الثانوية الإعدادية كوريا الشمالية
متلازمة ستالين ليست حكرا على الشيوعيين أمثال بول بوت أو الطغاة الكبار أمثال هتلر، الديكتاتورية و الاستبداد لا مذهب و لا ملة لهما، لو أعطيت “مردة” سلطة حفظ الأمن في “حومة” صغيرة، و أمنته من المتابعة، لتحول إلى جنرال في تلك “الحومة” يأمر و ينهى، يعاقب و يعفو، إنها متلازمة حقيقية، أكدتها تجربة جامعة ستانفورد الشهيرة.
من ذلك ما يحدث في إعدادية صغيرة بمدينة الخميسات، تحول فيها “حتة مدير”، إلى زعيم يفرق العطاءات على أتباعه و مريديه، و يسوم معارضيه سوء العذاب، المدهش من كل ذلك، استعداد بعض مريديه، التحول إلى كاميكاز يفدونه بمصالحهم الشخصية، يضحون براحتهم و باستقرارهم من أجل عيون و رغبة الزعيم الخالد. سواء كان نوعا رديئا من الوفاء و الإخلاص أم مجرد رد حساب، يبقى الأمر مدعاة للسخرية.
تصوروا معي هذا السخام الإداري، تستجيب النيابة لطلب أستاذة بالانتقال تكليفا في مؤسسة أخرى هروبا من جحيم الانتقام و الحقد و الصراع المحموم الذي تعيشه مع الديكتاتور، لأنها موظفة ذات كرامة، ترفض الإملاءات و تتشبث بحقوقها المشروعة ،يأمر الزعيم أحد مريديه، فيتجشم عناء الانتقال لتلك المؤسسة بدلا عنها، كي يترك لسيده فرصة الانتقام السادي ممن تجرأ على معارضة قراراته الرعناء، و تصرفاته الهوجاء، القصة تكررت أكثر من مرة، أستاذ التربية البدنية، أستاذة التربية الإسلامية، أستاذ و أستاذة المعلوميات و آخرون، كلهم ذاقوا من كأس الحقد الأسود المغلف بإنفاذ القانون، و هو أبعد ما يكون من القانون و أقرب ما يكون إلى الجنون.
أين المديرية الإقليمية من كل هذا؟ يبدو أنها سعيدة بما حققه الزعيم من تقليص للبنية، فقد تخلص من أكثر من عشرة أقسام منذ تقلده منصب الزعامة، بالتضييق على التلاميذ، رفع عتبة النجاح، رفض تسجيل التلاميذ الوافدين، قبول طلب كل من رغب في المغادرة، نهج سياسة طاردة، و هنا ليس علينا أن نسأل عن الهدر المدرسي و لا عن تكافؤ الفرص بين التلاميذ، المهم عند النيابة، أن هذه السياسة وفرت الأطر و أشاعت الأمن و الاستقرار داخل المؤسسة. تتشابه ميولات الطغاة حد التطابق، الأمن و الاستقرار و المردودية في جو من الإذلال و التعسف و الحكرة، و كأن أي طريق آخر غير ممكن، و كأن طريق الاحترام، احترام الناس و القانون غير ممكن.
يملي هذا الزعيم، شروطه على المديرية الإقليمية، و هي عاجزة أمام جبروته، فلربما يملك أسلحة دمار شامل، شخص ذو نفوذ في الأعلى أو ملفات مشبوهة، لا ندري، و إلى أن يحال على تقاعده القريب جدا، سيبقى إسم هذه المؤسسة: الثانوية الإعدادية كوريا الشمالية.