مجتمع

هذه 8 أحداث اجتماعية “هزت” الشارع المغربي خلال 2016

على بعد أيام قليلة سنودع سنة 2016، سنة شهدت أحداث “حارقة” حركت الشارع المغربي، وتركت بصمتها في الساحة الاجتماعية، فمن معركة الأساتذة المتدربين إلى قضية بائع السمك محسن فكري ثم مي فتيحة، وصولا عند شيماء وغيرها من القضايا التي أماطت اللثام عن جملة من الاختلالات التي دفعت المغاربة إلى التعبير عن غضبهم من الأوضاع التي يعيشونها، وإيصال صوتهم للمسؤولين في البلد لتغيير الأوضاع ومعاقبة المسؤولين.

فكري .. بائع السمك الذي قتل “طحنا”

أثارت وفاة “سماك الحسيمة” محسن فكري، الذي لقي حتفه داخل شاحنة لنقل النفايات بالحسيمة، مساء الجمعة 28 أكتوبر، بعد أن قفز داخل المكان المخصص لوضع النفايات إثر حجز السلطات المحلية لكمية من أسماكه وإلقائها داخل الشاحنة قصد إتلافها، -أثارت- ضجة سياسية وإعلامية كبيرة داخل المغرب وخارجه.

وتفاعل مع قضية محسن مختلف شرائح المجتمع، من حقوقيين وسياسين وفنانين ورياضيين وعامة الشعب، حيث خرج الآلاف من المتظاهرين في عدد من مدن المملكة في احتجاجات تعد الأكبر من نوعها في المغرب منذ حراك 20 فبراير 2011، مطالبين بإنصاف “شهيد الحكرة” ورحيل “الفاسدين والحكارة”.

الملك تفاعل بشكل سريع مع القضية وطالب بفتح تحقيق شفاف وتحديد المسؤوليات ، كما انتقل وزير الداخلية إلى منزل عائلة فكري، وهو ما دفع وكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالحسيمة، إلى إحالة 11 شخصا على قاضي التحقيق، إلا أن نتائج التحقيقات لا تزال جارية حيث لم تكشف تفاصيلها إلى اليوم.

مي فتيحة .. أحرقت نفسها احتجاجا على “الحكرة”

“مِي فتيحة” أو بائعة البغرير، كانت قد أقدمت على حرق نفسها احتجاجا على ممارسات “قايد” بمدينة القنيطرة يوم السبت 9 أبريل، قبل أن تفارق الحياة في المستشفى.

القضية دفعت العشرات من المتظاهرين، إلى الاحتجاج، حيث رفعوا شعارات ولافتات تضامنية مع المرأة التي أحرقت نفسها، منددين بما اعتبروه الفساد الإداري المستشري في البلد، كما طالبوا بمحاسبة المسؤولين عن حرق “مي فتيحة” لنفسها.

ومباشرة بعد ذلك اتخذت وزارة الداخلية قرارا بنقل القائد من مدينة القنيطرة وإلحاقه بالوزارة حتى لا يكون له تأثير في سير الملف، موضحا أنه تبين أن المسؤولية تعود لعونيْ السلطة اللذين كانا حاضرين أثناء حرق السيدة لنفسها ليتم عزلهما، وهما الآن متابعين أمام القضاء.

“معركة” الأساتذة المتدربين

“معركة” الأساتذة المتدربين، التي بدأت منذ نهاية 2015، واستمرت إلى غاية ماي 2016، شهد المغرب من خلالها احتجاجات عارمة وكذا اعتصامات شارك فيها عشرات الآلاف من الأساتذة في عدد من المدن، وخلفت اعتداءات في صفوفهم نتيجة التدخلات الأمنية العنيفة في حقهم.

الملف انتهى بحل توافقي بعد مفاوضات ماراثونية بين ممثلي الحكومة والأساتذة المتدربين، نص على توظيف الفوج كاملا مقابل وقف احتجاجاتهم، لتنتهي بذلك واحد من أكبر الاحتجاجات الفئوية بالمغرب خلال هذه السنة.

“قائد الدروة”

كانت “تسجيلات فيديو”، قد أظهرت قائد الدروة بإقليم برشيد، الحسين عربان، في غرفة نوم سيدة متزوجة، تتهمه بابتزازها وتخييرها بين ممارسة الجنس معه أو الزج بزوجها في السجن.

وتفيد المرأة أنها استدرجت القائد إلى بيتها، قبل أن يضبطه زوجها ويعترف لهما بابتزازها وطلب أموال منهما مقابل التغاضي عن إضافتهما لغرف جديدة في منزلها دون ترخيص.

القضية أثارت ضجة كبيرة على “فايسبوك”، مما دفع وزارة الداخلية إلى إحالة القائد أمام المجلس لاتخاذ الإجراءات الإدارية اللازمة في حقه، وبعد إحالة الجميع على المحكمة الابتدائية بمدينة برشيد، تمت متابعة سهام بأربعة أشهر سجنا نافذا، وحبس زوجها رشيد بسنة سجنا نافذا وغرامة ألفي درهم، فيما حكمت على صديقه بثمانية أشهر سجنا نافذا وغرامة 500 درهم، كما قضت المحكمة الابتدائية، بشهر واحد حبسا نافذا في حق عون سلطة، في حين “القائد” المطالب بالحق المدني بتعويض 60 ألف درهم، يؤديها كل من الزوجة والزوج وصديقه تضامنا، مع تحميلهم الصائر والإجبار في الأدنى.

شيماء .. اعتداء على طريقة “داعش”

خلف حادث حلق شعر الشابة شيماء التي تعمل بمقصف كلية العلوم بمكناس واجتثاث حاجبيها بالكامل من طرف مجموعة من العناصر المحسوبة على “البرنامج المرحلي”، استياء عارم في صفوف المغاربة، من جمعويين وحقوقيين وسياسيين.

القضية دفعت بنواب الأغلبية والمعارضة، إلى مناقشة الموضوع بمجلس النواب، خلال الجلسة الأسبوعية للأسئلة الشفوية، كما خرج عدد من المتظاهرين للاحتجاج أمام قبة البرلمان للتنديد بما حصل، محملين الدولة مسؤولية حماية أرواح الطلاب والأساتذة والمستخدمين بالجامعات المغربية.

“تمرد” نزلاء إصلاحية عكاشة

عرف مركز الإصلاح عين السبع خلال يوليوز الماضي، أحداث شغب وتمرد لنزلاء الإصلاحية، حيث قاموا بإتلاف تجهيزات مكافحة الحرائق، والهواتف الثابتة، والعشرات من أجهزة التلفاز الموجودة بالزنازن، والتجهيزات الكهربائية، والمعدات الرياضية والأفرشة والأغطية، وكذا التجهيزات الخاصة بالمراقبة الالكترونية من كاميرات وغيرها وبحظيرة السيارات الخاصة بالمؤسسة.

كما تم تسجيل إصابات في صفوف الموظفين وعناصر القوات العمومية في إطار التدخل الذي قاموا به لاحتواء الوضع وإحلال النظام والأمن بالمؤسسة، ويتعلق الأمر بخمسة عناصر من رجال الشرطة، وثلاثة من الوقاية المدنية، وستة من القوات المساعدة، وخمسة من موظفي المندوبية العامة، كما أصيب تسعة سجناء باختناقات نقلوا على إثرها إلى المستشفى، ليفتح بعدها تحقيق في الموضوع لاكتشاف ملابسات التمرد والمسؤولين عنه.

وزارة الأوقاف وتوقيف الأئمة” لأسباب مجهولة”

قامت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية هذه السنة، بإيقاف عدد من الخطباء والأئمة بمختلف مدن المملكة، الشيء الذي أثار معه ردود أفعال غاضبة، خاصة وأن الوزارة المعنية تلتزم الصمت بخصوص الأسباب التي تظل مجهولة.

ومن جملة التوقيفات التي قامت بها الوزارة، توقيف الخطيب إدريس العلمي السجلماسي عن مهمة الخطابة بمسجد عبد الله الفخار بمدينة تطوان، وعزل الخطيب بمسجد يوسف بن تاشفين بالعاصمة العلمية فاس محمد أبياط، وبإعفاء خطيب وإمام مسجد دوار “واكليم” بتنغير لحسن ياسين. وخالد مزاح، خطيب مسجد الرحمة بمدينة جرسيف.

التوقيفات خلفت ردود أفعال وضجة كبيرة فعلى مواقع التواصل الاجتماعي، إذ خرجت دعوات غاضبة إلى تنظيم وقفات احتجاجية في هذا الصدد، ولا زالت تداعيات التوقيفات مطرح نقاش إلى اليوم.

“مجزرتي” مسجد تطوان ودوار لكزامرة بالجديدة

الجميع يتذكر “الجريمة البشعة” التي وقعت في مسجد الأندلس بتطوان لحظات قبل إقامة صلاة الصبح حيث طعن المعتدي الذي كان مسلحا بسيفه الضحايا بشكل هستيري وعشوائي، مخلفا قتيلين وإصابات خطيرة.

وشيع المئات من ساكنة تطوان، جنازة ضحيتي “مجزرة المسجد” بحضور كبير لأئمة وخطباء المساجد بالمدينة، حيث طالب عدد من المشيعين أثناء الجنازة، بتوفير الأمن للمساجد وحماية أرواح المصلين من اعتداءات المنحرفين، في حين رفع بعض الشباب شعارات تطالب بحماية بيوت الله أثناء عودتهم للمدينة العتيقة بعد انتهاء الجنازة.

أما إقليم الجديدة، فقد شهد مجزرة أسوأ من سابقتها، حيث أقدم شخص يعاني من اضطرابات عقلية على قتل 10 من أفراد عائلته باستعمال السلاح الأبيض، كما تم العثور على أربعة من بنات المعني بالأمر تتراوح أعمارهن ما بين 5 و13 سنة محتجزات بإحدى غرف المنزل العائلي دون أن يمسهن أذى.