وجهة نظر

ليندحر الانقلابيون في بلادنا ويحيى الوطن

لازلت لم أستطع النوم في هذه الليلة، ليلة الكرامة، تركيا الانقلاب أذهبت النوم من جفوني، وتركيا الشعب الحامي لحمى الوطن والديموقراطية مسح دمعي وأدخل البهجة والسرور في قلبي.

ما أعظمك يا شعب تركيا، وما أعظمك يا أحزاب المعارضة لأنك من رحم هذا الشعب خرجت. فأبيت التآمر وأبيت التشفي في خصومك السياسيين، وعلمت أن الشرف كل الشرف يكون بالتنافس الشريف والتحاكم إلى الشعب الذي يختار من يشاء، فأبيت أن تشكلي غطاء سياسيا للانقلاب.

فلو وقع هذا في بلادي، لا قدر الله، لكانت المعارضة أول من يبيع الوطن ويذبح الديموقراطية لأنها ليست ديموقراطية ولا تؤمن بالديموقراطية، ولتفاوضت مع الانقلاب من أجل الحصول على كراسي ومواقع ولاقتنصت الفرصة واستغلت الوضع حتى ولو كان على حساب البلاد والعباد أي على حساب الوطن. إن الصمت لا يزال يلف العالم، وإن القادة الكبار في إيران وروسيا وسوريا والحمارات العربية الصهيونية لن يناموا هذه الليلة، فسهرنا هذه الليلة يختلف عن سهرهم فسهرنا كله شكر لله ودعاء بحماية أمتنا الإسلامية من كل إرهاب وانقلاب ومكروه، وليلهم كابوس يجثم على الأنفاس.. فليلهم كليل كل انقلابي خان شعبه وصوب الرشاش في وجه الوطن.

إن حب الوطن عندما يتغلغل في القلوب يجعل الأجساد تتقدم وترتمي تحت الدبابات ولسان حالها يقول: على جثتي قبل الوطن. إن حب الوطن هو هذه الوقفة المنحازة للوطن حينما يعاني الوطن،
إن حب الوطن هو هذه الهبة الشعبية في ظلام الليل حين يستنجد الوطن، إن حب الوطن هو هذه البسالة والتضحية بالروح من أجل الوطن.

لم تكن العديد من أحزابنا المعارضة في بلادي تعرف شيئا عن حب الوطن حينما تقف في وجه مشاريع تنموية هي في صالح الوطن،
لم تكن أحزابنا المعارضة تعرف شيئا عن حب الوطن عندما أنَّ الوطن من فراغ عم ثمان وزارات من أجل أن يختنق الوطن،
لم تكن أحزابنا في المعارضة تعرف شيئا عن حب الوطن حينما منعت وصول أموال صندوق المقاصة للفقراء من أبناء هذا الوطن،
لم تكن أحزابنا وطنية عندما ارتمت على الأراضي والضيعات ونهبت أموال هذا الوطن،
لم تكن أحزابنا وطنية عندما تأخرت في التنديد بهذا الانقلاب على ذاك الوطن، فتأييد الانقلاب معناه أنك انقلابي تؤيد الانقلاب حتى على هذا الوطن.

وقياسا، فكل فكر انفصالي يأبى التصريح بوحدة الوطن يجعله خائنا وداعما للانفصال الذي يعيشه جنوب الوطن.
لانحب الانقلاب لعلمنا أن الانقلاب انقلاب على الشرعية والمصداقية والديموقراطية وكسر لصناديق الوطن.
لا نحب الخونة لأن ائتمانهم لعب بالنار وحرق لكل جميل في هذا الوطن.
لا نؤيد غاصبا للحكم ولا متآمرا على الشعب، ولا داعيا للفرقة من أجل تشتيت شمل هذا الوطن.
لن نزكي تزويرا ولا تدليسا ولا تلفيقا..فكلها مسميات من شأنها أن تقلل من شأن الوطن.
لا ندعو لشق عصا الطاعة، ولا لخلع بيعة أو إتلاف بيضة..كما لا ندعو لكسر شوكة هذا الوطن.
فمن لا يحب هذا الوطن سنعلن الإنقلاب عليه كي يموت ويحيى الوطن