في عام 1902 م كان “لويس أغسطس Louis-Auguste Cyparis” وقتها يعمل حامل للحطب وكان يبلغ من العمر 25 عام. وعرف محليا باسم (شمشون).
فى أوائل أبريل سجن لويس بسبب اعتدائه على أحد الأصدقاء بآلة حادة وتسبب فى جرحه وإصابته، وفى نهاية فترة عقوبته هرب لويس من السجن ورقص طوال الليل وفي الصباح الباكر سلم نفسه للسلطات ولذلك تم حبسه لمدة أسبوع في حبس انفرادي.
كان الثامن من ماي يوم عادي يمر على لويس فى حبسه الانفرادي ذو الفتحة الصغيرة في جداره لقد كان لويس في الصباح الباكر فى انتظار إفطاره حين تغلف حبسه بالسواد وساد ظلام وهبت رياح شديدة مختلطة برماد دخلوا خلال الفتحة الصغيرة فوق باب السجن وارتفعت درجة الحرارة. وسمع لويس صرخات من الخارج لأشخاص يحترقون.
حبس لويس أنفاسه وشعر بألم شديد وبعد عدة لحظات بدأت درجات الحرارة في الانخفاض لكن جسم لويس كان قد تغطى بالحروق وبالرغم من ذلك استطاع البقاء حياً لمدة أربعة أيام بدون وجود أي من في الخارج حتى أتى بعض الأشخاص وفتحوا له زنزانته.
ولكن ما سر كل ما مَر به لويس ولماذا هو محظوظ؟!
لقد كانت بلدة سانت بيير St. Pierre تقع بالقرب من بركان جبل بيليه الذي يبلغ ارتفاعه 1200 متر اعتقد الجميع أن البركان خامد وفي إبريل من عام 1902 اندفعت منه الأدخنة والغبار والأبخرة ودمرت مصنعاً للسكر، ثم أخذت حوادث البركان في التوالي فيما بعد واندفعت منه سحب من الرماد تلاها شق عميق في جانب الجبل تبعه أصوات مدوية وسحب من الدخان والغبار وانحدرت الصخور والأتربة نحو مدينة سانت بيير، واكتسحت كل ما قابلها، ونتيجة لهذا البركان لقي 30 ألف مواطن حتفهم.
مات جميع من في المدينة لكن لويس كان أكثر من في تلك المدينة حظاً لقد حماه سجنه من الرماد البركاني!!
فقد كان السجن مصمم بطريقة قوية وصلبة لكي لا يهرب منه سجين واستطاع حماية لويس.
بعد الحادث وبعد أن تم علاج لويس انضم إلى سيرك بارنوم وبيلى Barnum & Bailey Circus وجال العالم كله باعتباره الناجي الوحيد من كارثة سانت بيير.
