مجتمع

رفوش: من السلفيين من يدعم المشاركة السياسية في الشرق ويرفضها في بلده

اعتبر المشرف العام والمسؤول العلمي لمؤسسة ابن تاشفين للدراسات المعاصرة والأبحاث التراثية والإبداع الفكري عادل رفوش، أن من بين المتشددين السلفيين المغاربة من يدعم المشاركة السياسية ودعم الأصلح في الانتخابات إذا تعلق الأمر بدول المشرق، بينما يحاربون ذلك في المغرب ويرفضونه.

وانتقد رفوش في تدوينة له على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، اعتماد من وصفهم بـ “بعض السلفيين المتشددين” على مواقع مشرقية في الاحتكام إلى المستجدات السياسية بالمغرب.

ووصف المتحدث هذه الفئة من التيار السلفي بأنهم “يحبون جني الثمرات دون بذل التضحيات”، و”أن بعضهم إذا حضر المال سكن البلبال فهو إن أعطي رضي وإن منع سخط”.

وتابع الشيخ السلفي في التدوينة ذاتها، “بعضهم يحب من الديمقراطية الكافرة!! “نظام الجمعيات” مع أن فلسفة “تأسيس الجمعيات” عند الديمقراطية الغربية أشد نُشوزاً من “آليات الانتخابات”، وبعضهم يكرهون المسئول ابتداءً ثم يقبِّلون رجله انتهاءً ويلتفون حوله ويكيلون له الثناء، وقد يتبادلون الأدوار ويقتسمون الثمار”.

واعتبر رفوش أن العقلاء في العالم الإسلامي صاروا أشد وعيا بضرورة المزاحمة لتحقيق الاستمرارية والتنافسية، متسائلا “وإذا سُلِّم بهذا في بلد كبلاد الحرمين ذات التواجد الديني المبارك والوفرة الحسنة واهتمام الشيوخ والعلماء والدعاة والنَّاس بأمور الشريعة ونصرتها؛ فكيف بالبلاد التي تشتد الغربة فيها ويستوحش المصلحون من قلة الناصرين؛ أليست هي أولى بمزيد اقتحام وبجميل الالتحام مع تحمل التضحية ودوام التصحيح … أم سنظل عالَةً على سوانا لا نملك من زمام المبادرة إلا قال فلانٌ مِن هناك وأصدرتْ هيئةٌ من هنالك.. وقد رأينا اضطراب بعض المتعالمين في مواقف متماثلة بحسب اضطراب الوارد عليه من أوضاع المؤثر لا بالشرع المطهر”.

وأضاف “وصار فينا من لا يعرف من علماء الدنيا إلا نزراً؛ ولا ينظر لمستوى مغربنا إلا شزراً ولا نمدح خيار علمائنا إلا قَسْراً؛ نريد الرزق الحلال ولا نسعى إليه؛ ونكره الحرام ولا نقاومه بأسلمِ السبل؛ نريد حاكمية بلا فقه تحاكم ونريد شريعة بلا فقه تزاحم ونريد عدالةً بلا فقه تراحم؛ نتناقض في تصوير “نواقض الإسلام” نظرياًّ ثم نُحَيِّر طلابنا تطبيقياًّ؛ فندخل في السِّرِّية رغم انتقادنا لها؛ ولو كنّا أعقل لما تناحر الشرع والواقع ولكان الظاهر والباطن سواءً؛ لولا سوء المنهجية في التعامل بتخطيط وشمول وتأسيس؛ يحتوي أمور الدين بأهلها وشؤون الدنيا بقياداتها؛ فيتعاون الجميع على ما فيه الخير للجميع”.