أخبار الساعة، مجتمع

الشباب المغربي يقود التحول الرقمي.. وخبراء يحذرون من مخاطر “الاستلاب الاجتماعي”

كشف تقرير حديث أنجزته منصتا “We Are Social” و”Meltwater” بعنوان “Digital 2025: Morocco” عن هيمنة الشباب على المشهد الرقمي في المغرب، الذي يشهد تحولا متسارعا يعكسه وصول عدد مستخدمي الإنترنت إلى 34.47 مليون شخص، أي ما يعادل 90.7% من إجمالي السكان.

وأظهر التقرير أن الفضاء الرقمي أصبح واقعا يوميا للمغاربة، حيث يستخدم 21.20 مليون شخص منصات التواصل الاجتماعي، مما يسلط الضوء على الدور المحوري الذي تلعبه هذه الفئة الشابة في تشكيل الثقافة الرقمية بالمملكة.

ووفقا للبيانات، يتربع فيسبوك ويوتيوب على عرش المنصات الأكثر شعبية، إذ يستخدم 21.20 مليون مغربي منصة يوتيوب، بينما يصل عدد مستخدمي فيسبوك إلى 20.55 مليون، وهو ما يمثل 70% من السكان الذين تتجاوز أعمارهم 13 عاما.

ويدعم هذا الانتشار الواسع تحسن كبير في البنية التحتية، مع زيادة سرعات الإنترنت الثابت بنسبة 46.8% والإنترنت المحمول بنسبة 15.4%، مما يسهل على الشباب استخدام هذه المنصات للتواصل والترفيه والتعلم.

وفي هذا السياق، يوضح الأستاذ عمر بنعياش، المتخصص في السوسيولوجيا والأنثروبولوجيا بجامعة محمد الخامس، أن هيمنة الشباب على الفضاء الرقمي تمثل قاعدة اجتماعية وليست استثناء، مرجعا ذلك إلى كون هذه الفئة نشأت في خضم الثورة الرقمية، إضافة إلى امتلاكها وقتا أكبر يسمح لها بالتصفح والاستكشاف.

وأضاف بنعياش في تصريح لجريدة “العمق” أن هذه المنصات توفر للشباب نافذة مفتوحة للتعبير عن آرائهم بحرية ومناقشة قضايا قد يترددون في طرحها في الواقع، مبرزا أن هذا الانغماس الرقمي لا يخلو من تحديات عميقة، محذرا من أن منصات التواصل الاجتماعي قد تحولت إلى آلية لـ”الاستلاب الأخلاقي والاجتماعي”، وبيئة خصبة للاستعراض وانتشار معايير وهمية تستهلك طاقات الشباب وأوقاتهم.

وأشار إلى أنها تخلق نوعا من “الاكتفاء السريع” والشخصيات الافتراضية التي يعيشها المستخدمون بعيدا عن الضوابط المجتمعية، داعيا الأسر المغربية إلى الوعي بالمخاطر التي قد يتعرض لها أبناؤهم، مؤكدا على ضرورة سن قوانين تنظيمية لحماية المجتمع من التضليل والمساهمة في بناء جيل متوازن يمتلك حصانة ثقافية وأخلاقية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *