طالب مغربي بين الحياة والموت في الصين.. والده يشتكي “تقصير” السفارة ويناشد الملك التدخل لإنقاذه

وجه أب مغربي نداء إلى الملك محمد السادس للتدخل العاجل لإنقاذ حياة ابنه الطالب المغربي المصاب في حادث خطير بمدينة “تشيندو” الصينية، بعدما سجل “تقصيرا شديدا” من طرف السفارة المغربية في بيكين للقيام بواجبها تجاه قضيته.
وفي تصريح لجريدة “العمق”، قال الأب خليل جعفري إن ابنه محمد علي جعفري يرقد بين الحياة والموت منذ أكثر من أسبوعين، دون أن يجد أي دعم حقيقي من السفارة المغربية في بكين.
وأوضح الأب، الذي سافر إلى الصين لمتابعة الوضع الصحي لإبنه، أن حالته النفسية منهارة تماما بعد ستة عشر يوما من المعاناة في بلد أجنبي، وهو يحاول إنقاذ فلذة كبده الذي يعد ابنه الوحيد.
وقال الأب: “لا أريد الآن أن أتكلم بشكل سيء عن السفارة، لكن الأسرة والأصدقاء لاحظوا أنها لم تقم بواجبها كما ينبغي. حين تواصلت معهم، طلبت فقط مترجما يساعدني في التواصل مع الشرطة والمستشفى، لكنهم لم يوفروا لي ذلك، وأعطوني رقم شخص لا يتحدث سوى الإنجليزية والصينية، وأنا لا أجيد اللغتين”.
وأضاف بنبرة حزينة: “أنا مدمَّر نفسيا. ستة عشر يوما وأنا لا آكل ولا أنام. كنت أرجو فقط أن أجد من يقف بجانبي هنا. كل ما طلبته من السفارة هو المساعدة في الترجمة والتواصل مع المستشفى والجامعة وشركة التأمين، لكنهم لم يقوموا بأي شيء، وقالوا لي هذا ليس مشكلتنا”.
وأشار الأب إلى أنه اضطر للتواصل شخصيا مع المستشفى والجامعة وشركة التأمين، لكن الإجراءات المعقدة والحواجز اللغوية جعلت وضع ابنه يتدهور بسرعة، مبرزا أن المستشفى طالب بمبلغ يفوق 200 ألف يوان (زهاء 27 مليون سنتيم) لتغطية تكاليف ما بعد العملية الجراحية الأولى فقط، مع توقعات بارتفاع الفاتورة بشكل كبير.
وختم الأب تصريحه بنداء إلى الملك محمد السادس، قائلا: “أناشد جلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، أن يتدخل لإنقاذ حياة ابني الوحيد. لا أطلب شيئا سوى المساعدة الطبية العاجلة حتى لا أفقده. إن ابني في خطر حقيقي، وأنا عاجز عن إنقاذه وحدي”.
وفي السياق ذاته، نشر شاب فلسطيني مقيم في الصين يدعى حمودة فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أكد فيه رواية الأب، قائلا: “أنا فلسطيني من غزة، ومقيم هنا في تشيندو. كنت منذ البداية إلى جانب والد الطالب المغربي محمد علي، الذي تعرض لحادث خطير. جسده كله مكسور، عنده مشاكل في القلب والرئتين والعمود الفقري، ووضعه بين الحياة والموت”.
وأضاف حمودة أن الجامعة التي يدرس فيها الطالب وشركة التأمين “تحاولان التملص من المسؤولية”، وأن الشرطة الصينية طلبت رسميا تدخل السفارة المغربية للتواصل مع الجامعة وتحميلها مسؤوليتها القانونية.
وقال حمودة: “الشرطة نفسها قالت اليوم إن السفارة يجب أن تتدخل، لكن للأسف عندما اتصلتُ بالسفارة المغربية قالوا لي بالحرف هذا ليس مشكلتنا. هذا ابن المغرب، ابن الراية الحمراء. كيف يُترك بهذه الطريقة؟”.
وتابع بحرقة: “أنا فلسطيني لكن قلبي احترق على هذا الرجل المسكين. تخيلوا أن يكون والدكم أو عمكم في هذا الموقف بغربة لا أحد فيها يتحدث العربية. أدعو كل إنسان حر أن يتعاطف مع هذا الأب الذي يعيش مأساة حقيقية هنا في الصين”.
إلى ذلك، تفاعل عدد من المغاربة مع محنة محمد علي، حيث دعا العديد منهم إلى تدخل عاجل من وزارة الخارجية والسفارة المغربية في بكين لإنقاذ حياة الطالب المغربي وضمان رعايته الطبية إلى حين عودته إلى أرض الوطن.
يذكر أن الطالب المغربي محمد علي يرقد حاليا في حالة حرجة بأحد مستشفيات مدينة “تشيندو” بعد تعرضه لحادث مروع، وسط غموض يلف طريقة تعاطي الجامعة والسفارة المغربية مع قضيته.
اترك تعليقاً