أشاد شيوخ وأعيان عدد من القبائل الصحراوية باعتراف الجمهورية الفرنسية بسيادة المغرب على صحرائه، مؤكدين على أن هذا قرار، من شأنه أن يحدث تحولا تاريخيا في هذا النزاع الإقليمي المفتعل.
واعتبر أعيان الصحراء، خلال اللقاء الذي نظمه المنتدى الوطني لشباب الصحراء يوم الجمعة بمدينة أكادير، الاعتراف الفرنسي الصريح بمغربية الصحراء، انتصارا للدبلوماسية والشرعية المغربية التي يديرها بحنكة وتبصر عاهل البلاد الملك محمد السادس، مشيرين إلى أن هذه الخطوة التاريخية ستساهم لامحال في ترسيخ مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة الكاملة للمملكة المغربية.
وفي تصريح لجريدة “العمق المغربي” أوضح الباحث في شؤون الصحراء، سيدي علي ماء العينين، “أن موقف باريس، تتجلى أهميته في عدة أبعاد، خاصة وأن فرنسا من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن و تتمتع بحق “الفيتو”، وبالتالي فإن اعترافها بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، سيكون له ما بعده في إطار الأمم المتحدة”.
وأضاف ماء العينين قائلا: “هذا القرار، له بعد آخر يتجلى في كون فرنسا مستعمرة سابقة للمغرب، وبالتالي نتحدث عن مسؤولية ثابتة لكل ما أحدثته في علاقتنا مع الجزائر من خلخلة للحدود القديمة وإحداث دولة موريتانيا، ومن بعده كل المناورات تحت ذريعة الحياد السلبي لتترك الصراع يطول”.
واسترسل ذات الباحث فقال: “الموقف الفرنسي، له أهمية بالغة، لأنه التحق بالتراكم الذي حققته الدبلوماسية المغربية، حيث أصبح المغرب قبلة للمناورات العسكرية المشتركة بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، الأمر الذي أزعج فرنسا التي تعتبر منطقة شمال إفريقيا منطقة نفوذها الخاص، إضافة إلى الموقف الإسباني جعل باريس، تحس بأنها معزولة عن الدينامية التي تعرفها عدد من الدول مثل ألمانيا والمملكة المتحدة تجاه ملف الصحراء”.
وشدد سيدي علي ماء العينين على أن “الموقف الفرنسي الجديد تجاه الصحراء المغربية، قيمة مضافة، و من شأنه أن يرفع اللبس عن الملف بشكل كبير، في انتظار أن أن تستغل الدولة الفرنسية مواقعها الدولية للدفاع عن مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية”.
وكان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون قد أعلن رسميا في رسالة وجهها إلى الملك محمد السادس أنه “يعتبر أن حاضر ومستقبل الصحراء الغربية يندرجان في إطار السيادة المغربية”.
وفي الرسالة ذاتها، والتي تزامنت مع تخليد الذكرى ال 25 لعيد العرش، أكد رئيس الجمهورية الفرنسية للملك “ثبات الموقف الفرنسي حول هذه القضية المرتبطة بالأمن القومي للمملكة” وأن بلاده “تعتزم التحرك في انسجام مع هذا الموقف على المستويين الوطني والدولي”.
ويأتي القرار الفرنسي كتطور نوعي يزكي الطابع الاستثنائي للعلاقات المغربية – الفرنسية، حيث أورد الملك محمد السادس أن “الشعب المغربي وقواه الحية يدرك أهمية هذا القرار، الذي صدر عن عضو دائم بمجلس الأمن، ومُطلع وثيق على ماضي شمال أفريقيا وحاضرها، وشاهد عن كثب على تطور هذا النزاع الإقليمي”.
وأكد الملك محمد السادس أنه “من خلال الاعتراف للمغرب بأسانيده القانونية وحقوقه التاريخية، تساهم فرنسا في تعزيز الدينامكية الدولية التي تدعمها، بالفعل، العديد من البلدان، من أجل وضع حد لنزاع موروث من حقبة أخرى، وبفضل التطور بالغ الدلالة الذي شهده الموقف الفرنسي، وعزمكم القوي على العمل، وفقا لذلك، على المستويين الداخلي والدولي، سيتمكن بلدانا من العمل معا من أجل التوصل إلى حل يحترم بالكامل، في إطار قرارات الأمم المتحدة، سيادة المغرب على صحرائه