خارج الحدود

مدريد تنسحب من برنامج تعليم اللغة العربية والثقافة المغربية

قررت حكومة إقليم مدريد، الجمعة، الانسحاب من برنامج تعليم اللغة العربية والثقافة المغربية اعتبارا من الموسم الدراسي المقبل، في خطوة أثارت جدلا سياسيا واجتماعيا واسعا.
وأرجعت وزارة التعليم الإقليمية القرار إلى “نقص الضوابط” و”غياب الشفافية” بشأن اختيار وتكوين الأساتذة المغاربة المشاركين في البرنامج.

القرار، الذي اتّخذ في ظل حكومة إيزابيل دياز أيوسو، جاء متماشيا مع مطالب حزب فوكس اليميني المتطرف، الذي طالما اعتبر البرنامج وسيلة لـ”تقسيم ثقافي” داخل المدارس، و”خطرا على الهوية الوطنية”.

وبحسب ما ورد في بلاغ رسمي من Consejería de Educación، فإن المغرب “يرسل أساتذة لا تعرف مؤهلاتهم التربوية ولا مستوى إتقانهم للغة الإسبانية، ويختارون فقط باعتبارهم موظفين عموميين”، في غياب إشراف أو تفتيش من الجانب الإسباني.

ويعتبر البرنامج جزءا من اتفاقية تعاون تربوي بين إسبانيا والمغرب منذ التسعينات، هدفه تمكين التلاميذ من أصول مغربية من الحفاظ على لغتهم وثقافتهم دون أن يتعارض ذلك مع اندماجهم في النظام التعليمي الإسباني.
القرار، حسب مصادر إعلامسة إسبانية، قد تكون له تداعيات دبلوماسية واجتماعية، خاصة أن مدريد تضم واحدة من أكبر الجاليات المغربية في إسبانيا.

كما يفتح القراى النقاش حول مستقبل البرامج التعليمية ذات الطابع الثقافي واللغوي الأجنبي، والسلطة التنظيمية بين الدولة المركزية والحكومات الجهوية.

وفيما لا يزال البرنامج ساريا في أقاليم إسبانية أخرى، تطرح تساؤلات بشأن ما إذا كانت جهات أخرى ستحذو حذو مدريد، وما هي البدائل التي ستوفر للتلاميذ المتضررين، وسط تصاعد النقاش حول الهوية والاندماج في المدارس العمومية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *