المغرب يحذر بالأمم المتحدة من استمرار التصعيد في غزة ويدعو إلى مسار سياسي عاجل

دعا المغرب، في كلمة ألقاها رئيس الحكومة عزيز أخنوش أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى تعبئة دولية واسعة لإخراج منطقة الشرق الأوسط من دوامة التصعيد والعنف، مشددا على ضرورة وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، ودعم جهود إعادة الإعمار، وفق خارطة طريق شاملة.
وأكد أخنوش خلال أشغال الدورة الثمانين المنعقدة حاليا بنيويورك، أن هذا الموقف ينسجم مع الالتزام الصريح والثابت للملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، وانشغاله الدائم بتدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية. وقال إن التحرك الدولي يجب أن يرتكز على أربع أولويات أساسية، أولها الوقف الفوري لإطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات، بهدف وضع حد نهائي للحرب. وثانيا، ضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة والضفة الغربية دون عوائق أو شروط.
وأضاف أن الأولوية الثالثة تتمثل في تعزيز الدور الحيوي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيما تتجسد النقطة الرابعة في تنفيذ خارطة طريق إعادة الإعمار التي اعتمدتها القمة العربية الاستثنائية، تحت قيادة السلطة الفلسطينية، وبإشراف عربي ودولي مشترك.
وشدد رئيس الحكومة على أن المغرب، استنادا إلى التوجه الذي رسمه الملك محمد السادس، يؤمن بأن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط، وهو حل لا يقبل التأجيل أو التهميش، بل يجب أن يتحول إلى التزام أخلاقي ومطلب سياسي عاجل.
وفي هذا السياق، جدد المغرب التأكيد على ضرورة فتح آفاق حل سياسي ذي مصداقية، يقوم على جدول زمني واضح، ويضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود يونيو 1967، عاصمتها القدس الشرقية، مع التأكيد على أن غزة جزء لا يتجزأ من هذه الدولة.
كما شدد على ضرورة دمج البعد الاقتصادي في مسار السلام، باعتبار أنه لا يمكن تحقيق سلام دائم دون ازدهار مشترك، مع تعزيز الدعم للسلطة الفلسطينية من أجل تقوية مؤسساتها وتلبية تطلعات الشعب الفلسطيني في الأمن والكرامة والتنمية. ودعا أيضا إلى إرساء آليات أمنية إقليمية مستدامة تقوم على القانون الدولي والاحترام المتبادل.
وجدد المغرب التزامه الثابت بالدفاع عن الأماكن المقدسة، وعلى رأسها المسجد الأقصى، الذي يحظى بمكانة خاصة في قلب الملك محمد السادس، بصفته رئيس لجنة القدس، مبرزا الدور الفعلي الذي تقوم به وكالة بيت مال القدس الشريف، الذراع التنفيذية للجنة، من خلال مشاريع ميدانية تهدف إلى صون الوضع القانوني للقدس، وحماية هويتها الثقافية، ودعم حقوق وتطلعات الفلسطينيين.
كما عبر المغرب عن تضامنه مع كل من قطر وسوريا ولبنان إزاء الاعتداءات التي تطال أراضي هذه الدول من قبل إسرائيل، مؤكدا على موقفه الداعي إلى حلول سلمية للأزمات التي تعرفها بعض الدول العربية الشقيقة، من بينها ليبيا واليمن والسودان والصومال، وذلك عبر الحوار والتوافق، وعلى أساس احترام السيادة الوطنية والوحدة الترابية، ورفض التدخلات الأجنبية.
اترك تعليقاً