لماذا لا يبرمج كل الفنانين؟ .. معايير دقيقة وراء اختيارات “مهرجان الشواطئ”

في ظل التساؤلات المثارة حول عدم مشاركة بعض الفنانين في “مهرجان الشواطئ” هذا العام، كشفت مصادر مطلعة لجريدة “العمق” أن برمجة المهرجان، الذي تنظمه اتصالات المغرب، تتم وفق معايير فنية صارمة تضع الجودة والالتزام في المقام الأول، مؤكدة أن المهرجان، رغم طابعه المواطني، لا يمكنه استيعاب جميع الفنانين المغاربة نظرا للإكراهات المالية المرتبطة بالميزانية المتاحة.
وأوضحت المصادر أن عملية اختيار الفنانين ليست عشوائية، بل هي “ثمرة عملية متابعة دقيقة، وتنسيق وتشاور مستمر مع المهنيين في القطاع، من منتجين ومبرمجين إقليميين، لضمان تمثيلية فنية متوازنة وذات جودة عالية”، مضيفة أن هذه المقاربة تهدف الى تحقيق “التوازن والتميز”، مع الانفتاح على تنوع الأنماط الموسيقية، من الشعبي والغناوي الى الفيوجن والراب. كما يسعى المهرجان الى تمثيل فنانين من مختلف أقاليم المملكة، ما يعكس رغبته في أن يظل منصة شاملة وموحدة تخاطب جمهورا واسعا من مختلف الفئات.
وأبرزت أن المهرجان أتاح، منذ انطلاقه، الفرصة سنويا لما يقارب 200 فنان، من المغرب والعالم العربي، الى جانب فرق وفنانين محليين، للظهور في أجواء احترافية تكرس الاعتراف بقدراتهم الفنية. كما شددت على أن إدارة المهرجان تحرص كل عام على ادماج مواهب وأصوات فنية ناشئة ضمن برمجتها. وفي المقابل، يتم الابقاء على بعض الأسماء التي يسجل لها اقبال جماهيري واسع، نتيجة انسجامها مع خصوصيات المدن المضيفة وتطلعات جمهورها المحلي.
وأكدت المصادر أن “مهرجان الشواطئ” يعد قبل كل شيء مبادرة مواطنة وطوعية من شركة اتصالات المغرب، تروم المساهمة في دعم وتقوية المشهد الفني الوطني. الا أن هذه المبادرة، بالنظر الى كونها صادرة عن فاعل اقتصادي خاص، تخضع بالضرورة لمتطلبات التوازن المالي والموارد المتاحة، مشددة على أن اتصالات المغرب تحرص على تنويع البرمجة الفنية سنويا، من أجل منح الفرصة لأكبر عدد ممكن من الفنانين للتفاعل مع جمهور المهرجان عبر المدن الشاطئية، في اطار رؤية فنية منفتحة ومتجددة.
اترك تعليقاً