الزهراوي: التدين المغربي ينافس التمدد الشيعي بغرب إفريقيا

أكد أستاذ العلوم السياسية، محمد الزهراوي، على وجود صراع مذهبي في غرب وشرق إفريقيا، ينافس فيه التدين المغربي التمدد الشيعي الإيراني.
واعتبر الزهراوي أن الدين، فضلاً عن كونه عقيدة، هو أيضاً قوة ناعمة، مشيراً إلى امتداد المغرب القوي من خلال طرق التصوف في عدد من دول غرب إفريقيا ذات الارتباط بالتدين المغربي، ومؤكداً على دور مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في تعزيز هذا الامتداد.
جاء ذلك في كلمة للزهراوي، ضمن ندوة نظمتها مجلة المغرب الكبير للدراسات الجيوسياسية والدستورية بالتعاون مع مؤسسة عبد الواحد القادري، حول “قضية الصحراء ومحددات التوازن والقوة على الساحة المغاربية” بالجديدة.
وحدد الزهراوي عناصر القوة بالنسبة للمغرب، وهي الموقع الجغرافي المتميز، والواجهتان البحريتان، والأسلحة المتطورة، والقوى الناعمة، وعلى رأسها الشأن الديني. بينما تتمتع الجزائر بمساحة كبيرة وصحراء واسعة وحدود مع دول متعددة، والغاز والبترول والسلاح.
ويرى أستاذ العلوم السياسية، أنه في الوقت الذي تتوفر فيه كل دولة على عناصر تحدد قوتها، هناك العديد من الدول تمتلك عناصر القوى لكنها غير مؤثرة، لسوء استخدام تلك العناصر.
وأوضح الزهراوي أن تدبير المغرب لسياسته الخارجية محكوم بثلاث محددات أساسية: الدفاع عن الوحدة الترابية والمصالح الوطنية، واستقلال القرار المغربي، وتنويع الشركاء الاستراتيجيين. بينما تدير الجزائر سياستها الخارجية وفق ثلاث أسس هي إضعاف المغرب، وإنهاكه، وتطويقه.
وبالنسبة لقوعد الاشتياك، أوضح أن العملية العسكرية التي قام بها المغرب سنة 2020 لتحرير منطقة الكراكرات ورسم حدود فعلية مع مورتانيا، دفع الجزائر إلى تغير قواعد الاشتباك، بدأ من دفعها البوليساريو لإعلان إلغاء وقف إطلاق النار، ثم إعلانها حرب اقتصادية من خلال إيقاف أنبوب الغاز، ثم محاولة تقزيم المغرب من خلال خلق تكثل جديد بديل للمغرب العربي.
وعلاقة بقواعد الاشتباك، أشار إلى أن المنطقة منذ 1975 دخلت مرحلة حادة من التقاطب والتجاذب، مميزا بين مرحلة الاشتباك العسكري المباشر الممتد ما بين 1975 و1991، و مرحلة الاشتباك الديلوماسي الممتدة ما بين 1991 و2021، ومرحلة الاشتباك القائمة الآن.
كما أكد الزهراوي أن صراع التوازن والقوى بين المغرب والجزائر له امتداد على الفضاء الأروبي والدولي، موضحاً أن الموقف الإسباني الداعم للحكم الذاتي أفضى إلى توتر العلاقات بين الجزائر وإسبانيا، بينما دخلت العلاقات المغربية الفرنسية نوعاً من الجمود بسبب مطالبة المغرب لفرنسا باتخاذ موقف واضح من الوحدة الترابية.
وفي ختام كلمته شدد الزهراوي على أن تحصين الوحدة الترابية للمغرب يمر عبر تقوية الجبهة الداخلية والتركيز على الملفات التنموية وضبط إيقاع التوازنات الإقليمية.
اترك تعليقاً