مجتمع

أخصائي نفسي: التلاميذ يعيشون ضغطا طوال السنة وخطاب التهويل وراء تفكيرهم في الانتحار

قال المعالج النفسي، فيصل طهاري، إن الضغط النفسي الذي يعيشه المتعلمون في مختلف المستويات الدراسية لا يقتصر على فترة الامتحانات، بل ينطلق معهم منذ بداية الموسم الدراسي، بسبب المقررات الدراسية وطول البرامج التعليمية التي تهتم بالكم وتهمل الكيف، وتحصر غاية التلميذ في الحصول على نقط جيدة تمكنه من ولوج معاهد ومدارس التعليم العالي.

ينضاف إلى ذلك، يضيف طهاري في حوار مع جريدة “العمق”، خطاب الآباء والأمهات الموجه للأبناء طوال السنة حول شهادة البكالوريا وقيمتها والذي يساهم في زيادة الضغط الذي يعيشه المتعلمون، فضلا عن تنبيهات الأساتذة والمربين في هذا السياق والتي يمكن أن تساهم في زيادة توتر المتعلمين، ويسبب أعراضا تصل إلى أعراض نفس-جسدية المرتبطة بمشاكل الأمعاء والمعدة والغثيان وآلام الرأس والمفاصل.

وأوضح الأخصائي النفسي في حوار مع جريدة “العمق” أن ضغط البكالوريا له خصوصية بالنظر إلى خطاب التهويل الذي يرافق هذه السنة الدراسية والذي يولد ضغطا نفسيا وتولد نوعا من الخوف والهلع والقلق لدى المتعلمين، ومنهم من يصل إلى مرحلة البلوكاج بسبب هذا الضغط النفسي الرهيب، وفق تعبيره.

وقال أيضا إن هذا النوع من الخطاب قد يؤتي أكله مع بعض التلاميذ المتهاونين دراسيا للفت انتباههم لأهمية السنة الدراسية وأهمية الامتحان الذي ينتظرهم في آخر السنة، إلا أن قد يتسبب في نتائج عكسية مع باقي المتعلمين.

وأشار في حديثه مع جريدة “العمق” إلى إمكانية تسرب مجموعة من الأعراض المرضية إلى التلاميذ كالاكتئاب الذي يمكن أن يولد “أفكارا سوداء وانتحارية” تنتقل بعد ذلك من مجرد أفكار إلى أفعال وهو ما يحدث في بعض الحالات، موضحا أن إقبال عدد من المتعليمين على الانتحار راجع بالأساس إلى عدم تقبل الفشل لأن الضغط الممارس عليهم يجعلهم يعتقدون أن عدم توفقهم في الامتحانات وعدم الحصول على البكالوريا هو نهاية لمسارهم ونهاية للحياة.

ولفت إلى أن الخطأ الذي يتم تمريره للأبناء سواء من طرف المدرسين أو الآباء والأمهات أو كمؤسسات إعلامية التي تتعاطى مع الموضوع بنوع من التهويل هو تحويل البكالوريا من مجرد وسيلة للانتقال من مرحلة دراسية إلى مرحلة اخرى إلى غاية.

ودعا طهاري إلى التعامل مع المتعلمين على أساس أن الامتحانات مثلها مثل باقي فروض المراقبة المستمرة التي يتم إجراؤها خلال السنة الدراسية، وإلا فإنهم سيشعرون انهم أمام أمتحان مختلف تماما عما اعتادوا عليه خاصة في المؤسسات التي لا تجري امتحانات تجريبية لفائدة متعلميها.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *