حملة منظمة ضد عزيز أخنوش…حين يعود أسلوب “غوبلز” بوجه مغربي

في ظلال الحرب العالمية الثانية، نسج “جوزيف غوبلز” ساحر الدعاية النازية في عهد هتلر أعقد خيوط التضليل عندما قال ذات يوم ببرودة القلم والقلب قولته الشهيرة: “اكذب، ثم اكذب، حتى يصدقك الناس”.. اليوم، تعود بروباغندا الأمس في ثوب “ترند” مغربي، متجددة في ملامحها، سريعة في انتشارها، لتلاحق رئيس الحكومة السيد عزيز أخنوش في مشهد يتجاوز حدود النقد السياسي الرصين. إنها حملة ممنهجة، تتسلل عبر دروب المكر، تصيغ الأكاذيب بعناية لتصنع سردية مسمومة، ثم تزرع الشكوك في أروقة الرأي العام، مكررة بذلك أسلوبا كلاسيكيا في تزييف الوقائع، يستهدف إرباك الحقيقة وإثارة الفتنة، في محاكاة معاصرة لأساليب غوبلز، لكن بطابع مغربي هذه المرة.
لقد تجاوزت هذه الهجومات حدود النقد السياسي المقبول، لتغدو حربا أخلاقية خاسرة، سلاحها “همس الإشاعة” و”تزييف الحقائق”، وهدفها إيقاظ العاطفة وبعث الخوف، خاصة مع اقتراب موعد الحسم الانتخابي. حتى عندما أراد رئيس الحكومة أن يتنفس هدوء عطلته، لم يسلم من ألسنة الابتزاز، فغدت ثروته قيد التشكيك، ونجاحه في عالم الأعمال تهمة تحتاج إلى الإدانة، وكأن النجاح في عالم المال والأعمال خطيئة تستجلب الإهانة، أو جريمة تستوجب الإدانة.
من نجدهم يرددون هذه المعزوفة النشاز هم فلول حزب العدالة والتنمية، ومعهم بعض الأصوات المعارضة، ممن فضلوا تحوير النقاش وجره إلى مسرح مكشوف لشخصنة الصراع عوض إغناء الساحة ببرامج جادة وحوار مسؤول حول السياسات العمومية ببلادنا، فلا أدلة لديهم تقوي حججهم الضعيفة، ولا برامج تنتشلهم من مستنقع الهزائم التي غطت على آمالهم، إنهم يغرقون في مستنقع الصراعات المفتعلة، مركزين سهامهم على شخص واحد: “عزيز أخنوش”، طامحين عبثا في مسرحيتهم البائسة لتبخيس منجزات الحكومة التي يقودها حزب التجمع الوطني للأحرار.
يتضح من كل هذا.. أن المعركة المعلنة على أخنوش تخفي وراءها محاولة أعمق لضرب الحكومة، وتشويه صورة حزب التجمع الوطني للأحرار، وإرسال رسالة ترهيب لكل رجل أعمال أو كفاءة تفكر في دخول معترك السياسية، والواقع أن حزب الأحرار مازال خزانا للكفاءات مقارنة بباقي الأحزاب، ويواصل استقطاب أطر جديدة، وتباشير فوز انتخابي كاسح جديد بدأت ملامحه تتشكل بصورة أوضح مع اقتراب ساعة الاستحقاقات القادمة، وهذا يتجلى في مظهرين أساسيين:
أولا: إنجازات واقعية تحققت في إطار مشروع الدولة الاجتماعية، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وانسجاما مع أطروحة الديمقراطية الاجتماعية التي تشكل محور الرؤية التصورية لحزب التجمع الوطني للأحرار.
ثانيا: شخصية أخنوش القيادية القوية والخلوقة، والقادرة على مواجهة الضغوط بحكمة وتبصر، شخصية تُعلي قيم العمل الجاد والإنجاز الملموس، مقابل معارضة تفتقر للحلول وتكتفي بالتهييج.
إن المواطن اليوم، بشغفه للتقدم وتوقه للعيش الكريم، يتطلع إلى حكومة تواصل مسيرة الإصلاح، لا إلى مشروع فوضوي يجرنا إلى مصير مجهول، وقد أثبت حزب العدالة التنمية الذي يمني النفس ببعث جديد، عجزه عن مسايرة مسيرة التنمية، وبتجربته على رأس الحكومتين السابقتين لم يخلف وراءه سوى إرث من الفوضى تتراقص مع العجز، في لوحة مظلمة تراكم الفشل وتنقش اليأس في وعي المواطن الذي يتنظر الكثير، ومن هذا السياق نفهم سقوطهم المدوي في انتخابات 2021 عندما لفظهم الوعي الجماعي للناخبين، وبوأهم مراتب متدنية عقابا على فشلهم في تدبير الملفات الاجتماعية.
إن المعركة الانتخابية القادمة ليست مجرد سباق على المقاعد، بل هي امتحانا حقيقيا لوعي المغاربة، ولمدى صمودهم أمام آلة التضليل التي تتقن التزييف أكثر مما تتقن البناء. فإذا انتصر الزيف، خسر الوطن بوصلته؛ وإذا انتصرت الحقيقة، ربح المغرب والمواطن مستقبله، وسقط القناع عن وجه دعائي خبيث، طالما تزيا بلبوس الإصلاح وهو لا يجيد سوى الهدم، وبذلك يزول مخططه الدعائي الخبيث إلى الأبد، وهو مصير من أضاع الفرصة وأصر على الفشل.
فهل نسمح للتاريخ أن يعيد نفسه؟ أم أننا سنكسر آلة الدعاية الكاذبة قبل أن تتحول إلى سيف يقطع رقاب المصداقية والشرف؟
اترك تعليقاً