اقتصاد

المغرب يراهن على توسيع شبكة الخطوط الجوية لاقتحام أسواق سياحية جديدة

شهد مطار مراكش المنارة الدولي يوم أمس وصول أول رحلة ضمن خط جوي جديد يربط بين مدينة مونتريال الكندية ومراكش، قامت بتسييرها شركة الطيران الكندية “إير ترانزيت”.

وأكد المكتب الوطني المغربي للسياحة في بيان صحفي أن هذه الرحلة الافتتاحية شهدت حضور كبار مسؤولي شركة “إير ترانزات” التابعة لمجموعة ترانزات، ومن بينهم سباستيان بونس، مدير مداخيل إير ترانزيت، وجوزيف أدامو، مدير المبيعات والتسويق لدى “ترانزات”.

وتُعدّ هذه الخطوة الجديدة إنجازا هاما ضمن استراتيجية “Light in Action” التي ينتهجها المكتب الوطني المغربي للسياحة، والهادفة إلى تعزيز التواجد المغربي في أسواق أمريكا الشمالية.

وأوضح الزوبير بوحوت، الخبير والمختص في المجال السياحي، أن هذا الخط يعزز الربط بين مراكش ومونتريال، ما سيقوي مكانة مراكش كوجهة سياحية، ويساهم في الانفتاح على أمريكا الشمالية، خاصة أن الخط الجوي بين كندا والدار البيضاء غير كافٍ، ومراكش أصبحت وجهة سياحية كبيرة.

وفي تصريح لـ “العمق”، أشار بوحوت إلى أن عدد المغاربة المقيمين في كندا يبلغ 200 ألف شخص، مما سيسهل من عملية تنقلهم، ويعزز السياحة الدولية. كما أوضح أن السوق الكندي يمثل نحو 56 مليون مسافر سنويًا قبل أزمة فيروس كورونا، ويفضل الكنديون الوجهات القريبة كالمكسيك والولايات المتحدة.

وأكد بوحوت أن تأمين الخطوط الطويلة سيساعد المغرب على التوسع خارج التركيز على الدول الأوروبية، مشيرا إلى أن شركات الطيران ذات التكلفة المنخفضة قد عملت على حل بعض المشاكل مع الأسواق الأوروبية بفتح خطوط جديدة.

وأضاف بوحوت أن هناك حاجة للانفتاح على أسواق مهمة مثل الهند والصين والبرازيل وأمريكا الشمالية واليابان وكوريا الجنوبية، بالرغم من أن شركات التكلفة المنخفضة لا تغطي هذه الخطوط.

وأشار إلى وجود مؤشرات إيجابية بافتتاح خط جوي مع كندا، وخط مباشر سيبدأ في العمل نهاية العام الجاري يربط مراكش بالولايات المتحدة الأمريكية، ما سيدفع شركات أخرى لبرمجة رحلات مع المغرب.

وفي الماضي كانت الخطوط الجوية الملكية تدير هذه الخطوط، إلا أن عدد طائراتها ضعيف بعد بيع عدد منها خلال أزمة كوفيد-19. ومع ذلك، من المتوقع أن تعزز الخطوط الجوية الملكية أسطولها خلال السنوات القادمة.

وأكد بوحوت على أهمية الانفتاح على الأسواق الآسيوية، مثل الصين التي تمتلك تعدادًا سكانيًا كبيرًا واقتصادًا متطورًا، والهند التي تُعتبر السوق الأكبر من حيث التعداد السكاني عالميًا.

وشدد على ضرورة التركيز على الخطوط الطويلة لتشجيع السياحة، متوقعًا أن تشجع الشركات الأمريكية الكبرى خطوطها بين المغرب وأمريكا، خاصة مع اقتراب العديد من الأحداث الدولية مثل كأس العالم 2030.

وأشار إلى أن كندا تُعتبر سوقا سياحية مهمة للمغرب، حيث شهدت العشر سنوات الماضية نموًا في عدد الرحلات الجوية بين البلدين بنسبة 87٪، مما أدى إلى زيادة القدرة الاستيعابية من 87 ألف مقعد إلى 164 ألف مقعد سنويًا.

ختامًا، شدد بوحوت على ضرورة توفير عروض ترفيهية وتنشيطية للسياح، وافتتاح مراكز تجارية كبرى ومدن ترفيهية، واستقطاب العديد من الأحداث الدولية، مشيرًا إلى أن التقارب الصيني المغربي سينعكس بشكل إيجابي على المداخيل والعملة الصعبة وقطاع التشغيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *