وجهة نظر

الأنانية المغربية والكفاح الموزمبيقي !

المرحلة 1: التمكين و القوة. خلق فئة الضباع الانتهازية.

سيعيش خريجو الإجازة في التربية و التكوين خمس سنوات سِمان، سيجدون خلالها الطريق معبدة نحو مهنة التعليم بالتعاقد.

سيعتبرون أنفسهم ليس فقط محظوظين، بل أذكياء لأنهم اختاروا إجازة مطلوبة في ما يعتقدونه “سوق شغل”.

طبعا لن يهتم أولائك الخريجون “المحظوظون” بصرخات 100 ألف مجاز تم إقصاءهم بطريقة مباشرة من ولوج مباراة التعليم هذه السنة، و بمئات آلاف سيلحقونهم خلال 5 سنوات من التمكين؛ شعارهم : كلها يضرب على راسو.

المرحلة 2: الوهن و الضعف. نضال الضباع السابقين، و طلب التضامن.

بعد تجاوز عتبة 20 ألف خريج من كليات مهن التربية، و استقرار حاجة قطاع التعاقد عند 8 آلاف مُدرس، ستسمع شعار: تنسيقية خريجي كليات التربية الذين فُرض عليهم القطاع الخاص.

12 ألف خريج سنويا من مراكز إعداد أساتذة التعاقد سيلتحقون بباب البرلمان (سنويا) لأخذ نصيبهم من العصى، رافعين شعارات كرامة الأستاذ، إنقاذ التعليم العمومي…و ذلك إثر فشلهم في الالتحاق بالقطاع شبه العمومي ك أساتذة “فُرض عليهم التعاقد”.

هذه باختصار صورة عن منهجية “خلق الثغرة” التي تتبناها الدولة لشق الصف، محاربة التنظيم و التنسيق، زرع الأنانية، الحقد و الكره بين فئات و طبقات المجتمع.

الريع ليس فقط منح مأذونية نقل هنا أو راتب دون عمل هناك! الريع منهجية حكم يخلق بها النظام توزان هشاشة يخدم مصالحه، يُسير بها الإجتماعي و الاقتصادي الجانب السياسي، فيُقدم كل مرة فئة مجتمعية على أنها “مستفيدة” لزرع روح الأنانية في عقول أبناء الشعب الواحد.

الفئات “المقصية” في كل مرحلة، لن تتوانى لحظة في استغلال “الفرصة” حين تحين، علما أن الفئة التي استفادت سابقا لن تنجو من “الصمطة” في باقي الأيام: لو اعتبرت نفسك محظوظا بولوجك وظيفة سهلة هذه السنة، فاستعد للمعاناة في الشارع، الإدارة، القضاء، المدرسة، الصحة… وهيئ أولادك و أحفادك لنفس المعاناة مع الفوائد المُركبة.

مع الأسف، الدولة و خلال أكثر من نصف قرن استقلال، لا تحاول حل الأزمات بل إدارتها للحفاظ على مصالح فئة حاكمة و نَسق حكم بعينه. تماما كما تدير أمريكا النزاعات في الشرق الأوسط و لا تحلها. فمن يعتقد أن تل أبيب و واشنطن ترغبان حقا في دول عربية ديمقراطية و مزدهرة، مغفل حتى النخاع!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *