مجتمع

شبكة أكاديمية تعول “الدبلوماسية العلمية” لتجسير التعاون بين المغرب وموريتانيا

مؤتمر مغربي موريتاني

أعلن أساتذة جامعيون وأكاديميون  من المغرب وموريتانيا، تأسيس الشبكة المغربية الموريتانية لمراكز الدراسات والأبحاث، بغرض تعزيز العلاقات العلمية والأكاديمية بين المملكة المغربية والجمهورية الإسلامية الموريتانية، وتوطيد جسور التعاون بين الباحثين والمؤسسات البحثية في البلدين.

وتم الإعلان عن ميلاد الشبكة الأولى من نوعها بين البلدين الجارين، تتويجا لفعاليات المؤتمر العلمي الأول للشبكة الذي احتضنته كل من مدينة مراكش وقلعة السراغنة، الأسبوع الجاري، وخصص لموضوع: “دور العلوم الاجتماعية والإنسانية في التنمية بالمغرب وموريتانيا”.

وتم تنظيم المؤتمر العلمي بمبادرة من المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات ومختبر الأبحاث القانونية وتحليل السياسات بجامعة القاضي عياض – كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بقلعة السراغنة، بشراكة مع جامعة القاضي عياض بمراكش.


وشهدت أشغال المؤتمر مناقشة محاور “تشخيص واقع البحث العلمي في العلوم الاجتماعية والانسانية بالمغرب وموريتانيا”، و”البحث في العلوم الاجتماعية والإنسانية: أفق للتفكير”، بينما ناقشت الجلسة الثانية ” المعيقات التي تحول دون الاستثمار الكامل في الدراسات الاجتماعية والإنسانية”.

وفق بلاغ صادر عن المنظمين، فقد “أجمع المشاركون على الدور الحيوي للعلوم الاجتماعية والإنسانية في دعم التنمية المستدامة، وإنتاج المعرفة التي تعزز أسس التكامل والتعاون بين البلدين. كما شكل هذا الحدث فرصة لتسليط الضوء على أهمية الدبلوماسية العلمية في توطيد العلاقات الثنائية، وفتح آفاق جديدة للشراكة في المجال البحثي، من خلال تبادل الخبرات، وإطلاق مشاريع أكاديمية مشتركة، وتنظيم أنشطة علمية دورية تعزز التقارب الفكري والمعرفي بين المغرب وموريتانيا”.

وأضاف “كما أكد المشاركون التزامهم بمواصلة الجهود الرامية إلى تكريس البحث العلمي كرافد رئيسي لتعزيز العلاقات الثنائية، وترسيخ أواصر التعاون المثمر بين المؤسسات الأكاديمية والبحثية في البلدين الشقيقين، والإصرار على مواصلة العمل الذي بدأ في نواكشوط والسعي نحو المأسسة على هامش المؤتمر”.


رئاسة مشتركة

وتكللت أشغال المؤتمر العلمي بهيكلة الشبكة المغربية الموريتانية لمراكز الدراسات والأبحاث، حيث تمت المصادقة على رئاستها بشكل مشترك بين كل من أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض بمراكش ورئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات، عبد الفتاح البلعمشي عن الطرف المغربي، والباحث في العلوم السياسي ومدير المركز الإقليمي للأبحاث والاستشارات سيدي اعمر ولدشيخنا عن الطرف الموريتاني.

فيما تشكل نواب الرئيس عن الطرف المغربي من كل من أستاذ العلوم القانونية بجامعة القاضي عياض بمراكش عبد الكريم حيضرة، وأستاذة الأدب المعاصر بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء العالية ماء العينين، ورﺋﻴﺲ ﻣﺮﮐﺰ ﻧﻮاﮐﺸﻮط ﻟﻠﺪراﺳﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وأستاذ القانون الدستوري بجامعة نواكشوط عبد الجليل ولد الشيخ القاضي، ورئيسة اتحاد الأكاديميين والمثقفين الموريتانيين منى الصيام، فيما أسندت مهمة مقررة الشبكة إلى رئيسة جمعية الأطر الموريتانيين خريجي الجامعات والمعاهد والمدارس المغربية تربة بباي عمار.

شبكة مغربية موريتانية

وتشكلت الشبكة من عدة أقطاب، تتعلق بقطب الجامعة والتمويل والشراكة ترأسها عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بقلعة السراغنة محمد الغالي، وقط النشر والتوزيع أسندت رئاسته لأستاذ العلوم القانونية بجامعة القاضي عياض عبد الرحيم العلام، ثم قطب الإعلام والاتصال والعلاقات العامة برئاسة مدير المركز الدولي لربيع الفكر القانوني سعيد عبد الرحمن بنخضرة، وقطب الدراسات والأبحاث القانونية برئاسة الدكتور عماد المنياري، ثم قطب الدراسات والأبحاث الاقتصادية برئاسة الدكتور نجيب الصومعي.

فيما تولى عن الجانب الموريتاني رئاسة قطب الدراسات والأبحاث التاريخية الدكتور أحمد مولود أيدة، ورئاسة قطب الدراسات والأبحاث السياسية الدكتور عبد العزيز صال.

وتم اختيار الأستاذة الجامعيين والأكادميين الده ولد عبد القادر ومحمد الزهراوي ورشيد بنعمر وعبد الله الكنتي مستشارين بالشبكة.


لقاءات مكثفة

وعلى هامش أشغال المؤتمر العلمي المذكور، نظمت الشبكة الشبكة المغربية الموريتانية لمراكز الدراسات والأبحاث، عدة زيارات ذات رمزية إلى مؤسسات وجهات مغربية، حيث تم استقبالها من طرف المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف محمد سالم الشرقاوي.

وأفاد رئيس الشبكة عبد الفتاح البلعمشي أن اللقاء “كان لقاء مفعما بنصرة القضية الفلسطينية وتثمين جهود الوكالة التابعة للجنة القدس الشريف التي يرأسها الملك، والتي تحظى أيضا بعضوية الجمهورية الإسلامية الموريتانية”.

كما حلت الشبكة في ضيافة مدير الخزانة الحسنية بالرباط شوقي بنبين، في لقاء ودي، وحظيت باستقبال من طرف عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بقلعة السراغنة، واستضافها والشيخ القاضي والأديب ماء العينين ماء العينين في بيته.

وشهدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العلمي حضور شخصيات دبلوماسية وأكاديمية، في مقدمتهم سفيرة المملكة الأردنية الهاشمية المعتمدة بالرباط، والسفير الوفي بوكيلي مخوخي، مدير المعهد المغربي للتكوين والأبحاث والدراسات الدبلوماسية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، والمدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف محمد سالم الشرقاوي، ومدير وكالة التنمية الاجتماعية الطالب بويا أبا حازم، وعدد من رؤساء المؤسسات الجامعية، ومدراء مراكز الدراسات والأبحاث…

وأقر المشاركون، وفق البلاغ ذاته، بضرورة الاستثمار البناء في العلاقات الثنائية التي تجمع البلدين والشعبين من زاوية تثمين التواصل والإنتاج المشترك، وأيضا مواكبة الإرادة السياسية للتقارب الحاصل بين البلدين في مختلف المجالات، وتعزيز محور الرباط – نواكشوط كمجال للتواصل ومنطقة جذب اقتصادي وثقافي وحضاري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *