سياسة

العجلاوي: أرشيف الأمم المتحدة يثبت إيمان المغرب بالواجهة الأطلسية منذ عقود

قال الأستاذ الباحث بمركز إفريقيا والشرق الأوسط، موساوي العجلاوي، إن مبادرة الواجهة الأطلسية، مبادرة ملكية اقترحها الملك الراحل الحسن الثاني منذ 1979، وهي مبادرة تدخل في إطار الديبلوماسية الملكية الرامية إلى تنمية إفريقيا من الداخل وتثبت الأمن والسلم بين الدول الإفريقية.

وأضاف العجلاوي، في حوار مصور مع جريدة “العمق”، إن المغرب بلد إفريقي، عقمه الإفريقي كبير وقوي في القارة الإفريقية، ومسألة الواجهة الأطلسية وارتباطها بدول الساحل، تؤكدها الوثائق الموجودة في الأمم المتحدة وهي بالآلاف.

وتابع العجلاوي، أن الوثائق الموجودة لدى الأمم المتحدة والمتاحة بالمجان للجميع من أجل الاطلاع عليها، تؤكد العمق الإفريقي للمغرب، وأن المبادرة الملكية الحالية لاقتراح الواجهة الأطلسية لهذه الدول ربطا بالأمن والتنمية، لافتا إلى أن حضور وزراء الدول الإفريقية وزيارتها مؤخر لمشروع ميناء الداخلة الأطلسي، يؤكد أن المبادرة الملكية هي مبادرة ملكية بامتياز، وهي امتداد للفكرة التي طرحها الملك الراحل الحسن الثاني في 1979.

واسترسل المتحدث ذاته، أن جل الوثائق الموجودة لدى الأمم المتحدة، إن لم نقل كلها تؤكد على الدور المغربي في هذا الإطار وعلى مغربية الصحراء، وأن الانفصال مفروض في المنطقة لتلبية حاجيات نظام لا علاقة له بالواقع.

وأوضح العجلاوي، أن هناك وثيقتان مهمتان، الأولى هي رسالة من الملك الحسن الثاني أرسلها من قصره بإفران في 1979، للأمين العام تقول بأن المغرب طرحها على رئيس ليبيريا التي كانت تعادي المغرب حينها، والآن عندها قنصلية في الصحراء، يقول له فيها إن الواجهة الأطلسية يمكن أن تكون منطقة تثبيت الأمن والسلم لهذه الدول.

أما الرسالة الثانية، وهي في نفس السنة، اقترح فيها الملك الراحل الحسن الثاني، أن تتحول المنطقة إلى واجهة أطلسية لكي تستفيد منها الدول الحبيسة، أرسلت إلى كل رؤساء الدول الإفريقية وإلى لجنة الحكماء لحل مشكل الصحراء بالأمم المتحدة، وإلى الأمين العام للأمم المتحدة.

وهذه المعطيات تؤكد وفق العجلاوي، أن الدبلوماسية المغربية هي دبلوماسية ملكية ودبلوماسية المؤسسات، وليست دبلوماسية الإعلانات أو الانفعالات كما هو الشأن عند البعض، وهو ما يلاحظ في الممارسة، وفق تعبيره، بحيث لا يكون هناك إعلان عن شيء إلا بعد تطبيقه وبعد تنفيذه في كل القضايا المتعلقة بالدبلوماسية المغربية، لأن هناك مؤسسات وهناك تراتبية وهناك دور للفاعلين.

وأضاف العجلاوي، في اللقاء ذاته، إن النموذج الذي تطرحه المبادرة الملكية تؤمن بأن افريقيا للأفارقة وأن التنمية يجب أن تكون داخلية وتخل فضاء سياسيا جديدا عمقه منطقة الساحل ويبقى بعض الإشكالات المرتبطة بتنفيذ ميناء الداخلة الأطلسي الذي سيغير موازين القوى في المنطقة.

وزاد المتحدث أن هناك من يعتقد أن المغرب يقود هذه المبادرة في إطار “المزايدات فقط”، مبرزا أن هذه المبادرة متجدرة في الدبلوماسية الملكية، وأن المبادرة التي طرحها الملك الراحل حسن الثاني والمبادرة لي طرحها الملك محمد السادس، متلازمتان ومتطابقتان.

وبالعودة إلى أرشيف الأمم المتحدة، دعا العجلاوي إلى الاطلاع عليه بدقة، مردفا أن المغرب أول دولة وضعت طلبا لمناقشة قضية الصحراء الإسبانية في اللجنة الرابعة، وأن المغرب كان له دور في تكوين الجنة 17. واعترافا بدور المغرب في القارة الإفريقية، نظم أول اجتماع خارج نيويورك في طنجة 1962، ثم استقبلهم فيما بعد الملك الحسن الثاني في الرباط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *