دعا رئيس مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام، مولاي اسماعيل بصير، السلطات الإسبانية إلى الكشف عن مصير المجاهد المغربيِّ سيدي محمد بصير، زعيمِ انتفاضة العيون يومَ 17 يونيو 1970م ضد الاستعمار الإسباني.
وقال مولاي اسماعيل بصير في كلمة له في الندوة العلمية الدولية التي انطلقت أشغالها أمس الثلاثاء وتستمر إلى يوم الخميس 4 يوليوز الجاري بقاعة مقر الزاوية البصيرية ببني اعياط، وبقاعتي الاجتماعات لعمالة إقليم أزيلال وولاية بني ملال، (قال) إن الدولة الإسبانية هي المسؤولة عن الاختفاء القسري للزعيم المغربي لأنها كانت المستعمرة للصحراء المغربية في ذلك الوقت، معبرا عن أسفه من كونها ولحد الساعة لم تعترفْ بمسؤوليتها عن هذا الاختفاء، رغمَ أننا نطالبها بالحلِّ الوديِّ دون تبعات أخرى، وفق تعبيره.
وجدد المتحدث مطالباتِه الحبيةَ للسلطات الإسبانية، خاصة أنها اعترفت بالحكم الذاتيِّ باعتباره حلا ناجعا للنزاع المفتعل حولَ مغربية الصحراء، وأنها أصبحت تنهَج سياسةَ التسامح والمصالحة في التعامل مع الكتلانيين، ومع ذاكرتها بصفة عامة، وكل ما نطالبها به اليومَ وهو الكشفُ فقط عن مصير المجاهد محمد بصير، ليُكَرَّمَ تكريمَ المقاوِمين المغاربة، ويدفَنَ جوارَ والدِه ووالدته وإخوانه وأخواته في مقبرة الزاوية البصيرية ببني اعياط بإقليم أزيلال، يضيف مولاي اسماعيل بصير.
وأضاف في كلمته التي ألقاها بمناسبة الذكرى الرابعة والخمسين لانتفاضة المناضل سيدي محمد بصير التاريخية بالعيون: “نقول للدولة الإسبانية بهذا الخصوص: ها نحن نمُدُّ إليك أيديَنا وديا وحبيا ودون متابعات أخرى لمساعدتك على استعادة الذاكرة وترميمِها دَرءا لأعطاب الماضي”، معبرا في الوقت ذاته عن أسفه من كون قيادات الدُّوَيلة المزعومة ما زالت تستغلُّ اسمَ المناضل محمد بصير أبشعَ استغلال دون وجه حق.
وأشار إلى انقسام قيادات البوليساريو واختلافَهم وهم يمثلون على العالم حين الاحتفال بذكراه، بين من يُصرّ على نسبته إليهم زورا وبهتانا، وبين من أنكره جملة وتفصيلا، وهذا الاختلافُ الحادُّ حوله بينهم، كافٍ في الدَّلالة على أن المناضلَ سيدي محمد بصير بريء منهم إلى قيام الساعة، وبريء من أفكارهم الشيطانيةِ الداعية إلى الانفصال والانقسام بين أهل الوطن الواحد، ولْنُدققْ، ففي هذا الاختلافِ حولَه أعظمُ الرسائل لإخواننا وأبناء عمومتنا الصحراويين، على حد قول خادم الطريقة البصيرية.
وخلص خلال الجلسة الافتتاحية التي حضرها والي جهة بني ملال خنيفرة وعامل إقليم أزيلال، بالإضافة إلى وفود الأقاليم الجنوبية الصحراوية ومشاركين من أزيد من 30 دولة، إلى أن حقيقة محمد بصير هي ما يتحدث به أفراد عائلته، وزاد: “ويكفي الزاويةَ البصيريةَ ومؤسساتِها هذه الرعايةُ الساميةُ المتواصلةُ لمولانا أمير المؤمنين جلالةِ الملك محمدٍ السادسِ حفظه الله ونصره لذكرى المجاهد سيدي محمد بصير، فهي كافيةٌ في الدَّلالة على وطنيته الحقةِ أحبَّ من أحب وكره من كره”.