انسحابات وضغوط وأسئلة محرجة.. مقاطعة عين الشق بالبيضاء على صفيح ساخن

في أجواء مرتبكة وعاصفة كادت أن تعصف بدورة شتنبر 2025 لمجلس مقاطعة عين الشق، كشف أحمد مفتاح، نائب رئيس المجلس، عن معطيات مثيرة تتعلق باتهامات وُجّهت إلى رئاسة المقاطعة وبعض النواب المتحكمين في تفويضات كبرى مرتبطة بقطاع الأشغال والصفقات ورئاسة لجنة فتح الأظرفة.
وقال مفتاح، في تصريح لجريدة “العمق المغربي”، إن هؤلاء المسؤولين وُجهت لهم اتهامات بتهريب النقاش والتهرب من مواجهة الأسئلة التي طرحها أعضاء المجلس حول صرف الميزانية وحساب النفقات.
وأوضح أن اجتماع لجنة المالية الأولى تزامن مع تاريخ حدد عمدا للاحتفال بصعود فريق كروي تابع لأحد النواب المعنيين، وهو ما استُغل ـ حسب قوله ـ كذريعة للانسحاب من الاجتماع، بعد إعطاء تعليمات لفريقه بالانسحاب وعدم الحضور في اليوم الموالي.
وأضاف مفتاح أن أعضاء لجنة المالية، وبعد استنفاد الوقت القانوني في جلستين، اضطروا إلى رفع توصية للمجلس بضرورة استكمال المناقشة خلال الدورة الرسمية، والمطالبة بالأجوبة الواضحة عن تساؤلاتهم، بل والدعوة إلى تمديد أشغال الدورة وفق ما يسمح به القانون التنظيمي إذا اقتضى الأمر. لكنه أكد أن رئيس المجلس بدا مرتبكا، محاولا تمرير الجلسة للتصويت دون مناقشة، ما أثار فوضى وضجة داخل الدورة.
وأشار نائب الرئيس إلى أن النقاش فجّر ملفات وُصفت بـ”الثقيلة”، على رأسها السهرة الفنية التي نُظمت بسيدي معروف، بحضور فنانين من بينهم دنيا باطمة، حيث تلقى أعضاء المجلس دعوات رسمية من رئيس المقاطعة تفيد بأن السهرة من تنظيم المقاطعة بتعاون مع عمالة عين الشق.
غير أن الضغوط دفعت إلى اعتراف ضمني بأن شركة “كازا إيفنت” هي من نظمت الحفل وقدّمت 20 مليون سنتيم لكل مقاطعة، وهو ما أثار استغراب الأعضاء، خصوصا مع غياب انعقاد لجنة التتبع الخاصة بالاتفاقية الموقعة بين الشركة وجماعة الدار البيضاء منذ سنة ونصف، رغم أن كل الأنشطة والصرف يجب أن يمر عبر هذه اللجنة.
وأكد مفتاح أن هذه المعطيات زرعت شكوكا قوية لدى الأعضاء ودفعتهم إلى التفكير في الامتناع عن التصويت على حساب النفقات، باعتبارها تحوم حولها شبهات واختلالات.
ولفت إلى أن مريم ولهان لعبت دورا محوريا في تهدئة الأجواء وتلطيف النقاش، ومساعدة الرئيس على تفادي انفجار الوضع، ما جعل بعض أعضاء المعارضة يتساءلون بحدة عما إذا كانت للمجلس رئاسة واحدة أم رئاستان، في إشارة إلى الدور الكبير الذي لعبته ولهان في تسيير الجلسة إلى جانب الرئيس.
وختم مفتاح بالقول إن تدخل ولهان كان عاملا أساسيا في تفادي انقسام المجلس وإسقاط التوازن خلال عملية التصويت، بعدما كان الوضع قاب قوسين أو أدنى من الانفجار.
اترك تعليقاً