتياجات فلاحة مبتكِرة وتنافسية. وتفتح هذه المقاربة آفاقا جديدة للفلاحين والمقاولين المغاربة، متيحة لهم فرص تنويع إنتاجهم والاستفادة من الأسواق ذات النمو المرتفع، مع المساهمة في الاقتصاد الوطني في إطار مقنن وآمن.

وتجدر الإشارة أيضا، بهذا الصدد، إلى أن إدخال المنتجات المصنعة من القنب الهندي يفسح المجال امام قدراتنا على الابتكار وعلى التأقلم مع الوقائع الاقتصادية الجديدة، وإعطاء بدائل واعدة لمستقبل زراعتنا.

فيما يخص قطب الفلاحة الرقمية الذي تم إحداثه في هذه الدورة، هل يمكننا القول بأنه قد حقق الأهداف المرجوة منه من حيث وضع الآليات الأساسية لتحسين المردودية الفلاحية؟

يمثل إحداث قطب الفلاحة الرقمية خطوة جد متقدمة وأساسية بالنسبة للملتقى وللقطاع الفلاحي بشكل عام. وبالفعل، فقد بلغ هذا الفضاء المخصص للتكنولوجيا، بل تجاوز، كل الأهداف المتوخاة منه، وخصوصا من حيث تسليط الضوء على الابتكارات الرقمية القادرة على تحسين الإنتاجية الفلاحية.

كنا نرمي من خلال إحداث هذا القطب إلى خلق ملتقى للتبادل وإبراز الفرص، حيث يمكن للفاعلين الرئيسيين في القطاع الفلاحي اكتشاف وإدماج التكنولوجيات المتقدمة. وعبر مختلف أروقة هذا القطب، تمكن المشاركون من معاينة الحلول في سياق تطبيقاتها وتفعيلها، على غرار أنظمة التدبير الذكي للزراعات والأتمتة الذكية وأدوات تحليل البيانات المتطورة. وتمنح هذه التكنولوجيات إمكانيات ملموسة لتجويد استغلال الموارد، والرفع من المردودية وتقليص الوقع البيئي إلى أدنى مستوياته.

وأود الإشارة هنا إلى أن ردود فعل المشاركين، سواء العارضين أو المقاولين أو الفلاحين، كانت جد إيجابية، وأكدت بأن قطب الفلاحة الرقمية شكل منصة مثالية لفهم واعتماد حلول التكنولوجيا المتقدمة. وترتب عن ذلك إجراء مباحثات ونقاشات مثمرة، وربط علاقات تعاون جديدة، وعلى الخصوص، ترسيخ إدراك أفضل للفوائد التي يمكن أن تجلبها الرقمنة للقطاع الفلاحي.

إلى أي حد ساهمت الدورة 16 للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب في التحسيس بخطورة تحديات تغير المناخ ووقعها على الفلاحة؟

كما لا يخفى عليكم، تم وضع هذه الدورة للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب تحت عنوان “المناخ والفلاحة: من أجل نظم إنتاج مستدامة وقادرة على المقاومة”، وقد مكن ذلك من تسليط الضوء على التحديات المناخية ووقعها المباشر على الفلاحة، الشيء الذي يعتبر رهانا حاسما بالنسبة لنا جميعا.

خلال الملتقى، نظمنا العديد من الندوات وجلسات النقاش حيث أعطيت الكلمة لخبراء المناخ وعلماء الفلاحة والمقاولون وأصحاب القرار السياسي لمناقشة آخر البحوث والإستراتيجيات التكيفية الضرورية لمواجهة التغيرات المناخية. وتمخضت هذه المناقشات عن أفكار وتصورات وتوصيات ثمينة حول الممارسات الفلاحية المستدامة وتدبير الموارد المائية وأهمية التنوع البيولوجي في تحقيق مرونة وصمود المنظومات البيئية الفلاحية.

كما ساهم الالتزام والمشاركة الفعالة للبلدان المدعوة، ومن بينها إسبانيا باعتبارها ضيف شرف هذه الدورة، في إغناء الحوار الدولي حول هذه القضايا. وساهم تبادل التجارب والحلول بين الدول المشاركة خلال الملتقى في تعزيز الوعي وسط المشاركين، والتحفيز على إطلاق تفكير شامل وتشاركي حول التدابير الضرورية لتأقلم الفلاحة مع الوقائع الجديدة التي فرضتها التغيرات المناخية.

إجمالا، لعب الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب دورا حاسما في التحسيس بالتحديات المناخية. ومكنت النقاشات التي جرت، ليس فقط من تسليط الضوء على الطابع الاستعجالي لهذه الرهانات، بل أيضا في ترسيخ الالتزامات الملموسة من أجل فلاحة مستدامة وقادرة على الصمود. ويعتبر هذا الوعي الجمعي ضروريا للدفع إلى اتخاذ مبادرات على المستوى الدولي من أجل ضمان الأمن الغذائي المستقبلي في احترام تام لبيئتنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *