آخر أخبار الرياضة، العمق الرياضي، الكرة المغربية

مقابلتا النيجر وزامبيا تحرك “بارومتر” الخيارات البشرية للركراكي

خلّفت مباراتا المنتخب الوطني المغربي أمام نظيريْه النيجري والزامبي مجموعة من الخلاصات والاستنتاجات، سواء على المستوى الجماعي أو الفردي، على بُعد ثلاثة أشهر من انطلاق منافسات كأس أمم أفريقيا 2025 المقرر إجراؤها بالمملكة.

وفي الجانب الفردي، فتحت المقابلتان الباب للناخب الوطني لإمكانية تحريك التراتبية الخاصة بتركيبته البشرية، مع تألق لاعبين وبروزهم، مُقابل أداء متوسط لآخرين، وهو ما قد يدفع وليد الركراكي إلى زعزعة قناعاته وخياراته، بعد الوقوف على عدد من المعطيات.

وأفلح “أسود الأطلس” في تحقيق انتصاريْن أمام كل من النيجر بخماسية نظيفة ثم زامبيا، خارج الميدان، بهدفين نظيفين، ليحققوا لحدود الآن العلامة الكاملة في تصفيات أفريقيا المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026، علما أنهم تأهلوا بشكل رسمي إلى المحفل المونديالي.

إيغامان والعيناوي أبرز المُستفيدين

ولعل أبرز الأسماء التي تركت انطباعات إيجابية في مباراتيْ النيجر وزامبيا، يحضر المهاجم حمزة إيغامان، الذي كسب نقاطا إضافية في حسابات الركراكي، بعدما وقّع هدفيْن وقدّم تمريرة حاسمة في المقابلتيْن.

وأظهر لاعب ليل الفرنسي عروضا جيدة جعلته يفرض نفسه كأحد القطع الأساسية التي يمكن الاعتماد عليها في الخط الأمامي للمنتخب الوطني، رغم المنافسة التي سيواجهها من زميليْه يوسف النصيري وأيوب الكعبي على الرسمية.

من جانبه، في أول ظهور رسمي بقميص المنتخب الأول، قدّم نائل العيناوي أوراق اعتماده وبدا منصهرا بسلاسة في بوتقة المجموعة، بأداء صلب وسخاء بدني كبير، فضلا عن تعددية الأدوار التي اضطلع بها في وسط الميدان.

وسواء في اللقاء الأول داخل الميدان أو المباراة الثانية خارج الديار، أثبت متوسط ميدان أيس روما عدم حاجته إلى أي حيز زمني كي يندمج في منظومة اللعب رفقة النخبة الوطنية، وكان محركا أساسيا وضابطا لإيقاع “الأسود”.

كما أبلى لاعب الرجاء الرياضي، يوسف بلعمري، البلاء الحسن في اللقاءيْن، وحافظا على النسق الإيجابي الذي يمضي به في مساره مع المنتخب الوطني، من خلال دينامية هجومية لافتة ساهمت في هز زملائه للشباك في عدة مناسبات.

واستطاع الظهير الأيسر الاستمرار في سلسلة التألق التي ينخرط فيها، والتي توجها، مؤخرا، بإحراز بطولة أمم أفريقيا للمحليين مع المنتخب الوطني المحلي، في كل من كينيا وأوغندا وتنزانيا.

ويمكن أن تشمل قائمة اللاعبين الذين برزوا كذلك متوسط الميدان، اسماعيل الصيباري، الذي سجّل هدفيْن في مواجهة النيجر، والمدافع آدم ماسينا، الذي أعطى إشارات الاطمئنان للخط الخلفي رفقة نايف أكرد.

بنصغير ودياز ينحرفان عن مسار التألق

في المقابل، خسرت بعض الأسماء نقاطا في التجمع الإعدادي الأخير، أبرزها الجناح إلياس بنصغير، المُنتقل حديثا من موناكو إلى باير ليفركوزن، إذ لم ينجح اللاعب في استغلال مشاركته كأساسي في المباراتيْن على النحو الأمثل.

ولم يترك بنصغير آثارا إيجابية على مستوى التنشيط الهجومي أمام النيجر وزامبيا، رغم المساحات التي كانت متوفرة في اللقاءيْن، فضلا عن الثقة التي حظي بها من طرف مدربه، الذي فضّله على خيارات أخرى مثل أمين عدلي وشمس الدين طالبي.

وينضم لاعب ريال مدريد، براهيم دياز، إلى بنصغير في لائحة الأسماء التي بصمت على مردود قاتم في هذا التوقف الدولي، حيث كان حضور جناح الفريق الملكي بلا إضافة تقريبا، في المقابلة الأولى أمام منتخب النيجر.

وانحرف دياز عن المستويات التي اعتاد على تقديمه رفقة “أسود الأطلس” في المعسكرات السابقة، بالموازاة مع الفترة الصعبة التي يعيشها مع ريال مدريد، نظرا لافتقاده الرسمية ومواجهته منافسة حامية الوطيس داخل الفريق.

ورغم الأهمية التي يحتلها كل من بنصغير ودياز في الحسابات البشرية للركراكي، إلا أن توهج أسماء أخرى قد يهدد مكانتهما ويخلخل الموازين، قبل ثلاثة أشهر من انطلاق منافسات كأس أمم أفريقيا.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *