اقتصاد

ملياردير مغربي يمنح شيكات باسم شركة عقارية تم حلها قضائيا

كشفت وثائق حصلت عليها جريدة “العمق المغربي” أن مجموعة “أنوار إنفيست” التي تشتغل بمجال الصناعة الغذائية والعقار، قامت خلال نهاية السنة الماضية بحل شركة “ديار المحيط” المتخصصة في أشغال البناء والعقار، غير أنها قامت بعد ذلك بتوزيع شيكات على بعض الزبناء 3 أشهر بعد حل الشركة قضائيا.

وتشير المعلومات التي حصلت عليها الجريدة إلى أن الشركة قررت إنشاء مشروع عقاري بالدار البيضاء، وقامت بالإعلان عن الموضوع حيث قام بعض الزبناء بدفع تسبيقات مالية من أجل الحصول على شقق في المشروع المنتظر، غير أن الشركة ولسبب غير معروف قررت التخلي عن المشروع وحل الشركة بشكل نهائي.

وأورد مصدر مطلع لـ “العمق المغربي” أن الشركة قامت بعد أخذ ورد بإرجاع الأموال إلى الزبناء الذين دفعوا تسبقات فيما قبل، غير أن الشركة التي تم حلها بتاريخ 30 دجنبر 2015، وزعت شيكات استرداد الأموال بتاريخ 28 مارس 2016، رغم أن الشركة في هذا التاريخ لا وجود قانوني لها، وهو ما يبينه محضر الحل المستخرج من المحكمة التجارية، كما يمكن التأكد من ذلك من خلال رقم سجلها التجاري والذي يبين أنه تم حل شركة “ديار المحيط” في التاريخ المذكور.

وتساءل مصدر “العمق المغربي” عن الطريقة التي تمكنت بها الشركة من تسليم شيكات باسمها لبعض زبنائها بالرغم من أنها غير موجودة قانونيا بهدف استرداد أموالهم، وكيف تم صرف الأموال للزبناء من قبل البنوك رغم أن الشيك المسلم يوجد باسم شركة غير موجودة قانونيا على أرض الواقع.

ومن أجل فهم حقيقة الموضوع، راسلت جريدة “العمق المغربي” الشركة المعنية من أجل الحصول على بعض المعلومات الخاصة بهذا القضية، إلا أن الأجوبة التي تلقها الجريدة لا علاقة لها بموضوع الأسئلة التي تم بعثها للشركة، حيث أن الشركة اعتبرت أن الموضوع يهم الشركة ومساهميها وليس له علاقة بالرأي العام، مؤكدة في السياق ذاته أن شركات المجموعة تخضع للمراقبة ومصادقة دورية ومستمرة من خبراء ومدققي الحسابات.

وتجاهلت المجموعة في ردها الإجابة عن الأسئلة التي تم طرحها، وفضلت في مقابل ذلك إثارة التطرق لمواضيع ليس لها علاقة بمضمون الأسئلة، ومن قبيل ذلك تشديدها على أن الشركة لم تتلقى أي شكاية من الزبناء، رغم أن هذا الموضوع ليس موضوع استفسار، في حين فضلت عدم الرد عن سؤال يتعلق بالكيفية التي قامت بها الشركة بتسليم الزبناء شكيات لشركة غير موجودة قانونية.

وفي خطوة غير مفهومة ردت المجموعة على الأسئلة المطروحة بتهديد مبطن يفيد أنها ستلجأ إلى القضاء ضد كل من سولت له نفسه المس بسمعة المجموعة وشركائها، في حين أن المتعارف عليه أن التهديد باللجوء إلى القضاء يكون مرفوقا ببلاغات حق الرد والتصحيح وليس في مراسالات التواصل.

يشار أن الشركة التي تم حلها تابعة لمجموعة Anouar Invest التي يرأسها رجل الأعمال الهاشمي بوتكراي، وتشتغل المجموعة في مجالات الصناعات الغذائية والعقار، ويملك الهولدينغ ماركات تجارية، كعلامة زبدة بدوية وMario وBon Lait وExcelo وFandy، كما قام أيضا بالاستثمار في مجال المطاحن حيث قام خلال 2011 بتدشين أكبر مطحنة بالمغرب بأكادير على وعاء عقاري فاق 17 ألف متر مربع.

ورافق بوتكراي الملك محمد السادس خلال زيارته الأخيرة للصين، وقام بالتوقيع على اتفاقية من أجل بناء مصنع للإسمنت بطاقة استيعابية تقدر بـ 2.2 مليون طن، حيث ينضاف هذا المشروع إلى مشروع سابق حول بناء وحدة إنتاج إسمنت بفم الواد غرب مدينة العيون وذلك من ضمن الإستثمارات المعلن عنها خلال زيارة الملك محمد السادس للمنطقة الأخيرة.