سياسة

البلعمشي يقلل من أهمية رد إعلام الجزائر على مبادرة الملك ويدعو إلى هدنة لفسح المجال للمصالحة

الخبير في العلاقات الدولية البلعمشي

قلل أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض بمراكش، عبد الفتاح البلعمشي، من أهمية ردود الإعلام الجزائري على دعوة الملك للجارة الشرقية بطي صفحة الماضي وفتح حدود والتعاون المشترك، ودعا الإعلام المغربي إلى تفعيل المبادرة الملكية عبر الدخول في هدنة مع الجيران.

وأوضح البلعمشي في تصريح لجريدة “العمق”، أن “الدول قد تعرف حروبا وجدارات فاصلة ولكن حينما تظهر بشائر المصالحة، المنطق السليم يقتضي الدخول مباشرة في نوع من هدنة لفسح المجال أمام التعاطي مع المبادرات سواء كانت بوساطات أو من طرف وحيد لتبديد الصراع”، مضيفا “ومادام في الحالة المغربية الجزائرية لم تصل الأمور إلى مستوى الحرب فالأولى الدخول مباشرة في هدنة إعلامية”.

وأبرز أن المغرب، من خلال مبادرة الملك، عبر عن موقف سياسي يكشف به تصوره للتحالفات في شمال إفريقيا وللاتحاد المغاربي وللمستقبل، وأنه لا يهم الآن الرد الجزائري بقدر ما يهم أن المغرب طرح مبادرته على الطاولة وتركها مفتوحة إلى أن وقت تتولد رغبة لدى الجزائر أو تتغير السياقات لتسمح بتفعيلها.

أما فيما يخص الردود الإعلامية الجزائرية التي تلت المبادرة الملكية، اعتبر البلمعشي أنها “بدون قيمة، وتجتر الماضي وما أرادت الدعوة الملكية أن تقطع معه”، وشدد على أن “كل ذلك لا يتعد به”، وأن الجواب الذي يمكن للمغرب أن يأخذه على محمل الجد هو ما سيصدر عن الرئاسة الجزائرية.

وأبرز الخبير في العلاقات الدولية أن الدعوة الملكية تكسي أهميتها من ورودها في خطاب العرش وما يحمله من رمزية، وكذا من كونها صادرة عن أعلى سلطة في البلد، معتبرا أنها رد على المشككين في الدعوة الأولى التي وجهها الملك محمد السادس للجيران في خطاب الذكرى 43 للمسيرة الخضراء سنة 2008.

وأضاف أن تجديد الملك لنداء طي صفحة الماضي وفتح الحدود، دليل على كون الفكرة ثابتة في السياسة الخارجية للمغرب الذي وضع ضمن أولوياته إقامة الاتحاد المغاربة ونص عليه في الدستور.

كما اعتبر أن القول “بعدم صدق المبادرة المغرب ومحاولته الهروب إلى الأمام” كلام مردود على أصحابه الذين فضلوا الخوض في النيات بدل رؤية المؤشرات الواضحة في الخطاب الملكي، حيث لم يضع أية شروط للمصالحة، وأعطى الجزائر الاختيار في الطريقة والآلية التي تريد تفعيل المبادرة بها.

أما فيما يخص التوترات الإعلامية والديبلوماسية الأخيرة، يرى البلعمشي أن الأزمات هي ما يعطي قيمة ومعنى لمبادرات المصالحة، وأن صدور المبادرة المغربية من أعلى سلطة في البلد تجعل ما دونها غير ذي قيمة، وتأتي لتصحيح الوضع والحد من الأزمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *