مستشار ابن كيران يناقش قواعد تدبير الاختلاف في الهويات
سطر خالد الصمدي، مستشار رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران، القواعد التي ينبغي اتباعها لتدبير الاختلاف في الهويات حسب وجهة نظره، مشيرا إلى أن الحق في الاختلاف من حقوق الانسان المتعارف عليها، “ولا وجود للتنميط، فلا بد أن تحتفظ كل ثقافة وكل دين بخصوصياته في إطار هذه الحضارة المشتركة، ولكي يكون هناك تنوع لابد من قواعد لتديير الخلاف” على حد تعبيره.
وأضاف الصمدي، الذي ألقى مداخلة حول “الهويات وتدبير الاختلاف من التأصيل إلى التنزيل”، خلال ندوة حول “الهوية والانتماء المزدوج” نظمها حزب العدالة والتنمية صباح اليوم الاثنين بالرباط، أن من قواعد تدبير الخلاف، العيش المشترك، عبر الاعتراف بالآخر، “فالمدخل لمحاربة العنف هو العقل والمنطق والحجة والبرهان التي ينبغي ان يمتلكها ابناؤنا” حسب قوله.
وأردف أن من بين القواعد أيضا، الإقرار بقيمة الحرية، عبر “الحرية في ممارسة العقيدة والدين واحترام الاخرين في عقيدتهم”، ثم التعارف والتعايش في بيئة واحدة، والحوار والاحترام والمجادلة بالتي هي أحسن، “فتاريخنا وحضارتنا، كما الغرب، يشتمل على العديد من النقاط المضيئة والعتمات التي ينبغي أن تكون محطة نقد أيضا” حسب تعبيره.
وعلاوة على ذلك، يقول المتحدث ذاته، فإن المجادلة بالتي هي أحسن، تعد قاعدة للتدبير المشترك، “لكن قواعد الجدل تقتضي امتلاك أبنائنا ثقافتهم الاصلية بالحجة والبرهان للمدافعة عنها، ثم النهي عن استفزاز أصحاب المعتقدات الأخرى بالقول بالسوء، فمهما اختلفنا في العقائد لا ينبغي أن تكون محط استهزاء، وأخيرا الدعوة إلى الاحسان للمخالفين ومد جسور التواصل معهم”.
من جهة أخرى، رصد الصمدي، نواقض تدبير الاختلاف، منها “التفرقة بعد معرفة الحق، والظلم والعدوان، والذي هو مرفوض في كل الديانات، ثم العصبية والعرقية، الانغلاق على الذات”.
وأكد أن “سوء تدبير الاختلاف الطبيعي يؤدي لنتائج وخيمة، فيصبح الاختلاف في الخلقة نوع من العنصرية، ويصبح التنوع في الدين نوع من التطرف اذا لم يحسن تدبيره، كما يصبح الاختلاف في اللغة عنصريا بالتقليل من لغة على حساب أخرى”.
وأوضح مستشار رئيس الحكومة، أن صراع الهويات يؤدي لاندحار الحضارة، ومناقذ لقيم العمران، وبالتالي فإذا كان هذا هو الوضع فنحن في حاجة لتديير الاختلاف، مضيفا أن تقاليد الغرب مجسدة في واقعنا ، حيث لم نعد نتحدث عن حضارات مختلفة، فهي تتقاطع في العديد من الأشياء وتختلف في أشياء أخرى، وفق تعبيره.
