منتدى العمق

في ضيافة شيخ جبالة

كانت الساعة تشير إلى حوالي التاسعة صباحا ، أكملت الحافلة عدد ركابها معلنة الانطلاقة من مدينة تطوان نحو جبل العلم مرورا بقبيلة بني عروس ، أغلبية الركاب جاؤوا خصيصا لموسم مولاي عبد السلام بن مشيش أو كما يلقب بشيخ جبالة ، لكل واحد هدف معين من الزيارة بما فيهم أنا ، كانت رحلة طويلة و متعبة نظرا لصعوبة الطريق و كثرة المنعرجات.

كنت أدون كل ما ألاحظه من كلمات و حركات و تعابير ، بعد ساعات وصلنا إلى جبل العلم حيث عاش و مات و دفن شيخ جبالة ، عدد لا يعد و لا يحصى من السيارات و الحافلات ، حركة بشرية لم أشاهد لها مثيل.

زوار من جميع مناطق المغرب و بكل الانتماءات الإجتماعية و الثقافية ، و كان لمغاربة الخارج أيضا نصيب من هاته الزيارة ، كنت أحاول جمع أكبر عدد من المعلومات و فهم و تحليل كل ما أشاهده و أراه من أشكال و حركات و أصوات لأني قد لا أستطيع العودة مرة أخرى و إن عدت لن أصادف الموسم السنوي أو كما يعرف بيوم النسخة.

صعدت نحو الضريح و أنا مندهشة من هذا الكم الهائل من الزوار لأني و لأول مرة في حياتي أزور أحد المواسم، بعد التدافع وصلت أخيرا الى الضريح و بشكله البسيط و الشجرة المباركة كما تسمى ، حيث الأمداح و الطقوس الخاصة بالمتصوفة و بالمريدين ، هممت بالتقاط بعض الصور ليفاجئني أحدهم بلهجة جبلية غاضبة التصوير غير مسموح هنا ألم تشاهدي اللافتة هناك ؟

أخبرته أني طالبة بشعبة علم الاجتماع و أقوم ببحث حول سوسيولوجية الأضرحة و أحتاج إلى الصور في مشروع تخرجي ، ليشير بعدها إلى أحد الشيوخ الجالسين قرب الضريح ، اطلبي الإذن من حفيد شيخ جبالة إن أردت القيام بأي شيء فهاته بقعة مباركة لا يجوز فيها
العبث كي لا تصيبك لعنة ما ….
يتبع…..