اقتصاد

بنك المغرب يتوقع تراجع التضخم إلى 1% نهاية 2025 وتسارع النمو إلى 4.6%

سجل بنك المغرب تباطؤ نسب التضخم خلال الأشهر الأخيرة ما انعكس على تراجع وتيرة ارتفاع أسعار المواد الغذائية، لاسيما أسعار “اللحوم الطرية”، متوقعا أن نهي التضخم سنة 2025 بمعدل قريب من 1% قبل أن يبلغ 1,8% في 2026 وتسارعا ملحوظا هذه السنة ليصل إلى 4,6%، ثم سيستقر في 4,4% في 2026.

وأوضح بنك المغرب، في بلاغ له عقب اجتماع مجلسه الفصلي، صباح الثلاثاء، أنه “فيما يتعلق بالتضخم، فقد عرف تباطؤا جد ملحوظ خلال الأشهر الأخيرة، حيث انتقل من 2% في المتوسط خلال الفصل الأول من هذه السنة إلى 0,7% في أبريل ثم إلى 0,4% في ماي”، مضيفا أن “هذا التطور يعكس بشكل رئيسي تراجع وتيرة ارتفاع أسعار المواد الغذائية، لاسيما أسعار “اللحوم الطرية”.

وحسب توقعات بنك المغرب، سينهي التضخم سنة 2025 بمعدل قريب من 1% قبل أن يبلغ 1,8% في 2026، وسيشهد مكونه الأساسي تطورا مماثلا، ملفتا أن هذه الآفاق تبقى محاطة بشكوك قوية مرتبطة بالخصوص، على المستوى الخارجي، بالسياسات التجارية وبتداعيات النزاعات والتوترات الجيوسياسية، وعلى المستوى الداخلي، بتطور العرض من المواد الفلاحية.

كما سجل المجلس استمرار تثبيت توقعات التضخم، حيث يرتقب خبراء القطاع المالي، في الفصل الثاني من سنة 2025، بلوغ التضخم 2,3% في المتوسط في أفق 8 فصول و2,5% في أفق 12 فصلا.

وفيما يخص انتقال قراراته السابقة، يتواصل انخفاض أسعار الفائدة المطبقة على القروض البنكية المقدمة للقطاع غير المالي، وتشير المعطيات المتعلقة بالفصل الأول من سنة 2025 إلى تراجع تراكمي قدره 45 نقطة أساس منذ بداية التيسير النقدي في يونيو 2024.

من جهة ثانية، وحسب معطيات الحسابات الوطنية السنوية الصادرة عن المندوبية السامية للتخطيط، بلغ النمو الاقتصادي 3,8% في 2024، فيما اعتبر بنك المغرب أنها “وتيرة أسرع بكثير مما كانت تشير إليه البيانات الفصلية المتعلقة بنفس السنة، ووفقا للتوقعات المحينة لبنك المغرب، سيشهد النمو تسارعا ملحوظا هذه السنة ليصل إلى 4,6%، ثم سيستقر في 4,4% في 2026.

ورجح بنك المغرب أن تتزايد القيمة المضافة الفلاحية بنسبة 5% في 2025، أخذا بالاعتبار محصول حبوب قدره 44 مليون قنطار حسب تقديرات وزارة الفلاحة، ثم بواقع 3,2% في 2026، بناء على فرضية تحقيق إنتاج متوسط من الحبوب قدره 50 مليون قنطار، أما القطاعات غير الفلاحية، وبفضل الدينامية القوية للاستثمار في البنيات التحتية على وجه الخصوص، فينتظر أن يناهز نموها 4,5% في 2025 و2026.

وبخصوص الحسابات الخارجية، يرتقب أن تتعزز المبادلات التجارية على المدى المتوسط، مع بقاء الأثر المباشر للتعريفات الجمركية الأمريكية محدودا، مع تنامي الصادرات بنسبة 5,1% في 2025 وبواقع 9% في 2026، مدفوعة على وجه الخصوص بارتفاع صادرات الفوسفاط ومشتقاته التي يرتقب أن تبلغ 106,7 مليار درهم في 2026.

وعلى مستوى الأوضاع النقدية، توقع بنك المغرب أن ينخفض عجز السيولة إلى 122,5 مليار درهم في نهاية 2025، قبل أن يتفاقم إلى 140 مليارا في 2026، مبرزا أنه بالنظر إلى التطور المرتقب في النشاط الاقتصادي وإلى توقعات القطاع البنكي، من المرجح أن يشهد الائتمان البنكي الممنوح للقطاع غير المالي تسارعا قويا مع نمو بأزيد من 6% في 2025 و2026، عوض متوسط قدره2,7% خلال السنتين الماضيتين.

وفيما يتعلق بسعر الصرف الفعلي الحقيقي، يرتقب أن يعرف شبه استقرار مع متم 2026، مع ارتفاع بنسبة 1,9% هذه السنة، يليه انخفاض بواقع1,7% في 2026.وفي مجال المالية العمومية، يشير تنفيذ الميزانية برسم الأشهر الأربعة الأولى من سنة 2025 إلى استمرار تحسن المداخيل العادية التي ارتفعت بحوالي 17%، مدعومة بتزايد العائدات الضريبية.

وبموازاة ذلك، تزايدت النفقات الإجمالية بنسبة 23,6% نتيجة ارتفاع كل من النفقات العادية ونفقات الاستثمار، مضيفا أنه أخذا بالاعتبار هذه التطورات ومقتضيات قانون المالية لسنة 2025 والبرمجة الميزانياتية 2025-2027، وكذا الاعتمادات الإضافية التي فتحتها الحكومة في أبريل، يتوقع بنك المغرب أن يظل عجز الميزانية، دون احتساب عائدات تفويت مساهمات الدولة، عند 3,9% من الناتج الداخلي الإجمالي في 2025، قبل أن يتراجع إلى 3,4% في 2026.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *