أخبار الساعة، مجتمع

منتدى: المغرب اتخذ مقاربات شاملة ومتعددة الأبعاد لمحاربة التطرف

قالت آسية بنصالح العلوي السفيرة المتجولة للملك، إن المملكة المغربية اتخذت مجموعة من المقاربات الشاملة والمتعددة الأبعاد من أجل محاربة كل أشكال التطرف والإرهاب.

وأوضحت  آسية بنصالح العلوي أمس الجمعة بفاس خلال منتدى النساء المتوسطيات في دورته الثامنة الذي ينظمه “مركز إيزيس للنساء والتنمية” بشراكة وتعاون مع مؤسسة (كونراد اديناوير) الألمانية حول موضوع “أصوات نساء المتوسط وإفريقيا.. الحركات النسوية ومقاومة التطرف” أن هذه المقاربات التي اعتمدها المغرب من أجل محاربة مختلف أشكال الإرهاب والتطرف ترتكز بالخصوص على التعريف بالصورة الحقيقية للدين الإسلامي والدفاع عن قيمه السمحة التي تقوم على الاعتدال والتسامح والتعايش.

وأكدت بنصالح على أهمية الوقاية التي تظل أساسية في مجال محاربة مختلف أشكال التطرف والإرهاب، مشيرة إلى أن الوقاية تساهم بشكل فعال في تمكين المجتمعات على المدى الطويل من مواجهة مختلف التحديات، وبالتالي تجعل المواطنين يشاركون بفعالية في الجهود المبذولة من أجل المحافظة على الأمن وضمان السلم المجتمعي.

وشددت على ريادة الملك محمد السادس الذي جعل المرأة في قلب التنمية الاقتصادية والاجتماعية وكمكون أساسي ومحوري في تكريس الديموقراطية في المجتمع المغربي، مشيرة إلى أن توعية المرأة وتعزيز حقوقها وإشراكها في التنمية الشاملة يحميها هي وأسرتها من الوقوع فريسة للجماعات المتطرفة والمتشددة.

وذكرت السفيرة في هذا الصدد بأن الملك محمد الخامس والمرحومة الأميرة للا عائشة دعو منذ سنة 1947 إلى تشجيع تمدرس الفتاة المغربية، ومنحها صوتا للتعبير عن آراءها وتطلعاتها والدفاع عن حقوقها وتعزيز مكانتها داخل المجتمع المغربي، مضيفة أن هذه الدعوة كانت في العمق درسا موجها إلى كل المتطرفين الذين يريدون حاليا إقصاء النساء من الفضاء العام، في الوقت الذي كانت فيه المرأة المغربية تمتلك المشروعية في ارتياد هذه الفضاءات منذ 70 سنة خلت.

وأضافت أن تحسيس المرأة بحقوقها وواجباتها ودعم وتعزيز مكتسباتها وكذا إشراكها في التنمية تظل من بين الشروط الأساسية لمواجهة التطرف ومحاربة الإرهاب، مشيرة إلى أن الحقل الديني بالمملكة شهد تحولات عميقة تحت القيادة الرشيدة لأمير المؤمنين الملك محمد السادس، من أجل صيانة العقيدة الإسلامية والمذهب المالكي، والحفاظ على الهوية الروحية والوحدة الوطنية، وهو ما جعل النموذج المغربي في تدبير الشأن الديني يحظى بالاهتمام على المستويين القاري والدولي.

ومن جهتها أكدت فاطمة الصديقي مديرة “منتدى المرأة المتوسطية” أن الدورة الثامنة لمنتدى “النساء المتوسطيات”، التي تنظم تحت رعاية الملك محمد السادس تروم بالأساس، تسليط الضوء على أصوات نساء إفريقيا والمتوسط في مجال مواجهة التطرف مع بحث ومناقشة مختلف التصورات التي يجب اعتمادها من طرف النساء من أجل مقاومة كافة أشكال التشدد والتعصب الديني.

وأبرزت الصديقي، أن هذه الندوة الدولية التي تعرف مشاركة وازنة للعديد من الباحثين والأكاديميين، تسعى إلى طرح مختلف الإشكالات وكذا المشاكل التي تعاني منها مجموعة من النساء بمختلف بقاع العالم، خاصة اللواتي تعرضن لعمليات استقطاب واستغلال من قبل الجماعات المتشددة التي تضرب كل ما حققته المرأة والرجل من مكتسبات وحقوق وتتصدى للفكر الحر والتنمية والتقدم.

وحسب  الصديقي، فإن هذا المنتدى يهدف إلى تعبئة نساء منطقة البحر الأبيض المتوسط وإفريقيا ضد تصاعد العنف ضدهن باسم الإسلام، واقتراح وسائل جديدة للنظر في مفاهيم “حقوق المرأة” لمواجهة آفة التطرف، وتحقيق العدالة في المجالات العمومية والتوفيق بين الأجيال القديمة والجديدة في بلدان البحر الأبيض المتوسط وإفريقيا.

ومن جانبه أبرز هيلموت رايفلد ممثل مؤسسة (كونراد اديناوير) الألمانية أن هذا المنتدى الذي يشارك فيه ثلة من الخبراء والأكاديميين من إفريقيا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، سيساهم من خلال العروض والمداخلات التي ستقدم في إطار جلساته الفكرية والعلمية في توحيد الرؤى، ومضاعفة الجهود من أجل محاربة الأفكار المتطرفة.

وأشار هيلموت إلى أهمية التعاون والعيش المشترك ونبذ كل أشكال التعصب، مشددا على ضرورة تعميم الخطاب الهادئ والحوار البناء والمفتوح بين المجتمعات والأديان التي تحاك لها مؤامرات ومخططات تسعى لتمزيقها.

يشار إلى أن منتدى النساء المتوسطيات في دورته الثامنة، الذي ينظم على مدى ثلاثة أيام سيتميز بعرض ومناقشة مجموعة من المواضيع والقضايا، من خلال محاور من قبيل “ضرورة استحضار مقام المقال الديني عند التلقي والإلقاء” و “التطرف والشباب في شمال إفريقيا” و”المرأة الجزائرية ونضالها ضد الإرهاب” و”وضع التطرف ومقاومة النساء في سياقهما الصحيح” وغيرها.