وضع شاذ وغير منطقي

لم نكن نتصور ان يصل حالنا إلى هذا الحد، ولم يكن يخطر ببالنا ان يبلغ الغلاء ما بلغ؛ إلى الأمس القريب، رغم الظروف غير المواتية، كنا نلج السوق، فنعود بقفة مملوءة بالخضر، والقليل من اللحم، على الأقل الدجاج الابيض او السردين؛ كنا مطمئين على معيشتنا رغم الهشاشة، ومع كل ذلك كنا نصرخ، ونصيح.
الجميل أننا كنا نجد من ينصت إلى صراخنا، ويتجاوب معنا، ويشرح لنا، ويعدنا بالتدخل من أجل التصحيح، ومن أجل القيام بالمتعين، كنا نشعر بأن لدينا مسؤولين ينصتون لآهاتنا، ويقدروننا، ويأخدون احتجاجاتنا بعين الاعتبار.
اليوم ماذا وقع؟ تحول كبير في التعامل معنا، صراخنا ملأ الآفاق، وعويلنا ثقب الفضاء وانتشر في كل الأجواء وحكومتنا غير الموقرة عمياء وصماء.
المؤسف أن لا أحد سمع، ولا أحد انصت، ولا أحد تجاوب.. صمت رهيب، وتجاهل غريب. اختفى اولئك الذين ملؤوا الدنيا وعودا معسولة في الانتخابات، تواروا عن الانظار، وتركونا فريسة للمضاربين ومحترفي الاحتكار!
الإعلام الذي يمول من أموال دافعي الضرائب، الذي عودنا طيلة عقد من الزمن على تبني مشاكلنا وقضايانا غير جلده، وبدل خط تحريره أو بشكل أدق عاد إلى سابق عهده.
ما سبب هذا الواقع غير المنطقي وغير المفهوم؟ الحكومة لا تنصت ولا تتجاوب، وإذا تحدثت لا تقنع حتى نفسها، فبالأحرى ان تقنع الشعب. حكومة غير موجودة لا بالإنجازات ولا حتى بالتواصل والتوضيحات، ناطق رسمي كلامه مليء بالمتناقضات؛ فمن ياترى سيخلص الشعب من هذا الواقع المر؟
المندوب السامي للتخطيط أكد بأن التضخم هيكليا وليس مؤقتا، وأنه منتوجا محليا وليس مستوردا، وعلى المواطنين التعايش معه في غياب إجراءات حكومية لدعم الفئات المتضررة منه كما فعلت حكومات دول مجاورة تحترم شعوبها.
إننا فعلا نعيش مأساة مع حكومة “الكفاءات”.
اترك تعليقاً