منوعات

بين الثقة والإحباط وصراع الأولويات.. دراسة تكشف انقسام العرب تجاه الأمم المتحدة

كشف تحليل حديث أجرته مبادرة “نبض العرب”، بالاستناد إلى بيانات الباروميتر العربي، عن تباين واضح في تصورات الشعوب العربية تجاه الأمم المتحدة، حيث يعكس الموقف من المنظمة الدولية انقسامات إقليمية وأولويات متباينة. المدونة، التي أعدتها الباحثة دانا أبو حلتم، تستعرض هذه الآراء وتتناول العوامل المحتملة وراء تفاوت مستويات التأييد، مع التركيز على القضايا التي يرى المواطنون العرب أنها تستحق اهتمام الأمم المتحدة.
تشير نتائج التحليل الذي نشره “بارومتر العرب” على موقعه الرسمي إلى تفاوت كبير في مستوى الدعم الذي تحظى به الأمم المتحدة عبر المنطقة العربية. ففي دول مثل فلسطين والعراق وتونس وليبيا، يظهر التأييد للمنظمة عند مستويات منخفضة، وهو ما قد يعكس إحباطا متراكما من أدائها في معالجة النزاعات المحلية أو القضايا الملحة. في المقابل، تسجل دول أخرى مثل الأردن والجزائر والمغرب ولبنان والسودان وموريتانيا مستويات تأييد مرتفعة، مما يشير إلى ثقة نسبية في دور المنظمة الدولية أو توقعات أكبر بقدرتها على تحقيق أهدافها.
يبرز التحليل قضيتين رئيسيتين تهيمنان على اهتمامات المواطنين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني ومكافحة الفساد. ورغم الإجماع العام على أهمية هاتين القضيتين، تختلف درجة التركيز عليهما من دولة لأخرى، متأثرة بالسياقات السياسية والاجتماعية المحلية. ففي ظل استمرار الصراعات وتفاقم التحديات الاقتصادية والحوكمة في العديد من الدول العربية، يرى المواطنون أن الأمم المتحدة مدعوة للعب دور أكثر فاعلية في هذين المجالين.

ويرى الناس في دول مثل فلسطين والأردن وتونس حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي باعتباره الأولوية القصوى. في فلسطين، 52 بالمئة من الناس يقولون إن هذا الملف ينبغي أن يكون هو محل تركيز الأمم المتحدة، كما يقول الأمر ذاته 37 بالمئة من الأردنيين، و33 بالمئة من المواطنين في تونس.

بالمقابل، يظهر أن الناس في دول مثل لبنان وموريتانيا والعراق والمغرب والسودان يرون الفساد هو المشكلة الأكبر. إذ يقول 52 بالمئة في لبنان، إن الأمم المتحدة يجب أن تركز على مكافحة الفساد، وهي النسبة الأعلى بين الدول المُستطلَعة، متبوعة بـ38 بالمئة في موريتانيا، 37 بالمئة في العراق، 29 بالمئة في المغرب، و24 بالمئة في السودان.

في ليبيا، يختلف الأمر. يضع المواطنون مسألة معالجة الصراعات القائمة في دول كليبيا وسوريا واليمن على قائمة الأولويات، قبل مكافحة الفساد. وأشار المصدر إلى أن هذا التوجه يبدو منطقيًا، فمن الطبيعي أن تولي الدول التي تمر بنزاع مسألة إنهاء هذا النزاع الأولوية القصوى.

وخلص الكاتبة إلى أنه رغم عدم رضا المواطنين عن الأمم المتحدة في دول مثل فلسطين والعراق وليبيا، يأمل كثير من الناس في هذه الدول في أن تلعب الأمم المتحدة دورا إيجابيا وأن تعالج القضايا الرئيسية مثل القضية الفلسطينية والنزاع الداخلي في ليبيا.
وتساءلت الكاتبة في ختام تجليلها حول ما إذا كان بإمكان الأمم المتحدة أن تستعيد الرضا الشعبي عنها في هذه الدول عبر إجراء تغييرات قيّمة، وعن الخطوات التي يمكن أن تقوم بها حتى تتماشى أولوياتها مع مطالب المنطقة بحل الصراعات ومكافحة الفساد، بالإضافة إلى إمكانية حفاظها على رضا الناس في الدول التي لم تختبر إحباطا من أفعالها، وفق تعبير المصدر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *