مجتمع

زهير لهنا: غزة لها بصمة خاصة والمغرب يحظى بتقدير كبير في فلسطين رغم التطبيع (فيديو)

قال طبيب النساء والتوليد والناشط الإنساني زهير لهنا، إنه اشتغل في الأراضي الفلسطينية وفي مجموعة من الدول الأخرى منذ 2009، إلا أن غزة لها بصمة خاصة، فهي تلك الأرض الصغيرة الصامدة المحاصرة التي تتعرض لظلم عالمي ممنهج.

ووصف لهنا، في حوار مع جريدة “العمق” الوضع في غزة بالمأساوي، وقال إن الحرب أجبرت المواطنين على العيش في كل الأماكن وفي خيام تستر ولا تحمي، مشيرا إلى أن بيتا واحدا قد يأوي ما يزيد عن 20 شخصا بسبب الدمار الكبير الذي لحق المنازل، وقال إن مناطق بأكملها سويت بالأرض بسبب الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وقال إن هذا الوضع فاقم معاناة المرضى الفلسطينيين، وسبب متاعب كبيرة للأطقم الطبية، التي فرضت عليها ظروف الحرب إهمال الحالات الخطيرة التي يمكنها أن تعالج لو كانت الأوضاع عادية، وتضطر لتركها توجه مصيرها المحتوم وإعطاء الأولوية للحالات الأقل خطورة.

وأضاف لهنا أن الحرب تستهدف إنهاء تواجد المقاومة في فلسطين، وهو هدف مستحيل لأن المقاومة في قلوب كل الفلسطينيين، ولأن اختزال المقاومة في حماس أمر خاطئ، ففصائل المقاومة تزيد عن 10 يتعمد الإعلام عدم ذكرها من أجل تضليل الرأي العام، بحسب تعبيره.

وتابع: “يمكن أن يختلف الفلسطينيون مع الإدارة الفلسطينية ومع حماس لكن لا اختلاف لديهم حول المقاومة، لأنهم يعرفون معنى الظلم ومعني التهجير، ويعلمون أن الهدف هو تحطيم حماس وإعادة سيناريو الضفة الغربية، التي يعمل الجميع فيها ضد فلسطين ولصالح إسرائيل، في غزة الخاضعة لسيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وزاد: “بالرغم من الخسائر الميدانية الكبيرة التي ألحقها الإسرائيليون في غزة، إلا أن ما حققه الفلسطينيون في مواجهة الجيش الإسرائيلي، الذي أرغم على خوض حرب حقيقية لأول مرة في تاريخه، يعتبر انتصارا معنويا للمقاومة مدعومة بصمود شعبي قوي”.

وقال الجراح المغربي، إن الحرب أنهت عمل المؤسسات بغزة وما تبقى منها مرتبط بقطاع الصحة الذي أنهكته الآلة العسكرية الإسرائيلية، مؤكدا على أن غزة تحتاج لعشرات السنين لالتقاط أنفاسها.

ونبه لهنا، الذي يوصف بـ”طبيب الإنسانية”، إن الاحتلال الإسرائيلي حاول أن يخلق فوضى في القطاع من خلال استهداف الشرطة التي من المفترض أن تنظم حياة الناس بالقطاع، ولولا أخلاق الغزيين لكان للاحتلال ما أراد وانتشر القتل والاغتصاب بين الفلسطينيين في غزة.

وبخصوص مجهودات المملكة المغربية تجاه القطاع، أوضح الطبيب أن المغرب يقوم بالواجب من خلال تنسيقه مع مجموعة من الدول لوقف إطلاق النار، مضيفا أن دور المملكة سيكون كبيرا بعد وقف الحرب، من خلال المساهمة في إعادة إعمار القطاع وإحداث مستشفيات ميدانية، التي يملك فيها خبرة واسعة.

وقال إن المواطنين في فلسطين يثقون في المغرب حتى في ظل تطبيعه مع إسرائيل، والمغاربة يحظون بتقدير كبير من لدن الفلسطينيين عموما، وذكر كيف كان الغزيون يحدثونه في بعض أوقات الراحة عن اعتزازهم بالمغرب وبما حققه في كأس العالم 2022، وبالدعم الذي يقدمه المغاربة لقضيتهم من خلال المسيرات والوقفات التي تنظم في مدن المملكة.

يذكر أن الطبيب زهير لهنا من مواليد سنة 1966 في حي درب السلطان بمدينة الدار البيضاء، حيث حصل هناك على شهادة البكالوريا، ثم على شهادة الطب سنة 1992 من جامعة الحسن الثاني ليلتحق فيما بعد بإحدى كليات الطب بباريس للتخصص في طب النساء والتوليد.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *