سياسة

“إهانة” ميارة وامتناع برلمانيين صحراويين .. كواليس تصويت المستشارين على ولد الرشيد

لم تخل جلسة التصويت على محمد ولد الرشيد التي ترأسها محمود عرشان عن حزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية من كواليس، لم تلتقطها عدسة الكاميرات، خاصة ما يتعلق بالمستشارين البرلمانيين، الذين اختاروا معاكسة التيار والتصويت بالامتناع وبورقة فارغة، على ولد الرشيد الذي ترشح وحيدا لرئاسة مجلس المستشارين خلفا لزميله وصهره النعم ميارة.

وحسب المعطيات التي حصلت عليها جريدة “العمق” من مصادر برلمانية جيدة الاطلاع، فإن جل الفرق البرلمانية بمجلس المستشارين صوتت لصالح مرشح الأغلبية محمد ولد الرشيد، بما فيها مكونات النقابات داخل المجلس والاتحاد العام لمقاولات المغرب، باستثناء مجموعة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل التي صوتت بالامتناع.

ووفقًا لنفس المصادر، فقد صوتت بالإيجاب لفائدة ولد الرشيد إلى جانب مكونات الأغلبية، كل من فرق الاتحاد الاشتراكي، والاتحاد المغربي للشغل، والاتحاد العام لمقاولات المغرب، والفريق الحركي مع استثناء بعض أعضائه، والمستشاران البرلمانيان عن نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، ومجموعة الحركة الديمقراطية الاجتماعية، ومستشاري الاتحاد الدستوري، إضافة إلى مستشاري العدالة الاجتماعية الذين أعلنوا مؤخرا الاندماج مع فريق التجمع الوطني للأحرار.

وكشفت مصادر الجريدة أن مستشاري نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب لم يحيدوا عن نفس التوجه، حيث اختاروا التصويت لصالح مرشح الأغلبية، مشيرة إلى أن الكاتب العام للنقابة والرئيس المنتهية ولايته بمجلس المستشارين، النعم ميارة، اجتمع بالفريق قبل جلسة الانتخاب، وحث المستشارين على ضرورة التصويت لفائدة محمد ولد الرشيد.

وكان اختيار محمد ولد الرشيد، ميارة مراقبا لصندوق التصويت، من أبرز الوقائع التي شهدت جلسة انتخاب ولد الرشيد، الذي حرص على أن يكون آخر الملتحقين بالجلسة العامة، وعمد إلى مصافحة جل المستشارين الحاضرين واحدا تلو الآخر، وكأنه يشكرهم مسبقا على دعمه قبل عملية التصويت التي أشرف عليها المستشاران البرلمانيان عن الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية محمد حرمة ومحمد أبو العيش باعتبارهما الأصغر سنا ضمن أعضاء مجلس المستشارين.

ورأى مستشارون برلمانيون ومراقبون حضروا جلسة التصويت على الرئيس الجديد لمجلس المستشارين أن اختيار ولد الرشيد ميارة لمراقبة عملية التصويت عليه وفق ما ينص عليه النظام الداخلي للمجلس، وإن كانت تبدو أنها تشريف له ومحاولة إخفاء أي خصام وصراع بين الطرفين، إلا أنها في جوهرها إهانة لميارة الذي كان إلى حدود يوم الجمعة الماضي رئيسا للغرفة الثانية وكان في استقبال الملك محمد السادس قبل افتتاح البرلمان.

واعتبر عدد من المتتبعين خلال جلسة التصويت، التي حضرتها “العمق”، أن خطوة ولد الرشيد كانت مقصودة ومهيأة لها من قبل في محاولة “لإذلال” ميارة، بحيث لم يكتف بالإطاحة به من رئاسة مجلس المستشارين، بل سعى إلى إظهاره أنه مجرد “حارس” لصندوق انتخابي في عملية شكلية تمهد الطريق لوصوله إلى كرسي الرئاسة. وتساءل عدد من الحاضرين عن كيف يقبل ميارة على نفسه أن يشغل مهمة “مراقب” في خدمة ولد الرشيد الذي أبعده عن مواصلة رئاسة الغرفة الثانية خلال الأمتار الأخيرة.

وشهدت جلسة التصويت على ولد الرشيد أيضا امتناع مستشارين برلمانيين، ضمنهم مستشارو الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، إلى جانب عدد من المستشارين المنحدرين من الأقاليم الجنوبية للمملكة الذين قرروا الإدلاء بورقة فارغة. ورجحت مصادر برلمانية تحدثت للجريدة أن يكون هناك مستشارون في صفوف الحركة الشعبية، ويتعلق الأمر بسيدي المختار الجماني، ويحفظه بنمارك وسيدي صلوح الجماني.

وحصل نجل الحاج حمدي ولد الرشيد، الذي ترشح وحيدا لرئاسة الغرفة الثانية للبرلمان، خلال ما تبقى من عمر الولاية التشريعية، على 94 صوتا من أصل 104 أصوات، بينما بلغ عدد الأوراق الملغاة 10. غاب 15 مستشارا برلمانيا عن جلسة انتخاب رئيس مجلس المستشارين، التي انعقدت أمس السبت، فيما غيّب الموت المستشار عن حزب التجمع الوطني للأحرار محمد القندوسي، الذي توفي بداية غشت الماضي، وأعلنت المحكمة الدستورية شغور مقعده.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *