مجتمع

الدريوش: المغرب أسكت كل المشككين وبات رائدا في زراعة وتنمية الطحالب البحرية

أكدت كاتبة الدولة لدى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، المكلفة بالصيد البحري، زكية الدريوش، أن المغرب بات سوقا رائدا في زراعة وتثمين الطحالب البحرية، مشددة على أهمية هذه الأخيرة في خلق فرص الشغل والتنمية المستدامة.

وقالت الدرويش، في كلمة لها خلال أشغال الحوار الوطني حول تنمية وتثمين الطحالب البحرية، صباح الثلاثاء بالرباط: حين أطلق الملك محمد السادس “مخطط آليوتيس” سنة 2009، حدد المغرب تربية الأحياء المائية كمحرك للنمو، والبعض قال أننا مجانين وكان الجميع يشك في نجاح هذا الأمر”.

وأشارت المتحدثة ذاتها إلى أن “المغرب اليوم تجاوز جميع هذه الصعوبات ونجح في هذا التحدي وحقق نتائج مهمة جدا على صعيد تربية للأحياء المائية، وبات نموذجا يحتدى به على الصعيد الإقليمي والقاري والدولي في هذا المجال”.

وأبرزت الدريوش أن “أكثر من 95% من السوق العالمية للطحالب يتم تزويدها من خلال زراعات مائية منظمة، ما يؤكد، على حد قولها، القناعة بأن تطوير زراعة طحالب متقدمة ومستدامة وقادرة على المنافسة، هو مفتاح النمو في المستقبل والاستجابة للطلب الدولي المتزايد رهينة بقدرتنا على هيكلة سلسلة إنتاج مبتكرة، عالية الأداء، وتحترم النظم البيئية”، وفق تعبيرها.

وشددت كاتبة الدولة على أن “بلادنا تمتلك مقومات لا جدال فيها للتموقع ضمن الفاعلين الصاعدين في هذه السلسلة ذات القيمة المضافة العالية، من خلال شريط ساحلي ممتد وظروف هيدرولوجية ملائمة، ويد عاملة مؤهلة، والطموح واضح، وفق تعبيرها، تحويل هذا الرصيد إلى رافعة حقيقية للتنمية الاقتصادية، بما يضمن خلق الثروات وتوفير فرص الشغل”.

وأشارت إلى أن “سلسلة الطحالب تتجاوز مجرد كونها فرصة قطاعية، فهي حاملة لتأثيرات مضاعفة على مختلف المستويات، من المنبع إلى المصب، كما أنها ركيزة من ركائز الاستدامة، إذ تساهم الطحالب في تجديد النظم البيئية البحرية، والحد من تحمض المحيطات، وعزل الكربون، لتتبوأ بذلك مكانة الرافعة الاستراتيجية لجهود خفض الانبعاثات الكربونية وركيزة محورية للاقتصاد الأزرق”.

في السياق ذاته، أبرزت الدريوش أن “الحوار المتعدد الأطراف المخصص للتنمية الاستراتيجية لسلسلة الطحالب، الذي يجمع نخبة من الخبراء البارزين في مجال الاستزراع المائي، يعكس الأهمية التي يوليها المغرب، وفق تعبيرها لهذه السلسلة الواعدة، معبرة عن أملها في أن يساهم هذا الحوار في رسم الآفاق واستكشاف الحدود الجديدة للأسواق الناشئة المرتبطة بالطحالب ويرسخ موقع المغرب كفاعل مرجعي في التنمية المستدامة لسلاسل الاستزراع المائي، وخاصة زراعة الطحالب”.

وذكرت كاتبة الدولة أن “المملكة المغربية، تحت قيادة الملك محمد السادس، جعلت من الاقتصاد الأزرق محورا استراتيجيا لتنميتها المستدامة”، ملفتة أن قطاع الاستزراع المائي في بلادنا شهد خلال السنوات الأخيرة تطورا ملحوظا، إذ انتقل من قطاع ناشئ إلى قطاع تحدّ، يقوم على رؤية استراتيجية ترتكز على الاستثمار المسؤول والابتكار، مع مراعاة الأبعاد البيئية والاجتماعية والاقتصادية.

واعتبرت الدريوش أن “هذة الحركية تجسد الثقة المتبادلة بين الفاعلين العموميين والخواص، المقتنعين بما يزخر به المغرب من إمكانات استثنائية وما يوفره من فرص في إطار اقتصاد أزرق متكامل، كما أنها قصة شغف وإصرار هؤلاء المربين الشباب ورواد الأعمال الذين انخرطوا بعزيمة في هذا المسار، ليسهموا في تجسيد صورة المملكة كبلد يتجه نحو الصمود والشمولية والاستدامة، وفق تعبيرها.

وقالت بهذا الخصوص: “إن اجتماعنا اليوم ليس لتسجيل واقع قائم، بل لنفكر ونتبادل الرؤى ونستشرف المستقبل. فهذا الفضاء الحواري يشكل منصة ديناميكية قوامها التفكير الاستشرافي، والإبداع، والالتزام بالاستثمار المستدام والرشيد، كما يأتي هذا الحدث في سياق عالمي يشهد نموا لافتا لسوق الطحالب، الذي يقدر معدل توسعه السنوي بنحو 10% خلال العقد المقبل، مع قيمة متوقعة تتجاوز 30 مليار دولار أمريكي، أي ما يقارب 300 مليار درهم”.

وأكدت المسؤولة الحكومية أن “هذه الدينامية الدولية تدل على أن الطحالب أضحت اليوم رافعة استراتيجية للاقتصاد الأزرق ومحركا لسلاسل قيمة جديدة، وسيستند، وفق تعبيرها، مستقبل هذا السوق إلى التنويع المتزايد لاستخداماتها في مجالات عديدة كالتغذية البشرية والحيوانية، التجميل، الصيدلة، المحفزات الزراعية، المواد الحيوية، النسيج، وغيرها من المجالات المبتكرة والمستدامة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *