منوعات

الأزمة الروسية-الأوكرانية .. ميلاد مرحلة جديدة من العلاقات بين المغرب وحلف “الناتو”

في الوقت الذي سارعت عدد من البلدان العربية لكشف موقفها من الحرب الدائرة بأوكرانيا، اختار المغرب التريث، حيث لم تخرج وزارة الشؤون الخارجية، لحد الآن بأي موقف إزاء الغزو الروسي، الذي انطلق فجر أمس الخميس، للأراضي الأوكرانية. وتعتبر المملكة، حليفا رئيسيا خارج حلف “الناتو” للولايات المتحدة الأمريكية، كما تحتفظ بعلاقات جيدة مع روسيا.

وعدّد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، خالد يايموت، في تصريح لجريدة “العمق”، الأسباب وراء تأخر الموقف المغربي الرسمي من الحرب الروسية على أوكرانيا، منها، أن حلف “الناتو”، بدأ نقاشا استراتيجيا مع المغرب، بخصوص انضمامه للحلف، وهذه المسيرة بدأت بدعوة من الحلف سنة 1995، وتطورت بجعل المغرب حليف رئيسي، التي تبنته الولايات المتحدة الأمريكية منذ 2004؛ مما يمنح المغرب امتيازات عسكرية ومالية خاصة.

في السياق ذاتها، قال يايموت، إن العلاقات بين المغرب وحلف شمال الأطلسي قائمة على تحالف استراتيجي، وهو ما يفسر التعاون العسكري والأمني بين الطرفين، وازدياد وتيرة هذا التعاون في 15 سنة الخيرة بشكل مهم جدا. وهذا ما يفسر، بحسب المحلل السياسي، اعتماد الناتو مؤخرا للخريطة المغربية كاملة، في وثائقه الرسمية، لظهر أنه مع المغرب في طرحه بشأن قضية الصحراء المغربية.

ويعي كل من المغرب وحلف “الناتو” الأهمية الجوستراتيجية للمملكة على مستوى البحر الأبيض المتوسط والأطلسي، وتأثير ذلك على أمن واستقرار أوروبا وإفريقيا، وهنا يرى يايموت، أن الأزمة الأوكرانية تعني ميلاد مرحلة جديدة من العلاقات بين المغرب وحلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.

وأبرز المتحدث، أن التنسيق بين الحلف والمغرب سيتجاوز سلطات سفير المغرب لدى الحلف، وأعتقد، يقول يايموت، أن هذه المرحلة الحرجة من الواقع والتحالفات الدولية، سيدفع المغرب لمزيد من توطيد العلاقات مع الحلف الأطلسي، مشيرا إلى أنه لا يستبعد إعادة طرح انضمام المغرب رسميا للحلف للواجهة من جديد؛ والذي طرح منتصف التسعينيات وأعاد الرئيس ترمب إحياء هذا النقاش.

ويرى أستاذ العلوم السياسية، أن “على المغرب بالموازاة مع السير قدما لتوطيد العلاقات مع الناتو، ودول أوروبا الشرقية، أن يطور علاقات متشابكة مع كل من الصين وروسيا، سواء في عدة مجالات إستراتيجية، مثل، الطاقة، والصناعات الثقيلة، والتكنولوجية الحديثة، وصناعة الأسلحة وغيرها”.

وأردف، أن المغرب لا يمكنه أخذ موقف صارم ضد روسيا لاعتبارات كثيرة، منها التحولات التي أحدثتها روسيا في المحيط الإقليمي للمغرب، خصوصا في مالي ودول غرب إفريقيا، وعلى مستوى شرق المغرب، بالجزائر وليبيا وتشاد مؤخرا.

وأبرز يايموت، أنه بالرغم من أن المغرب توجه مؤخرا إلى دول شرق أوربا لبناء علاقات معها، إلا أنه يأخذ أيضا بعين الاعتبار أنه ستكون هناك تحولات لا يريد الزج بنفسه فيها، مادامت الأمور لم تتضح بشكل كبير، لأن الصراع اليوم، يضيف يايموت، هو بين ثلاثة دول وهي أمريكا والصين وروسيا، وما يحدث في أوكرانيا كان فقط لتوضيح الصورة أكثر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *