مجتمع

أطفال بتطوان يحتجون ضد منعهم من التخييم وأولياؤهم يطالبون الملك بالتدخل

احتج أزيد من 170 طفلا بجمعية “الشهاب الثقافية” بمدينة تطوان، ضد قرار السلطات المحلية بمنع الترخيص لهم بالتخييم في مخيم صيفي بمدينة خنيفرة، رغم موافقة وزارة الشباب والرياضة، بينما طالب أولياؤهم الملك محمد السادس، بالتدخل “لرفع الظلم” عن أبنائهم وفتح تحقيق في سبب المنع.

ومنعت السلطات الأمنية بتطوان، وقفة احتجاجية كان يعتزم آباء الأطفال تنظيمها مساء اليوم الأربعاء، احتجاجا على قرار السلطات بمنع منحهم الترخيص، في حين احتشد الأطفال أمام مقر جميعة “الشهاب”، رافعين لافتات جاء فيها: “لماذا حرمتموني من التخييم”، “لماذا تؤسسون لهذه الكراهية”، “170 طفلا محرومون من حقهم في التخييم”.

دعوة إلى الملك لإنصاف الأطفال

وطالب أولياء الأطفال الملك محمد السادس، بإنصافهم من “الظلم الذي تعرضنا له جراء منع أبنائنا من الاستفادة من برنامج عطلة للجميع بعدم الترخيص لنا بالتوجه إلى مدينة خنيفرة حيث فضاء المخيم، دون أي مبرر قانوني من طرف عمالة إقليم تطوان، الشيء الذي يتنافى مع القوانين الجاري بها للعمل في مجال التخييم”.

وأضاف الآباء في شكايتهم إلى الملك تحت عنوان “شكاية تظلم واستعطاف وإنصاف”، حصلت جريدة “العمق المغربي” على نسخة منها، “لقد طرقنا جميع الأبواب دون جدوى، ولم نجد سوى بابكم الواسع فهو الوحيد الذي سينصفنا من هذه المحنة، وذلك لنعرض على جنابكم ما تعرضنا له من تضييق”، مطالبين بفتح تحقيق في سبب عدم ذهاب أبنائنا إلى المخيم .

الشهاب: المخيم قانوني

جمعية الشهاب الثقافية، أدانت ما وصفته بـ”تهرب السلطات المحلية من مسؤوليتها في تسليم الترخيص لتنقل الأطفال، والاكتفاء بالتسويف والمماطلة”، مستنكرة ما اعتبرته منعا غير قانوني ومتعسف يهدف إلى خنق المجتمع المدني.

وأوضحت أنها استوفت جميع الإجراءات القانونية والإدارية المنظمة للعملية التخييمية، وحصولها على رخصة القبول من وزارة الشباب والرياضة تحت رقم 1227، بتنظيم مخيم صيفي بالمركب التربوي “نور الرسالة” بخنيفرة من فاتح إلى 12 غشت الجاري تحت شعار ”أحبك وطني”.

واعتبرت الجمعية في بيان لها تحت عنوان “إلا الأطفال”، توصلت جريدة “العمق المغربي” بنسخة منه، أن ما حدث يشكل “سابقة خطيرة في التضييق على الأنشطة الجمعوية الهادفة، بشكل يتنافى وقانون الحريات العامة”، مشيرة إلى أنها تعتزم “اتخاذ جميع الأشكال النضالية القانونية لاسترجاع حقوقها المكفولة دستوريا”.

صدمة وغضب

عبد الرحيم العلوي، رئيس جمعية “الشهاب”، قال في تصريح لجريدة “العمق المغربي”، إن ما حدث شكل صدمة لدى الرأي العام في تطوان، خصوصا وأن الجمعية تعتبر من أنشط الجمعيات العاملة في الميدان الطفولي بتطوان، وتنظم مخيمات صيفيات طيلة 14 سنة، ولها سمعة طيبة في المدينة، على حد قوله.

واعتبر العلوي أن هناك علامات استفهام مطروحة بخصوص عدم منح الجمعية الترخيص بالتنقل إلى خنيفرة، رغم استوفائها كل الإجراءات القانونية والإدارية كما جرت العادة كل سنة، مشيرا إلى أن رئيس الشؤون العامة بعمالة تطوان رفض رخصة القبول بالتخييم التي منحتها لهم وزارة الشباب والرياضة بعدم معاينتها صلاحية فضاء التخييم بخنيفرة.

وتابع متسائلا في التصريح ذاته “أين حقوق الطفل في التخييم، أين شعارات عطلة للجميع ؟”، لافتا إلى أن جمعيته راسلت نواب برلمانيين لطرح المشكل أمام الوزارات المعنية.

الباشا يرفض رخصة الوزارة

مصادر “العمق المغربي” أوضحت أن باشا مدينة تطوان، برر رفض الترخيص للجمعية، بكون مقر التخييم “مركز نور الرسالة ” بخنيفرة غير صالح للتخييم، وذلك رغم أن وزارة الشباب والرياضة منحت الجمعية رخصة قبول التخييم بناء على معاينتها للمركز المذكور.

وحصلت “العمق المغربي” على رخصة قبول التخييم في مركز “مركز نور الرسالة ” بخنيفرة، بمشاركة 200 مستفيد بين الأطفال والأطر، حيث تظهر أنها موقعة بتاريخ 27 يونيو 2016، بينما أشار رئيس الجمعية أن السلطات المحلية لتطوان رفضت منح الترخيص يوم فاتح غشت، اليوم الذي كان من المفترض أن تنطلق فيه حافلات الأطفال نحو خنيفرة.

الباشا حضر بنفسه لمقر الجمعية ليقرأ وثيقة تبرر منع الترخيص، كتبها باللغة الفرنسية، في حين كان رد رئيس الجميع بالقول “هذا الخطاب لم يطمئن قلبي ولا قلب الأولياء والأطفال، هذا ظلم”، وفق المصادر ذاتها.

دموع الأطفال

“العمق المغربي” عاينت حالة حزن وسط الأطفال المشاركين في المخيم، بالموازاة مع حالة سخط وغضب لدى أوليائهم، حيث ظل الأطفال معتصمين أمام مقر جمعية “الشهاب” وداخلها، مع مشاهد الدموع المتكررة طيلة الأيام الثلاثة.

وصرح والد أحد الأطفال لجريدة “العمق المغربي” بالقول :”ابني كان سعيدا ويستعد للذهاب إلى المخيم لأول مرة في حياته، لكن فوجئنا برفض الترخيص، ويجب أن نعرف السبب وراء ذلك لأن الأطفال الصغار هنا مظلومين”.

رئيس الجمعية قال في تصريحه لـ”العمق المغربي”، إن دموع الأطفال لم تتوقف منذ يوم الإثنين فاتح غشت، حين ظل الأطفال في الحافلات من السابعة صباحا إلى 13 زوال في انتظار الحصول على ترخيص السلطات المحلية، مشيرا إلى أن حالة سخط وغضب يعيشها آباء وأمهات الأطفال المشاركين.

حملة المنع تطال آخرين

منع جمعية الشهاب من التخييم، لم يكن حالة معزولة في المنطقة، فقد سبق للسلطات المحلية أن منعت قبل نحو شهر، إقامة مخيم لمؤسسة الأعمال الاجتماعية لوزارة السكنى وسياسة المدينة، بمؤسسة الأبرار للتعليم الخاص بتطوان، حيث تدخل أزيد من 60 رجل أمن من القوات المساعدة، لمنع أزيد من 100 طفل قادمين من مختلف مدن المغرب، من دخول المؤسسة، رغم حصول المخيم على الترخيص واستوفائه لجميع الإجراءات القانونية والإدارية، حسب تصريح لمسؤول المؤسسة.

كما رفضت السلطات المحلية بجماعة تارغة بإقليم شفشاون، المعروفة بتخييم عشرات الجمعيات فيها كل سنة، منح الترخيص بتنظيم مخيمات صيفية لفرع منظمة التجديد الطلابي بتطوان، وفروع حركة التوحيد والإصلاح بتطوان ووزان.

مسؤول مخيم “التجديد الطلابي” بتطوان، أنس الخروبي، قال في تصريح لجريدة “العمق المغربي”، إن قايد منطقة تارغة، برر رفضه منح الترخيص لهم بالتخييم، بوجود مذكرة سرية من وزارة الداخلية تمنع التخييم في المنطقة هذا الصيف، مضيفا أن “القايد رفض منحي المذكرة المزعومة” حسب قوله.

وأضاف أن “المنع لم يكن بطريقة قانونية، حيث أن الإدارة الترابية من خلال قيادها لا تريد أن تستلم حتى طلب التخييم والتأشيرعليه سواء بالرفض أو بالقبول، كما هو مقرر في المساطر والإجراءات الإدارية المقررة، وذلك حتى لا تثبت أي محاولة للمنع، حسب قوله.