نغمات أنثوية تتسابق لتخطف القدر الذكوري … هنا القدر يلعب … و القلب يلعب … و الجسد يلعب … و العقل مغيب … لا جدوى اذن من سرد القصة … فالقصة معروفة … كعب عالي يطقطق الطرقات البالية … أحمر شفاه يلوح ( أراك من بعيد ) أجساد عارية … و كل ذلك و عشاق الويسكي مفعمون بدندنات ألف ليلة و ليلة …
العذراء توقف الطاكسي الليلي لتقصد الملهى المعلوم .. حيث ستفقد ما تعتز به بنات جيلها … و أخرى شاحبة تتزين بمساحيق البؤس و الهلاك …هنالك الضوء الباهر يخطف الأبصار و ينعكس على صفحة الحياة … كي يذكر أولي الألباب بطريق النور …
الرجل ذو البذلة السوداء لم يعد لديه درهم واحد ليصرفه على البيت … أولاده مبهمون و الزوجة راقدة على سرير من الصبار … و الجوع يلوي البطون و العصا قدر الأم و الصبيان و لكن الاف الدراهم حاضرة في حانة المجهول … فالرجل الكريم يغدق الآلاف من أجل نشوة ويسكي تنسيه الهموم كما يدعي …
وحدنا في الليل نكابد العتمة بالنور …
قساة حين يتجرعون كأسا يفقدهم الصواب … لكنهم جاهلون
القهر يخالط دمي … يبدد آفاقي … و داء القلق ينخر الفكر … فتتماوج الأهازيج المخدرة لتعكر صفائي … تتكدس بسحبها القاتمة على صحوة أشواقي … و تنفث بأمواجها المتلاطمة على دقات أنفاسي … لأني لا أستحمل أن أرى جزءا من مجتمعي يموتون الموت البطيء …
يعيثون في الشوارع سبا … و في الأزقة صراخا و قذفا منحطا لا أخلاقي …
يتبادلون النظرات و الهمسات و الكؤوس الملغومة … فلا هم يشغلهم …. و لا عمل يلهيهم … و هكذا بتنا نعرف سبب تراجع المجتمع و تدهور اقتصاده … فصاحب الكأس ملهي بالكأس عن شركته … و قرينه منشغل حد الثمالة بأفيونه …. عن متجره …. و الأخرى حبلى … و قد أجهضت وليدها ….و هدمت اسرة بكاملها … و الكثيرون مترفعون عن الرقي و غارقون في مستنقعات الوحل …
ما أروع أن يكون الانسان مترفعا عن القاع السحيق … فلا تغويه الأراذل ….
قصصت عليكم مأساة … يتخبط فيها جزء كبير من المجتمع … كي نستأصل الداء … و نجد الدواء … الذي يحرر النفوس البشرية من نزواتها …
لكن في النهاية سأعود الى عالمي … و أشيائي و أفكاري التي يظنونها ملائكية و ليست بصيغة بشر و لا يمكنها أن تتجسد على أرض الواقع …
سأحمل عنواني و أجر أذيال الخيبة عن فئة أضحى فيها المحرم مباحا … حتى لو افترس الوثنية …
عشاق الويسكي هائمون في حروبهم … في نزواتهم … و معشوقهم واحد … كأس يظنون به خيرا … بيد أنه سم يهوي بهم الى الحضيض … فحين يغيب العقل فانتظر كلما يخطر على بالك و ما لا يخطر …