السيرة الذاتية ورسائل التحفيز.. تقرير يرصد “ثغرات” تهيئ الطلبة المغاربة لولوج سوق العمل

كشفت دراسة حديثة لمؤسسة “شباب أفريقيا”، عن وجود ثغرات كبيرة في إعداد الطلبة المغاربة للولوج إلى سوق العمل، خاصة طلبة القطب العمومي، حيث لا يحصل عدد كبير منهم على أوراش تعلم كيفية كتابة وتصحيح السيرة الذاتية ورسائل التحفيز، وهي مهارات أساسية في البحث عن فرص عمل.
وحسب المصدر ذاته فإن 6% فقط من طلبة القطب العمومي أكدوا استفادتهم من المواكبة أثناء كتابة السيرة الذاتية، في حين أن 31% من طلبة الجامعات الخصوصية استفادوا من هذه المواكبة.
ورغم الأهمية الحاسمة لمواقع التواصل الاجتماعي المهنية مثل “LinkedIn”، إلا أن 94% من طلبة القطب العمومي لم يستفيدوا من تكوينات لإدارة تواجدهم عبر الإنترنيت، في حين أن أقل من 15٪ من طلاب المدارس الخاصة استفادوا من هذا الورش.
وأكد الاستبيان الذي استطلع آراء 3348 طالبا من 336 مؤسسة للتعليم العالي الخصوصية منها والعمومية بالمغرب، إهمال محاكاة المقابلات، وهي خطوة رئيسية لصقل مهارات الطلاب وتعزيز ثقتهم.
وشارك 4٪ فقط من الطلاب في المدارس الخاصة في محاكاة المقابلات، في حين لم تتجاوز هذه النسبة 1% بنسبة لطلاب القطب العمومي، مما يشير إلى نقص المبادرات المنظمة لسد هذه الثغرة.
الدراسة المنجزة تحت عنوان “قابليّة توظيف الشباب في المغرب: أدوات الإرشاد والدعم التي تقدمها المدارس لطلابها”، كشفت أن ربط الطلاب بالشركات يتم إدارته بشكل أفضل نسبيًا، حيث تمت مساعدة 43٪ من طلاب المدارس الخاصة في هذا المجال، مقابل 19% بالنسبة للقطاع العام.
وتشير النتائج إلى تفاعل إيجابي بين المدارس والشركات في المغرب، إذ لدى حوالي 78.3٪ من المدارس الخاصة شراكات مع الشركات، مقابل 42% بالنسبة للقطاع العام.
واعتبر المصدر ذاته أن مجال تنظيم منتديات التوظيف يمكن تحسينه، بحيث أن 9% من طلاب المدارس العمومية ذكروا أن مدرستهم تنظم منتديات توظيف، مقابل 38% بالنسبة لطلبة المدارس الخصوصية، مما يؤكد على الحاجة إلى تعزيز هذه المنصات التي تعد حاسمة لربط الطلاب وأرباب العمل، كما أن تنظيم معظم منتديات التوظيف يتم من قبل المدارس نفسها.
ويعد دمج مراكز التوجيه المهني وموارد تطوير المهنة في المدارس المغربية جانبًا حاسماً لإعداد الطلاب للانتقال إلى عالم العمل، ومع ذلك، أكدت الدراسة عن وجود ثغرات ملحوظة.
وعلى الرغم من مشاركة 31٪ من طلاب المدارس الخاصة في جلسات إعلامية حول فرص العمل، إلا أن وجود فعالية مراكز التوجيه المهني لا تزال تمثل تحديًا.
وأنجز الاستطلاع المنجز بالشراكة مع “Stagiaires.ma”، أول موقع لتوظيف المتدربين في المغرب، و”Profile-check.net”، الرائد في مجال تصحيح السيرة الذاتية عبر الإنترنت، في الفترة من 1 دجنبر 2023 إلى 28 فبراير 2024.
وأوضح الاستطلاع أن الإشراف على الطلاب خلال فترة التدريب له بُعدً حاسم في تطوير مهارات التعلم، حيث حصل أزيد من نصف طلاب المدارس الخاصة على إشراف من قبل مدرستهم خلال فترة تدريبهم، فيما حصل 43% من طلاب القطب العمومي على إشراف مدارسهم.
واعتبرت نتائج الدراسة أن هذه المعطيات تشير إلى مشاركة هادفة للمدارس في هذه العملية، ويختلف الإشراف، مع التركيز بشكل خاص على اختيار موضوع التدريب، بينما يتم إهمال جوانب أخرى مثل زيارة مكان التدريب.
كما يُعد إنجاز التدريب العملي في الشركات عنصرًا مُدمجًا في المناهج الدراسية للطلاب المغاربة، حيث أشارت الغالبية العظمى إلى أن التدريب العملي إلزامي، حسب المصدر ذاته،
ومع ذلك، تميل هذه الالتزامات إلى التركيز على أواخر سنوات الدراسة، حيث أفاد 61٪ من طلاب المدارس العمومية أن التدريب العملي يصبح إلزاميًا في نهاية دراستهم، مقابل 82% بالنسبة للطلاب القطاع الخاص.
وتُعدّ مناقشة نهاية التدريب العملي أيضًا عنصرًا إلزاميًا بالنسبة لغالبية الطلاب، مما يؤكد على الأهمية المُعطاة للعرض والتقييم الرسمي للمهارات والمعارف المكتسبة خلال فترة التدريب العملي.
وأضافت الدراسة أن هذه الاتجاهات تتوافق مع الممارسات الدولية حيث يتم دمج التدريب العملي والتقييمات المقابلة لتوفير تجربة تعليمية شاملة وعملية.
يذكر أن الدراسة المشار إليها تعتبر دراسة سوقية شاملة أجرتها مؤسسة “شباب أفريقيا”، وتهدف إلى تقييم فعالية التدابير التي اتخذتها مؤسسات التعليم العالي المغربية لتحسين قابلية توظيف طلابها.
اترك تعليقاً