سياسة

شريط فيديو “يورط” إيران في دعم البوليساريو بأسلحة ثقيلة

أفادت مجلة “La Revue Afrique” المتخصصة في رصد الأحداث والقضايا الجارية في القارة الأفريقية، بأن جبهة البوليساريو الانفصالية نشرت شريط فيديو يظهر استخدام عصاباتها لقذائف هاون من طراز HM-16، وهي أسلحة لم تسخدمها من قبل، مرجحة أن تكون إيران قد سلمت البوليساريو شحنة كاملة من الأسلحة الثقيلة.

وما كشفته المجلة عبر صفحتها بمنصة “إكس”، تؤكد الاتهامات المغربية السابقة لإيران بدعمها للجبهة الانفصالية وارتباط دبلوماسيين إيرانيين في الجزائر بـ“البوليساريو”، وهي الاتهامات التي وجهتها المملكة المغربية لإيران وقررت على إثرها قطع علاقاتها مع طهران.

ففي 2018، أعلن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي، ناصر بوريطة، أن الرباط قررت إغلاق سفارة إيران وطرد سفيرها بالرباط، متهما حزب الله اللبناني بالضلوع في إيصال الأسلحة إلى البوليساريو، قائلا: “لدينا أدلة على تورط إيران في دعم البوليساريو”.

واعتبر أن إيران أضحت هي “الراعي الرسمي للانفصال ودعم الجماعات الإرهابية في عدد من الدول العربية، عبر تسهيل حصولهم على أسلحة متطورة، فضلا عن تدخل طهران في الشؤون الداخلية للدول العربية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر عن طريق جماعات إرهابية مسلحة”.

وأوضح بوريطة، في وقت سابق، أن “طهران، بتبنيها لفاعلين غير حكوميين مسلحين، أصبحت تهدد السلم الإقليمي والدولي، عن طريق حصول هؤلاء الفاعلين على أسلحة وتقنيات متطورة، على غرار طائرات “الدرون”، مشيرا إلى أن المغرب بدوره يعاني مما تقوم به إيران.

وليست المرة التي تكشف فيها صحف ومجلات دولية عن هذا الدعم الإيراني لميليشات البوليسارية، فقد سبق لصحيفة “دي فيلت” الألمانية، في نونبر 2023 أن أعنلت أن إيران تعمل على مد نفوذها في شمال أفريقيا عبر الدعم العسكري لجبهة البوليساريو مستغلة سفارتها في الجزائر الدولة التي تحتضن الحركة الانفصالية في أراضيها.

وكشفت كريستين كنشي في مقال للصحيفة الألمانية أن تقارير أجهزة الاستخبارات الغربية والمحققين أظهرت أن طهران تعمل على توسيع نفوذها منذ عدة سنوات، عبر شبكة عالمية من الميليشيات تدعمها بالسلاح والمال والتدريب لتستغلها لصالحها ضد الغرب ككل والولايات المتحدة وإسرائيل على وجه الخصوص.

وحصلت دي فيلت على تسجيلات ونصوص المحادثات الهاتفية بين ممثلي البوليساريو وعميل يقول إنه جهة اتصال لحزب الله من ساحل العاج يدعى مصطفى محمد الأمين الكتاب وهو ضابط اتصال البوليساريو في سوريا والمسؤول عن الشرق الأوسط.

وكشفت دي فيلت في بداية العام عن شبكة حوالات تعمل انطلاقا من إسبانيا ومخيمات تندوف في الجزائر وتحافظ على اتصالات وثيقة مع جبهة البوليساريو وإيران ولبنان وحزب الله.

وأضافت أن إيران تخفي مساعداتها المالية لحزب الله وحماس، وربما أيضا لجبهة البوليساريو بمساعدة شبكات الحوالة التي يكاد يكون من المستحيل تتبع تدفقاتها النقدية.

وفي ماي الماضي، كشف النائب دانيال كاوتشينسكي من حزب المحافظين البريطاني، أن إيران تدعم جبهة “البوليساريو” الانفصالية، مشددا على ضرورة خروج لندن من موقف الحياد وإعلان دعمها لمغربية الصحراء، معتبرا أن “الساحل المغربي أكثر أهمية لأمننا وقدرتنا الدفاعية”.

وجاء في كلمة له خلال اجتماع بمقر مجلس النواب البريطاني لمناقشة موضوع الصحراء المغربية، أن القضية الرئيسية التي تواجه بريطانيا اليوم هي الانتشار المتزايد للنفوذ الإيراني في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وخطرها على المغرب.

وأضاف كاوتشينسكي: “هذا النظام الاستبدادي الذي ظهر بعد سقوط الشاه في عام 1979، هو واحد من أخطر الأنظمة الاستبدادية وعنفا في المنطقة. إنه بلد خطير للغاية وتأثيره الخبيث ينتشر في جميع أنحاء المنطقة”.

وذكر بتأثير “النفوذ الإيراني في الاضطرابات والصعوبات التي واجهتها البحرين في عام 2011. والفراغ الذي ملأته إيران في العراق، الذي ساعد بلير في الغزو الثاني للعراق، ونفوذها الخبيث ينمو هناك”.

وتابع: “لقد أعطت حساباتنا الخاطئة بشأن سوريا الإيرانيين القدرة على دخول البلاد، وهي تدعم حزب الله في لبنان وحماس والمتمردين الحوثيين في اليمن، ويمتد نفوذها إلى شمال أفريقيا وليبيا والجزائر من خلال دعمها لحركة البوليساريو”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *