سياسة

الوحداني لـ “العمق”: بلفقيه نسق مع الداخلية من أجل عزلي

محمد الوحداني، شخصية باعمرانية طبعت الساحة السياسية والجمعوية بسيدي إفني بكثير من الجدل، وذلك بسبب تحركاته التي بصمت عن لحظات ذات انعطافة تاريخية بعاصمة آيت باعمران، بدءً بأحداث السبت الأسود سنة 2008، ومرورا بتشكيل السكرتارية المحلية وانتهاء بترؤس المجلس البلدي لسيدي إفني، فدخول السجن بعد ذلك.

في هذه الحلقات المعنونة بـ “السر” والتي خص بها الوحداني جريدة “العمق المغربي”، نتعرف بشكل أقرب إلى شخصية الوحداني ومساره طيلة عشرين سنة من حياته، حيث يحكي عن تجربته بانتصاراتها وانكساراتها، حكايات وفاء وحكايات خيانة مقربين وأصدقاء، تقاطعت حكاية حياته مع حيواتهم.

الحلقة السادسة: المكالمة الفخ

بين الفينة والأخرى، كنت أسمع أصوات مشادات كلامية وعربدات قادمة من الزنزانة الأخرى، ووقع أقدام معتقلين جدد أغلبهم سكارى. شرطي الديمومة غير مكثرت، يشرب من كأس شاي ويتصفح باسترخاء صفحات جريدة المساء، كنت مستلقيا باستسلام عجيب، غير مصدق أنني أعتقلت، هكذا تكون الحالة دائما في الأيام الأولى، تفحصت القفص وحملقت طويلا في السقف. عادت بي الذاكرة العنيدة إلى تفاصيل تتمة الخيوط الأولى لمؤامرة اعتقالي.

مضت أيام على مكالمة صالح الداحا، حين رجعت قافلا إلى إفني. طيلة المسافة الفاصلة بين الدار البيضاء وآيت باعمران كنت أتساءل ألف مرة، ليس فقط حول سر مكالمة عامل الإقليم، ولكن أيضا كنت أحاول ربط هذه المكالمة بسيل مكالمات أشخاص آخرين من إفني، كلهم بدؤوا يتصلون بي وكلهم عادت الحياة فجأة إلى هواتفهم، يطمئنون علي ويستفسرون عني وعن أحوالي، وعن مكان وجودي! ويصرحون لي بأنهم إشتاقوا إلي، وبأنه علي أن أعود إلى المدينة!

بعض أولئك المتصلين كنت أعرف طبيعة علاقاتهم مع الأجهزة، ومع السلطات المحلية، وخصوصا (م، ال) الذي يعرف اهل افني أنه مخبر للبوليس المحلي منذ سنوات، وفي نفس الوقت كان العامل السابق ماماي وعده بأنه سينصبه خليفة، وسلمه هاتفا قائلا له: إعتبر نفسك خليفة قائد منذ الآن! وقد أصبحت مهمة هذا المخبر هو نقل الأخبار بصفة منتظمة الى البوليس، وإلى قائد الشؤون العامة بعمالة الإقليم، وبث الإشاعات وتوزيعها ضد المناضلين، وكنت هذه مهمته الأولى منذ سنوات.

كان أصلع قليلا، وذا قامة قصيرة، يميل إلى الشقرة، سريع الإنفعال، عيناه غادرتان، معروفٌ بالنفاق والتملق، الكل يعرف بإفني أنه “بركاك” يحلم بأن يصبح رجل سلطة يوما ما! كل ذخيرته هو نقل أخبار يعرفها الجميع، وإدعاء أنه ذو وزن إجتماعي ومقبول، كي يقنع المخزن بأنه ضروري ومهم!. أخرون كانوا يصرون على أن أحوال الإقليم تسير من سيء إلى أسوء وأنه يجب علينا ان نتدخل بطريقة ما كي نعالج ما يمكن اصلاحه. لكن في نفس الوقت كثيرون كانوا يقولون لي أنه يجب أن لا أحضر في الوقت الراهن وأن أنتبه وآخذ حذري، خصوصا بعد الحادثة المريبة التي تعرضت لها رمضان 2014! وأن الخطر مازال محذقا بي، وأنه هناك من يشكل تواجدي تهديدا لمصالحه، ولن يقف متفرجا. كان يتجاذبني قراران؛ أن أعود إلى إفني وقرار أن أؤجل عودتي، لكن الحذر لا يذهب قدرا.

دخلت إلى المدينة، في منتصف النهار، كان الحاجز القضائي الدائم بمدخل إفني، منتصبا كعادته، أوقف الشرطي سيارة الأجرة الكبيرة، تفحصنا جيدا، تبادلنا السلام، وأشار للسائق بالمرور. منذ القرن الماضي ومنذ عشرات السنين، وقبل كل هذه الإحترزات الأمنية التي أمست رابضة في كل مفاصل الحياة اليومية للمواطن المغربي، نتيجة داعش والقاعدة والإنفجارات وأعمال الإرهاب. إفني كانت تعيش قبل ذلك وبأكثر من أربعين سنة حظرا للتجوال منذ 9 ليلا! وحصارا أمنيا وحواجز أمنية غريبة بمدخل المدينة جهة الطريق الشمالية (طريق تزنيت) وجهة الطريق الجنوبية (طريق كلميم) وكأنك تعبر من دولة إلى دولة أو من حدود الى حدود! هذه هي العادة.

منين جاي؟ لفين ماشي؟ نزل (سواء كنت في سيارة أو في حافلة) خرج اللي في جيوبك! فتح الصاك تاعك! كل أبناء إفني يتذكرون هذه التفاصيل بمرارة وحنق. أيام ما كانت في إفني ثلاث قاعات سينيما، وأبناء افني كانوا مدمنين على مشاهدة الأفلام منذ منتصف القرن الماضي، كل يوم، ويوم الجمعة بعد الزوال وصلاة الجمعة، كانت الأسر من أباء وأمهات وأبناء، تحج إلى قاعات العرض سواء بقاعة افنيدا أو قاعة افني، وتلك عادة ورثوها عن مرحلة الخمسينيات والستينيات. لكن بعد دخول المغرب إلى افني في أوائل السبعينيات، كان أهل إفني يجدون أمام باب الخروج، البوليس وعرباتهم.

البوليس: هاز معاك لاكارط؟

المتفرج الإفناوي: لا

البوليس: ولاش عطيناها لمك، طلع لـ “صطافيط”.

البوليس: أرا لاكارط.

المتفرج الإفناوي: هاهي.

البوليس: طلع فرشها فـ “صطافيط” ونعس عليها، أش كتدير هاد الوقت فالزنقة لماك.

وصلنا إلى محطة الطاكسيات، كان أبي بانتظاري، قبلت رأسه ويديه، وعانقته طويلا، ثم ركبنا سيارته، وصلنا إلى منزلنا، في نفس اللحظة التي نزلت من السيارة، وصلت سيارة المسؤول الأول عن الاستعلامات والأخبار في عمالة اقليم افني، الفائد رشيد. كان يقطن قبالتنا. سلمنا على بعضنا.
القائد رشيد: على السلامة السيد الرئيس.

محمد الوحداني: الله يسلمك السيد القائد.

القائد : طولت الغيبة أسي محمد، را توحشناك.

الوحداني محمد: هههههه محال المخزن يتوحشني أسي رشيد، انتوما مرة لحبس مرة العزل بغيتو غار نخوي لبلاد تهناو.

القائد: الحبس ماكيمشي ليه غار اللي دار علاش، شوف آش درت آنت في 2008، علاش ساهل ديك الثورة كلها؟ والعزل هداك قانون على الجميع. المهم على سلامتك، خلينا نشوفوك الرئيس.

الوحداني: بلا ماتمرر عليا، أن العزل قانوني. التقادم فيه 5 سنوات وأنت را رجل قانون. أنا تحبست في 2008 وخمس سنين را تقادمت في 2013. وانتوما عزلتوني فـ 2014. وهاداك قرار إداري غير قانوني. المهم هذا وقت لغدا، يلاه تغدا معنا، اللي كاين نشركوه السيد القائد.

الفائد: مرة أخرى إن شاء الله نتغداو مجموعين. أنا دابا زربان والعامل كيتسناني.

الوحداني: يلاه الله يعاون. وبلغ السلام للسيد العامل حتى نشوفو إن شاء الله.

القائد: مبلغ، على السلامة أسي محمد.

اتصلت ببعض الأصدقاء، زارني بعضهم في نفس اليوم وتعشينا ذاك المساء، وكانت سهرتنا طويلة حتى الساعات الأولى من صباح اليوم الموالي. ناقشنا أشياء كثيرة حول المنطقة ومشاكلها، إضرابات قطاعية عديدة عرفها الاقليم تلك السنة (البحارة، التجار، النقل “طاكسيات صغيرة وكبيرة، وهوندات نقل البضائع، وشاحنات”، أرباب المخابز، ….) ولكن الحاضرين نبهوني إلى توخي الحذر في هذه المرحلة، وعدم نزولي الميداني لأنه هناك من يتربص بي، بل فيهم من استحسن مغادرتي إلى حين.

مضى اليوم الأول واليوم الثاني، لم يتصل بي العامل كما وعد! كنت على يقين أن صالح الداحا وصله خبر وصولي، البوليس شاهدني، حتما سيبلغه كعادته، والمكلف الأول في تراب الإقليم، بجمع الأخبار، لم يصله خبر وصولي فقط، بل كان في استقبالي صدفة بباب منزلنا، ورأني عيانا بيانا! خصوصا وأن أخبارا محلية، كانت تروج حول استعدادات لمعركة نضالية ما! وبالتأكيد ، أمنيا إنخراطي فيها أو عدم إنخراطي كان سيشكل فارقا ميدانيا.

كل زوال كان يحضر عندي لحسن بولقطيب، حتى أصبح بعد ذلك طقسا يوميا، نتجول في أرجاء المدينة، ونتصل بأصدقائنا (زيان خديجة، عمر انجار، ورشيد هرباز وعالي لكريك وآخرين …) لنذهب بعدها إلى مقهى “أفللوس”، ونتعشى بعدها في منزل أحدنا. ذات مساء انفردنا طويلا أنا وبولقطيب وطال بنا النقاش ووصل بنا التجول في المدينة إلى جنب المقبرة، هناك توقف. كان الجو مهيبا والظلمة حالكة. مقبرة إفني توجد بجنب وادي عين افني وشاطئ البحر على أعلى هضبة تستريح عند سفح جبل بنيت به إحدى أكبر الثكنات العسكرية الإسبانية بافريقيا، معروفة بين اﻹفناويين باسم “الكربو”. المقبرة هبة من أهل ادوفقير (تقول الرواية الشفوية المحلية أنهم قدموا من تونس) لساكنة إفني لدفن موتاهم.

الوحداني: قل لي أسي لحسن أنت مالك كل مرة كتشدك ديك الحالة وتسد البورطابل والفايس وتغبر بحال شي واحد تلف أو كيقلبو عليه البوليس؟

بولقطيب: شوف أ الرئيس أنا فاش كنحس بشي ماركات بغاو ايديرو بيا الحلقة، أو يصرفوا بيا المواقف تاعهوم كنسد على كل شيء. كندير داك الطنز وكندير هبل تربح، وكاين شي بشر كيصحاب ليهوم أنا دمدومة، ولكن فاش كيفوتو القياس كنسد.

الوحداني: ولكن ديرها معهوم، ماشي معنا حنا، وهاد شي را قلتو لك أنا من قبل، قلت لك شي وحدين كيمارسو النفاق مع بعضياتهوم، وكتجمع بينهم مصالح تاع التسمسير د الانتخابات والصراعات الحزبية والانتماءات، وماكيقدو يخرجو في بعضياتهوم، علحقاش كل واحد فيهم مشارك التخلويض مع الأخر وخايف لا يفضحو. وكيجي عندك أنت وكيدوز الرسائل تاعو للخصم أو المنافس تاعو، اللي بغا ياكل الثوم ياكلو بفمو، لاش يخنز لك فمك أنت، ومن بعد را شفتيهوم كيتصلحو وأنت كل مرة خاسر شي واحد. والخطأ تاعك را قلتو لك مرارا أنت كتعطي وذنك بزاف. واخا غادي نفكرك عقلتي على دوك النهارات اللي قابلك القائد بريمو هزاك حطاك وتابعك في القهاوي، حتى بدلك علينا كلنا، ومن بعد فاش عقتي درتي فيه

بولقطيب: القايد بريمو، أنت اللي عرفتيني به، فين كاع كيعرف با، باه، وأنا نهار الأول قلت لك جمع راسك منو، وقلت لك را فاش كنخرجو من عندك وكنتلقاو في القهاوي كيعمرنا ضدك. ودابا كتقول ليا القايد بريمو.

الوحداني: وا سي لحسن، أنا رئيس وهو قائد ، مفروض عليا نتعامل معاه، وهو إلى كان كيخدم ضدي، هديك خدمتو اللي كيتخلص عليها، عادي. أنت اللي مفروض مع الآخرين فاش يبدا يقول عليا في الإشاعات ويحرضكوم ضدي تسمعوه الصرف!

بولقطيب: سمع واحد شوية تاع الطنز، بمناسبة وجودنا بالقرب من المقبرة، كاع دوك اللي كيحفرو ليك القبر، أنت اللي كتعطيهوم الفاس وأنت اللي كتعرفنا بيهوم، مثلا بلفقيه عبد الوهاب، قلت ليا علاش خدمت معاه في الانتخابات البرلمانية؟ بلفقيه كتعرفو أنت كثر مني، واش فراسك أنه حتى هو كانوا كيداروا عندو اجتماعات كيحضرو لها المعارضة ديالك في المجلس، وأنه هناك أخبار أنه كينسق ليهوم مع شي وحدين في الداخلية وفالرباط في الوقت اللي كانوا بغاو يعزلوك! وهناك أخبار على أنه من حرض العامل الحالي الداحا ضدك وحذرو منك، لأنه بان ليه أنك سمن على عسل معاه، وبالتالي غادي تنافسو في انتخابات 2015 وغادي تخربق ليه حساباتو في الإقليم تاع افني، بل غادي تكون رقم في معادلة الانتخابات الجهوية، معك الشعب ومعك قطاعات واسعة في الاقليم والجهة وتزيدها علاقة غير متوترة مع ممثل الدولة. آش بقا ليه هو. أما أنا هاد شي كل شئ عندي غار طنز، اللي بغا اطلع أو ينزل، أنت اللي باغي تلعب اللعب الكبير وكتعمر وكتعطي وذنيك اللي كيحفر لك. أنا كنتمنى الكلام اللي قلت ليا تقولو راسك أولا، وترد البال أكثر. ونزيدك صاحبنا (س. أ) وصاحبنا الآخر (ع. إ) بجوجهوم ورغم أنهم في تيارات ضد البام، را قالو ليا نعطيك التيساع ونمشي للبام. ياك حتى هوما صحباك ومهرس لينا بيهوم الراس؟

هنا دارت بيا الدنيا، وقلت له: لحسن عندك شي ماء؟

قال لي: بغيتي الحريرة هههههه، قلت وكتقولو معك راسكوم لحسن غار أمي مافهم والو، أنا داير هبل تربح، ماشي أنت ولكن شي وحدين، سرفر عيط على لحسن ندوزوا به الوقت. را أنا اللي كندوز بيهوم الوقت وما عايقين! عندي الما د الردياتور ود الباتري ههههه، اش باغي تشرب. هداك صاحبنا عندو كريدي د الدار اللي بنى ومزير بزاف، وأبودرار مع عزيز عليه الإحسان، أحسنه فقيده. دابا را شفتي ماكيتفرق معاه، وصاحبنا الأخر مع كيدير السياسة بزاف توازن الرعب كيقول خاص يتقوى شي حد أحد آخر باش يوقف بلفقيه مع خرج على آيت باعمران، وفي الظروف الحالية الورقة تاع أبودار والبام هي الورقة الرابحة، باش يتخلق صراع بين قطبين. وأنت راسك قاسح ماباغي تلعب السياسة.

الوحداني: هكاك، السياسة دابا هي نلعبو بالتملق والنفاق والضرب من تحت الحزام، ونخضعو لشروط السياسة الفاسدة ياك؟ وأنت دابا كتظن أن بلفقيه أو أبودرار ماعايقين لهاد شي اللي كينظر ليه هاد صاحبنا اللي كيقترح عليك تمشي للبام؟

بولقطيب: أنا قلت الرأي تاع داك صاحبك اللي قال ليا نمشي للبام. أما أنا را الاقتراح اللي قلت لك، وأصلا أنا عارف من الأول أنه ماغادي يكون. غار قلتو لك باش تعرف أن بلفقيه ضدك؟ فاش قلت لك أنت وخديجة تمشي للإتحاد الإشتراكي كنت عارف أن عبد الوهاب بلفقيه أنت ماخدام ليه وماخدام للأجندة الإنتخابية والحزبية ديالو! ولكن الإستثمار السياسي تاع كل مايقع من أحداث في آيت باعمران هو اللي كيهمو! أنا بغيتك توصل إلى أن عبد الوهاب ضدك وهو دائما ضدك!

الوحداني: مشكلة هادي، أنت بغيتي توصل ليا رسالة فاش اقترحت عليا نمشي للإتحاد الإشتراكي، وأنا فاش قلت يلاه واش عقلت على جوابي؟ قلت لك بلاتي نفكر. وفاش ناقشت الموضوع مع خديجة زيان ومع المجموعة ديالنا، كان اعتراض الأغلبية على عبد الوهاب بلفقيه، فقلت لخديجة زيان هاد الموضوع غادي يفجر آيت باعمران أكثر، وأنا أصلا عارف أن عبد الوهاب ماغادي يوافق علينا، لأننا من مدرسة سياسية أخرى، إذن بما أن بولقطيب جزء من المجموعة غادي نشدو العصا من الوسط وماغادي نجلسو مع بلفقيه حتى غادي نجلسو مع بولقطيب ومع أحد الاتحاديين المحليين اللي مافيدوش أنه يحسم في الموضوع، وفاش غادي ينقل الخبر لبلفقيه غادي يقول ليه قل للوحداني ايجي عندي، وأنا الذي يعرفني يعرف أنني لن اذهب عند شي حد باش ننخرط عندو، فأنا انخرط في المؤسسات وليس في الأشخاص. وذاك ماكان، واش عقلتي اش قال في الأخير الأستاذ فضلو: شوفو عبد الوهاب.

بولقطيب: هي غار درنا التنس انتوما مابغيتو تحرجوني وانا بغيت نعري عبد الوهاب.

الوحداني: ولكن انت خدمتي معاه في الانتخابات البرلمانية. داكشي علاش ماشكت أنا في الغرض تاعك.

بولقطيب: يييه ولكن ذلك كان تصفية حساب مع عصام محمد. أنا كنلعب الكارطة وكنلعب الرامي، والطرح كل مرة كيخرج وراق، أنت داير بحال التران نيشان ههههه. أنا اقتراحي لك دابا سير خوي افني، وبدل ساعة بأخرى، الناس دابا في هاد المدة القصيرة، كل شيء كيقول فين هو نهار واحد د الوحداني، وهاد الكلام كيحرض عليك المنافسين تاعك وتاعنا، دازت الكسيدة على خير، إوا عيق وفيق، الوقت را خايبا مع هاد المفسدين غادي يديروا لك شي قالب.

واستمر نقاشنا طويلا حول مستقبل المنطقة، والحركة الاحتجاجية، والانتخابات القادمة، ومهرحان قوافل… حينما توادعنا أخبرته أنني سأغيب لأيام، وحينما سأنتهي من خلوتي، سأتصل به إن شاء الله.

مر مايقارب الأسبوع، راجعت تفاصيل كثيرة من كل ما مر، وقررت أن أسافر. كان يوما خريفيا، اتصلت ببولقطيب بعد صلاة العصر، وجاءني بجانب منزلنا، خرجت عنده وصافحته، دعوته للدخول كي نشرب كأس شاي، قال لي أنه يفضل ان نتجول في المدينة، استقليت السيارة واتجهنا صوب الميناء، في المنعرج الثاني لمنحدر طريق الميناء، كان نقاشنا قد وصل إلى حيث قلت له: فكرت في نقاشاتنا هذه الأيام، وخصوصا البارحة، صحيح علي أن أغادر المدينة، لأن حرص الداحا على مجيئ إلى المدينة، فيه مؤخرا) ونحن نغادر الحمام قال لي يرحمه الله: والشريف الله يرحم الوالدين بدل ساعة بأخرى خرج من هاد إفني، كاينا معلومات أمنية حول شي صداع وشي أحداث غادي يديرها التيار تاع البوليزاريو في إفني في شهر 11. وكاين شي بشر غادي يحاول يورطك فيها، الله يهديك سير سيح أحسن لك.

حينها فكرت أنا بان مايروج في المدينة من استعدادات سيكون غالبا في ذكرى 23 نوفمبر، العيد الوطني للمقاومة الباعمرانية. قلت للحسن: السلطة عارفة واش غادي تسخن، وباغيا تورطني، وهاد العامل اللي وصلوه التقارير وماتصل بيا يقول ليا أجي فراسو شي عجينة! قررت حينها أن اتصل بصالح الداحا فقط كي اسجل عليه ملاحظاتي حول دعوته لي، اتصلت به هاتفه يرن. لكنه لا يجيب. وبعد مايقارب خمس دقائق أجابني.

يتبع …