وجهة نظر

إعلان مجموعة لاهاي ..حلف فضول معاصر ..أين موقع الدول العربية منه ؟؟؟

في غمرة الضجة التي أحدثثها تصريحات الرئيس الأمريكي *ترامب” الداعية إلى تهجير أهل غزة إلى بعض الدول العربية المحاورة ( مصر والأردن ) ( نظرية الترانسفير الصه. يونية ) ..

ترامب الذي يفكر بعقلية التاجر الذي لا يرى في غزة الا ثرواتها ومواردها الطبيعية وما يوجد على ساحلها من ثروة بترولية
وهو ما يفسر تهافت لولايات المتحدة، ورئيسها التاجر على دعم الكيان الصهيوني وتصريحه بأنها لم تعد مكانا آمنا للعيش بعد الحرب التدميرية التي شنها الكيان المحتل بدعم مباشر من الولايات المتحدة الأمريكية.

في هذا السياق تم الإعلان عن تأسيس ” حلف فضول معاصر ” تمثل في إعلان تسع دول تأسيس “مجموعة لاهاي” للعمل على إنهاء الاحتلال الصهي وني لأرض فلسطين ودعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير وتنسيق الجهود للتصدي لانتهاكات الكيان للقانون الدولي..

ففي مؤتمر عقد مؤخرا بمدينة لاهاي في هولندا أعرب ممثلون للدول التسع المكونة للمجموعة -وهي جنوب أفريقيا وماليزيا وكولومبيا وبوليفيا وكوبا وهندوراس وناميبيا والسنغال وجزر بليز– عن رفضهم الالتزام بالصمت إزاء الجرائم التي ترتكبها الكيان الصه يوني.

وتعد هذه المبادرة مبادرة استثنائية وغير مسبوقة حسب ما ورد على لسان محمد البقالي مراسل الجزيرة في الولايات المتحدة الامريكية ، حيث يعتبر تشكيل تحالف دولي لأول مرة من أجل العمل على محاسبة الكيان الصه يوني على الجرائم التي ارتكبها ويرتكبها ومن اعتداء على المقدسات ومن تدنيس للحرم القدسي والمسجدالاقصى ثاني القبلتين وثالث الحرمين ..يعتبر ذلك مبادرة نوعية تستحق التنوية والدعم من قبل الدول العربية والإسلامية.

مع ملاحظة أنه لا يوجد في التحالف إلا دولتان مسلمتان هما السنغال وجنوب أفريقيا.. وغياب دول عربية وإسلامية وازنة ….
الدول المشار إليها وضعت برنامجا محددا وفق ما تسمح به إمكاناتها لتحقيق هدفين رئيسيين هما دعم الشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته، وملاحقة إسرائيل في المحاكم الدولية.

المجموعة التي تسمى ب”مجموعة لاهاي” اتفقت على دعم الجنائية الدولية في مسعاها لأوامر الاعتقال التي أصدرتها بحق رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتن ياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت على خلفية حرب الإبادة في غزة.

تأسيس هذه المجموعة وصدور الإعلان المشار إليه عنها يذكرنا بما عرف في السيرة النبوية ب” حلف الفضول ” وهو حلف كان قبل الإسلام بين خمس قبائل من قريش، بهدف حفظ الحقوق ونصرة المظلوم وردّ المظالم. وحضره الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهو الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم بعد البعثة : ” لقد شهدت في دار عبد الله بن جذعان حلفا ما أحب أن لي به حمر النعم ولو دعيت به في الإسلام لأجبت”.

ويذكرنا بالخصوص بانتفاضة ضمير حدثت داخل المجتمع المكي حين هب البعض منه لكسر الحصار الذي فرض على بني هاشم من قبل مشركي قريش لمدة ثلاثة سنوات.

وهو الحصار الذي يهدف لضغط على رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجل لثنيه عن الدعوة للإسلام ، والضغط على المؤمنين برسالته للانفضاض من حوله.

فتعاهدو على مقاطعته ومقاطعة عشيرته وألا يتعاملوا معهم بأي شكل من الأشكال ..

مسؤولية العرب والمسلمين على ضوء تصريحات ترامب

واليوم فإن أضعف الإيمان أن يعقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب وأن يجتمع وزراء خارجية الدول الإسلامية خاصة أن تصريحات ترامب فيها تهديد لدولتين عربيتين اسلاميتين هما الجمهورية العربية المصرية والمملكة الأردنية الهاشمية … وأن يعبروا عن مواقف رافض لخطة الترانسفير التي ما هي إلا إتمام للعمل العدواني العسكري الذي لم يفلح في تهجير الشعب الفلسطيني الغزاوي بل بالعكس حدثت هجرة مضادة أي إصرار للعودة لغزة ولو للعيش بين تنقاضها وتحمل الظروف العيش الصعبة بين دمارها.

والمغرب الذي فسحت سلطانه الرسمية المجال لأكبر المظاهرات التضامنية مع الشعب الفلسطيني على صعيد العالمين العربي والإسلامية . ويرأس لجنة القدس.. لا يمكن أن يسكت أو يقبل بخطة الترانسفير … ولا بما سيتبعها من مواصلة العمل على تنفيذ خطط للسيطرة على المسجد الأقصى والعبث به … خاصة مع تزايد نفوذ اليمين الصه يوني المتطرف وتأثيره في سياسات الكيان المحتل.

المغرب لا يمكن إلا أن يكون إلى جنب الشعب الفلسطيني وضد المخططات التي تستهدف وجوده ليس في غزة فحسب بل في الضفة الغربية أيضا ..بل .وتستهدف القدس الشريف والمسجد الاقصر في ظل تصاعد اليمين المتطرف وتزايد نفوذه في القرار السياسي للكيان المحتل…كما تستهدف سيادة الدول العربية المجاورة حين تدفع إلى تهجير الفلسطينيين إلى الدول المجاورة وهو التهجير الذي أوحى به اللوبي المؤيد للكيان للرئيس الأمريكي رونالد ترامب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *