الخوف من القذافي وإلغاء مقابلة شارون.. كريشان يكشف كواليس محاورته لزعماء دول

كشف الإعلامي التونسي والمذيع التلفزيوني بقناة الجزيرة محمد كريشان، عن جانب من كواليس المقابلات الصحفية التي أجراها طيلة اشتغاله بقناة الجزيرة من خلال سلسلة من البرامج التلفزيونية التي أدارها ومنها “لقاء اليوم” و”ما وراء الخبر” و”سيناريوهات” إلى جانب لقاءات خاصة، مسجلا أن قناة الجزيرة أتاحت له فرصة محاورة شخصيات كبيرة ووزانة من رؤساء وزعماء عدد من الدول العربية والأجنبية، وضمنهم معمر القذافي وبشار الأسد ورجب طيب أردوغان.
وقال كريشان ضمن مقابلة خاصة مع جريدة “العمق المغربي”، بثت مساء أمس السبت على قناة الجريدة، “الحقيقة أن تتاح لك فرصة أن تجلس مع رؤساء دول وأن تتحدث إليهم بصراحة هذا فيه تحدي، وأكد أن مقابلة بشار الأسد لم تكن بسيطة وأيضا الرئيس الليبي الأسبق معمر القذافي ولا عمر البشير والرئيس التركي رجب طيب أردوغان ولا الرئيس السينغالي عبدو ضيوف.
وأضاف كريشان، أن تعمل في قناة مثل الجزيرة يجعلك أكثر فخرا وأكثر قدرة على التحدي، وقال: ” نحن تعودنا على مقابلات فيها كثير من الحيطة والحذر والتحفظ.. السيد الرئيس هل تتوقعون كذا ..السيد الرئيس هل سمحتم بكذا.. قبل أن يستدرك ” لكن في الجزيرة الأمر صار مختلفا حيث تدخل في مواجهة مع الضيوف حتى لو تعلق الأمر بزعماء دول (..) صحيح المواجهة يجب أن تحترم الأصول والمقامات لكن لا يعني ذلك ألا تتحدى”.
وحول ما إذا كان ينتابه شعور بالخوف من الهلع من محاورة شخصيات وازنة وكبيرة، من مثل الراحل معمر القذافي المعروف بحدة مواقفه قال المذيع التلفزيوني بقناة الجزيرة، لجريدة العمق المغربي، إنه “كان محظوظا لأنه لم يحاوره (القذافي) مباشرة وإنما تمت المقابلة عبر الأقمار الصناعية، وربما لو كنت مباشرة معه قد أشعر بالخوف بشار الأسد حاورته في باريس وليس في دمشق”.
وكشف كريشان عن كواليس إلغاء مقابلة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أريل شارون، والتي قال إنها “خلقت ضجة كبيرة ورهيبة”، وأكد أنه قبل هذه المقابلة التي لم تجر حاور ايهود بارك عندما كان رئيسا للوزراء وبعدها شمعون بريز، وأورد: “أريل شارون في سنة 2002 وفي عز اجتياح الضفة الغربية وقصف مقر رئاسة ياسر عرفات ومحاصرته، كان التحدي كيف تحاور رئيس وزراء إسرائيلي وتكون لديك القدرة على ضبط أعصابك وانفعالك، وهذه المسألة لم تكن بسيطة”.
وذكر كريشان، أن وزير الإعلام الفلسطيني ياسر عبد ربه، بعث ساعتها رسالة إلى رئيس مجلس إدارة الجزيرة الشيخ حمد بن ثامر يطلب منه “رجاء ألا تحاور القناة شارون. وكشف كريشان أن المقابلة التي لم يكتب لها النجاح، لم تكن رغبته ولا من اقتراح قناة الجزيرة وإنما جاءت بناء على رغبة شارون في الحديث إلى الجمهور العربي واختار الجزيرة منصة لذلك، مشيرا إلى أنه “آنذاك كانت قمة عربية في بيروت تجمع الصحافيون أمام فريق الجزيرة للإعراب عن احتجاجهم على استضافة أريل شارون”.
وأكد الإعلامي التونسي بقناة الجزيرة، أن المقابلة ألغيت في آخر المطاف بسبب شروط أراد إريل شارون أن يفرضها على قناة الجزيرة، منها بينها طلبه أن تكون المقابلة مباشرة وأنه غير مستعد لوضع سماعة في أذنه لسماع أسئلة المذيع عبر الأقمار الصناعية وقال بأنه يقبل بمراسل الجزيرة في القدس وليد العماري ليجلس أمامه ويحاوره.
وأوضح كريشان أن القناة رفضت شروط شارون وأكدت أن هذه ترتيبات خاصة بها ولا دخل للضيف فيها، لكن شارون أصر على عدد من الشروط، ولفت إلى أن اللقاء كان يفترض أن يمر في ساعة معينة وتأجل 10 دقائق قبل أن يخرج هو (كريشان ) على الهواء مباشرة ليقدم اعتذاره للمشاهدين عن عدم إجراء المقابلة لأن شارون طرح شروطا لم نقبلها
وكشف المذيع التلفزيوني بقناة الجزيرة، أنه شعر بالارتياح لعدم إجراء المقابلة مع اريل شارون، وأكد أنه زوجته التونسية كانت قلقلة من هذه المقابلة، وكانت تقول “بأنهم سيعيرون أبناءنا في المدرسة بأن هؤلاء أبوهم حاور رئيس وزراء اسرائيل اريل شارون، قبل أن يستدرك، أنه “قبل فكرة محاورة شارون من الناحية المهنية لأنه فيها تحدي لأنه رأيي كان ولايزال أن القضية ليس من تحاور ولكن كيف تحاور”.
اترك تعليقاً