رسالة ماستر للزميل محسن رزاق تناقش “المنصات الرقمية بالمغرب وتواري النخب”

احتضنت رحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة محمد الأول بوجدة ، الجمعة، أطوار مناقشة رسالة ماستر حول موضوع “ المنصات الرقمية بالمغرب وتواري النخب- محاولة للفهم والرصد ”، للطالب الباحث في ماستر الصحافة والإعلام الرقمي محسن رزاق.
وأشار الزميل رزاق في معرض مناقشته إلى أن منصات التواصل الاجتماعي المنبثقة عن التحولات العالمية الكبرى في وسائل الإعلام والاتصال في إطار ما يسمى بالعصر الرقمي، فرضت نفسها كبيئة وفضاء للتواصل والتفاعل بين مستخدميها. وضيفا أن هذه التحولات ساهمت في بروز مؤثرين أضعفوا حضور النخب المغربية في مجالات عدة نظير الإتاحة للتدوين والتفاعل وإبداء الرأي أمام الجميع دونما الحاجة لتحقق شرطي الكفاءة أو الصفة.
ولفت إلى إن استخدام النخب المغربية لوسائل التواصل الاجتماعي ما يزال ضعيفا بشكل ملحوظ في المغرب، بل حتى الوصول إليهم من أجل إنزالهم من البرج العاجي ليس أمرا سهلا. وأضاف أن العلاقة التي تربطهم مع الصحافيين والصحافيات، تتسم بالتوجس والارتياب وعدم الثقة أو علاقة بيروقراطية إدارية في الحديث عن النخب المهنية الوظيفية، مما يصعب مهمّة البناء والوعي الثقافي والسياسي.
وقال رزق إن هناك تخوفات من تسيد المؤثرين المشهد من خلال قدرتهم على إنتاج محتويات رقمية تفاعلية مع القضايا الرائجة، على اعتبار معطى البساطة في المعرفة التي يملكونها وعدم دقتها علميا ومنهجيا، ومنه يصبح تأطير وتوجيه الرأي العام ليصبح نوعيا ونخبويا أمرا صعبا أو مستحيلا. وأوضح أن المؤثرين يسعون للتفاعل مع القضايا التي تمنحهم انتشارا واسعا ويخوضون في المواضيع السهلة والبسيطة وغير الحساسة، ولا يهمم بالضرورة المساهمة في بناء مجتمع نخبوي بقدر ما يهمهم الربح والانتشار لجلب مزيد من المتابعين، لتحقيق أهداف تجارية محضة.
وأشارت رسالة رزاق إلى اعتماد رجال ونساء الصحافة والإعلام على منصات التواصل الاجتماعي في عملية استيقاء الأفكار وجمع الأخبار وتتبعها والوصول إلى المصادر، ونشرها للتداول والتفاعل كعملية أخيرة، وهذا يحيل إلى صعوبة تحديد حدود عملية التأثير والتأثر بين الجمهور والوسائل الإعلامية، ومن أين تبدأ وكيف تنتهي.
وخلص الصحافي في جريدة “العمق” إلى أن هناك شبه إجماع على أن للمنصات الاجتماعية الرقمية إيجابيات وسلبيات، وأن من يمتلك القوة الاقتصادية والسياسية سيبقى يسعى للسيطرة على الوضع الذي يخدم مصالحه. أما النخب الحاضرة على هذه المنصات ووسائل الإعلام الجديد، فهي إما منحازة للرواية الرسمية أو متخوفة من الجمهور، أو مهادنة في أحسن الحالات.
وقال إن وجود مستخدمين كثر لوسائل التواصل الاجتماعي وتمكنهم تقنيا وأداتيا من هذه التطبيقات، لا يعبر بالضرورة عن الوعي والثقافة والمعرفة اللازمين لتحقيق مجتمع نخبوي، نظرا لنوعية المحتويات المتداولة ومنتجيها، والاهتمامات المختلفة والبحث عن التفاعل السريع عوض التعلم العميق والبناء الرصين للمعرفة.
اترك تعليقاً