مجتمع، منوعات

الحاجب .. جوهرة بمؤهلات سياحية تعاني الإهمال والتهميش (صور)

تزخر مدينة الحاجب بمؤهلات سياحية طبيعية هامة، عيون تنبع منها مياه طبيعية وعذبة ووديان وجبال وحدائق شاسعة بها أشجار عالية بمناظرها الخلابة، تلقي بظلالها الدافئة في فصل الصيف على سكانها وزوارها، مآثر تاريخية يعود تاريخها إلى عهد السلطان مولاي إسماعيل.

عيون طبيعية 

توجد بمدينة الحاجب 4 عيون طبيعية بصبيب وافر جدا، وهي عين خادم التي يقال عنها “كل من شرب من مائها لابد أن يعود إليها لزيارتها مرات عديدة في حياته”، وعين المدني المعروفة بمياهها الباردة صيفًا والدافئة شتاءً، وعين بوتغزار التي يقصدها الزوار لشرب مياهها لعلاج الجهاز الهضمي “المعدة”، وعين الذهيبة التي سميت بهذا الاسم لأن مياهها تلمع كالذهب، غير أن أغلبها أصبح حاليا مرتعا للمتسكعين والمدمنين على المخدرات بأنواعها، بسبب الإهمال وتعرضها للتخريب.

حدائق شاسعة

عند دخولك إلى المدينة من مكناس على الطريق الوطنية رقم 13 وبمسافة قصيرة على اليمين، تقع حديقة لالة أمينة بشساعتها وأشجار “البلاتان” العالية وورود مختلفة الألون، وكراسي ورشاشات المياه التي تلطف الجو صيفا، ويحيط بجزء من مساحتها أسوار مولاي إسماعيل يضيف لها جمالا، وعلى بعد حوالي 50 مترا تجد حديقة أخرى محاذية لساحة عمان الشهيرة، ولا تختلف عن الأولى شكلا ومضمونا، وحدائق أخرى تتوزع بمختلف المجال الحضري للمدينة.

حدائق “اغتصبت”

وجزء آخر من المساحات الخضراء، تم “اغتصابها” من طرف المسؤولين سابقا قبل سنوات، حسب حقوقيين، كالفندق الذي شيد على مساحة شاسعة بحديقة قرب المحطة الطرقية، دون أن تكتمل أشغاله وأصبح عبارة عن أطلال للمتشردين، وأخرى تحولت إلى أسواق لبيع المتلاشيات، وبدون روية ولا تفكير تم استغلال مساحات أخرى تشبه في جمالها منتزه عين فيتال بإفران.

مآثر تاريخية

وغير بعيد عن مدينة الحاجب مآثر تاريخية هامة، منها قصبة السلطان مولاي إسماعيل بمدينة أكوراي، وضريح أحد ملوك الأمازيغ بمركز سوق الكور، يعود تاريخه بحسب المؤرخ الفرنسي “كابريال كامس” إلى القرن الرابع قبل الميلاد، وأسوار مولاي إسماعيل التي تحيط بجزء مهم بالمدينة.

الحاجة إلى العناية المركزة

وهب الله هذه المنطقة بخيرات طبيعية، من خلالها يمكن لسكانها تحقيق رواج اقتصادي يقلص البطالة ويرفع من دخل الأسر الفقيرة، وذلك باستثمار معقول في المجال السياحي، والمدينة لا تختلف مؤهلاتها بجارتها مدينة إفران، وتحتاج فقط إلى مشروع لتأهيلها والترويج لها عبر وسائل الإعلام، التي تصب أغلبها على تسليط الضوء على إفران بالمنطقة، لكن إهمال المسؤولين حال دون تحقيق ذلك.

لرئيس مجلس الجماعي رأي

رئيس المجلس الجماعي، وحيد حكيم، قال في تصريح لجريدة “العمق”، إن مدينة الحاجب تأسست في عهد الحسن الأول سنة 1880م، وتعتبر بموقعها الجبلي بوابة الأطلس المتوسط، وممرا سياحيا رئيسيا لزيارة مدن إفران وآزرو وخنيفرة والراشيدية وميدلت ومدن أخرى كبيرة، غير أنها لا تستفيد من هذه السياحة رغم توفرها على مؤهلات سياحية طبيعية جد هامة”.

وأضاف الرئيس بالقول: “لكن كل هذه المؤهلات الطبيعية من عيون وجبال وأشجار وحدائق تحتاج إلى مشروع كبيرة لتأهيلها، وتحتاج إلى ميزانية كافية لا تتوفر بصندوق الجماعة التي تعاني فقرا، بسبب افتقارها للمشاريع الكبيرة التي تضخ موارد مالية هامة بمداخيل الجماعة”.

وتابع قوله: “ولأجله قمنا بإعداد دراسة شاملة لتأهيل عيون مدينة الحاجب، وبتنسيق مع عامل إقليم الحاجب زين العابدين الأزهر الذي دخل خط هذا المشروع الكبير والطموح، وزرنا وزير إعداد التراب الوطني والتعمير والسكن وسياسة المدينة بمكتبه بالرباط، الأسبوع المنصرم، وسلمته ملفين كاملين لتمويل مشروع تأهيل عيون مدينة الحاجب، والثاني لتجهيز جميع الأحياء الناقصة التجهيز بالمدينة ذاتها”.

وأضاف بالقول: “كما حضرت اجتماع لجنة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئة بمجلس جهة فاس مكناس، يوم الخميس المنصرم، لدراسة مشروع اتفاقية شراكة تتعلق بتهيئة عيون مدينة الحاجب، بعد إدراجها كنقطة في جدول الأعمال اجتماع اللجنة المذكورة، من طرف ممثلي الإقليم بالجهة”.

“ونحن الآن في حاجة ماسة لإبرام اتفاقية شراكة بين الجماعة ومجلس جهة فاس مكناس والمجلس الإقليمي للحاجب، ووزارات الإسكان والتعمير والماء والسياحة والثقافة، لتمويل هذا المشروع الذي يلح عليه عامل الإقليم لإخراجه، إلى حيز الوجود في أقرب وقت ممكن”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *