مجتمع

قطط وخيمة انتظار ومتلاشيات وأعطاب.. صورة قاتمة لمستشفى الحسن الثاني بخريبكة (صور وفيديو)

يشهد المستشفى الإقليمي الحسن الثاني بخريبكة وضعا “مترديا”، وسط خصاص حاد في الأطر الطبية والشبه الطبية وقلة في التجهيزات الضرورية، حيث يضطر المرضى للتنقل خارج الإقليم قصد العلاج، فيما تعكس الروائح الكريهة داخل الأروقة، وتهالك الأسرة والمعدات، ووجود القطط في المرافق الطبية صورة صادمة عن واقع مؤسسة من المفترض أن تحمي كرامة المواطن وصحته.

وحسب معطيات حصلت عليها جريدة “العمق”، فقد ازداد هذا الواقع قتامة مع مشاهد رصدتها لجنة تفتيش وزارية، ضمّت كمال الينصلي المدير الجهوي للصحة، وعادل باش زنيبر مدير الموارد البشرية بالوزارة، زارت المستشفى للوقوف على الاختلالات، حيث اصطدم أعضاء اللجنة بأكداس المتلاشيات والأجهزة المتهالكة الملقاة في فضاءات مفتوحة، وبخيمة انتظار نصبت منذ أكثر من سنة أمام المستشفى النهاري، حيث يقضي المواطنون ساعات طويلة في ظروف مناخية قاسية.

اللجنة عبّرت عن امتعاضها من مشهد القطط التي تتجول بحرية داخل الممرات، في غياب شروط النظافة والوقاية، قبل أن تكتشف أن مكتب اللجنة الطبية نفسه لا يليق بفضاء يُفترض أن يحتضن أطباءً مسؤولين عن حياة الناس؛ كراسي قديمة وطاولة يتيمة وغياب أي تجهيزات أو وسائل عمل أساسية.

من أبرز الاختلالات التي يعرفها المستشفى الإقليمي الحسن الثاني بخريبكة، حسب المصادر ذاتها، “أكداس من المتلاشيات والأسرة المعدنية الصدئة، وأجهزة مهترئة ملقاة في فضاء مفتوح بلا أي حماية أو تنظيم”، حيث وجهت اللجنة انتقادات لاذعة حول تدبير النفايات الطبية والمعدات القديمة داخل مؤسسة يُفترض أن تكون نموذجاً للنظافة والتخطيط الصحي الحديث.

كما عاينت اللجنة أقساماً حيوية تعيش على وقع أعطاب متكررة ونقص حاد في الموارد البشرية، من قسم الولادة الذي يعاني خصاصاً في القابلات وتأجيل العمليات، إلى قسم الأشعة الغارق في الأعطاب، وقسم الأمراض النفسية الذي يشتغل دون أطباء مختصين.

كما يعاني المستشفى من غياب مدير رسمي منذ تلاث سنوات، حيث كرس التسيير بالنيابة الفوضى وقيّد آليات المراقبة، ما عمق من أزمة نقص الأدوية والأطر الطبية وتدني الشروط المهنية والأعطاب بالأجهزة الطبية، حيث تشكو ساكنة خريبكة من انحدار غير مسبوق في خدمات المستشفى وتأزم الوضع الصحي بالإقليم بشكل عام.

وأمام هذه الصورة القاتمة، رفعت اللجنة تقريراً مفصلاً إلى وزارة الصحة، رصدت فيه الخصاص في الأدوية والأطر، وتدني الشروط المهنية، وأوصت بإجراءات تأديبية وإعفاءات، محمّلة المسؤولية للمدير الجهوي ومسؤولي التدبير المحلي.

في موازاة ذلك، وجه النائب البرلماني عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، محمد حوجر، سؤالاً كتابياً إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية، بخصوص الأوضاع التي يعيشها المستشفى الإقليمي الحسن الثاني بخريبكة، والتي وصفها بـ”الكارثية” وغير اللائقة بكرامة المواطن المغربي.

حوجر سجل في سؤاله أن المستشفى يعاني خصاصاً حاداً في الأطر الطبية والشبه الطبية، إلى جانب قلة التجهيزات الضرورية، مما يدفع العديد من المواطنين إلى التنقل خارج الإقليم صوب مدن أخرى قصد العلاج، رغم معاناتهم الاجتماعية والمالية.

وأضاف أن الأوضاع داخل المؤسسة الصحية المذكورة تزداد سوءاً بسبب انتشار روائح كريهة داخل الأروقة، وتواجد القطط في المرافق الطبية، إلى جانب تهالك الأسرة الطبية وضعف التجهيزات بالمصالح الحيوية، وهو ما يفاقم معاناة المرضى وأسرهم.

وأشار النائب الاتحادي إلى أن مصلحة الطب النفسي تعاني بدورها من جملة من الاختلالات منذ افتتاحها، في وقت تشهد فيه الوجبات المقدمة للمرضى والموظفين تدهوراً ملحوظاً في الجودة، بما لا يرقى إلى الحد الأدنى من المعايير الصحية والإنسانية.

وطالب حوجر وزير الصحة والحماية الاجتماعية بالكشف عن الإجراءات العاجلة التي تعتزم وزارته اتخاذها من أجل تجويد الخدمات الصحية بالمستشفى الإقليمي بخريبكة، مع العمل على تعزيزه بالأطر الطبية والشبه الطبية اللازمة والتجهيزات الضرورية بما يضمن كرامة المواطنين وحقهم الدستوري في العلاج.