سياسة

الأمم المتحدة تدعو المغرب وإسبانيا لإجراء حوار مفتوح لحل الأزمة بينهما

دعت الأمم المتحدة، كلا من المغرب وإسبانيا إلى “إجراء حوار مفتوح بهدف حل جميع القضايا العالقة بينهما”، وذلك على خلفية الأزمة غير المسبوقة بين البلدين بسبب استقبال مدريد لزعيم جبهة “البوليساريو” الانفصالية، إبراهيم غالي، بهوية مزورة، وما تلاها من تدفق بالآلاف لمهاجرين سريين إلى مدينة سبتة المحتلة.

وقال المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك، خلال مؤتمر صحفي في المقر الدائم للأمم المتحدة بنيويورك، الثلاثاء، “عندما يكون هناك توتر بين أي دولتين من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة مثل ما نشهده بين المغرب وإسبانيا حاليا، فإننا دائما نحث على إجراء حوار مفتوح بينهما لحل كل المشاكل العالقة”.

وفي رده على أسئلة الصحفيين بشأن موقف الأمين العام أنطونيو غوتيريش من مستقبل الصحراء المغربية، أوضح دوجاريك: “موقفنا من ملف الصحراء هو ذات الموقف المنصوص عليه في قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وتظل هذه القرارات هي المرشد لنا في هذا الموضوع”.

وخلق ملف دخول إبراهيم غالي إلى التراب الإسباني بهوية مزورة وبدون علم السلطات المغربية، أزمة كبيرة بين مدريد والرباط، وصلت إلى حد استدعاء السفراء، فيما يرى المغرب أن الأزمة تجاوزت مجرد استقبال زعيم الانفصاليين إلى فقدان الثقة في العلاقة بين البلدين.

وفتحت محكمة التحقيق الثالثة بمدينة لوغرونيو، اليوم الأربعاء، مسطرة أولية ضد زعيم ميليشيات “البوليساريو” المدعو إبراهيم غالي، بتهمة تزوير وثيقة سفر تمكن من خلالها من دخول الأراضي الإسبانية في 18 أبريل الماضي.

وأمس الثلاثاء، غادر إبراهيم غالي إسبانيا في اتجاه الجزائر، بعد قضائه 54 يوما بمستشفى “سان بيدرو” بمدينة “لوغرونيو”، وذلك على متن طائرة مدنية تعود لشركة فرنسية استأجرتها السلطات الجزائرية.

وقالت الحكومة الإسبانية، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية، إن غالي “خطط لمغادرة إسبانيا هذه الليلة على متن طائرة مدنية من مطار بامبلونا في شمال البلاد”، من دون أن تحدد وجهة هذه الطائرة، مكتفية بالقول إنها أخطرت السلطات المغربية بهذا الأمر.

وكانت المحكمة الوطنية بمدريد قد رفضت اعتقال أو سحب جواز سفر زعيم الجبهة الانفصالية، على خلفية الاتهامات الموجهة إليه، حيث اكتفى القاضي بطلب عنوان ورقم هاتف إبراهيم غالي من أجل الوصول إليه، فيما نفى غالي جميع الاتهامات الموجهة إليه، بما في ذلك جرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية والتعذيب.

وقام الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، رفقة رئيس أركان الجيش الوطني الفريق السعيد شنقريحة، بزيارة زعيم جبهة “البوليساريو” الانفصالية إبراهيم غالي، بعد عودته من إسبانيا إلى الجزائر، من أجل استكمال علاجه من فيروس كورونا.

وبث التلفزيون الرسمي الجزائري، مشاهد لزيارة تبون وشنقريحة لزعيم الانفصاليين الذي يستكمل العلاج من فيروس “كوفيد-19″، بالمستشفى المركزي للجيش “محمد الصغير نقاش” بمنطقة عين النعجة، حيث قدم تبون الشكر لإسبانيا على استقبالها لزعيم “البوليساريو” منذ اليوم الأول.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *