إصدار جديد.. “الشيخ والجبل” يكشف عمق شخصية أبي يعزى

أصدر الكاتب المغربي شعيب حليفي كتابا جديدا بعنوان “الشيخ والجبل: في سيرة بعض الزمن، ما ظهر منه وما بطن”، يتناول فيه حياة الشيخ أبي يعزى يلنور (1047م-1177م)، أحد رموز الثقافة الشعبية والصوفية المغربية في القرن الثاني عشر الميلادي، والذي ظل حضوره حيا في الذاكرة الجماعية لأكثر من ثمانية قرون.

ويمتد الكتاب على 120 صفحة موزعة على 12 فصلا، حيث يسلط الضوء على أبعاد إنسانية وثقافية عميقة لهذه الشخصية بعيدا عن السرد التقليدي، موضحا دورها في التحولات الاجتماعية والثقافية التي عرفها المغرب في تلك الفترة.

ويستعرض الكاتب رحلة أبي يعزى، من راع بسيط في البادية إلى زاهد عاش في عزلة جبلية وعرة، موضحا أن عزلته لم تكن انعزالا تقليديا، بل خيارا واعيا للتعبير عن رؤية “ثورية” تستجيب لآلام الناس وأحلامهم، مما أضفى على شخصيته طابع التميز والفرادة.

ويشير الكاتب إلى أن أبا يعزى استقى معرفته من الطبيعة والحياة اليومية، بعيدا عن المدارس التقليدية مثل القرويين، هذا التعلم الفطري جعله قريبا من الناس، قادرا على فهم احتياجاتهم، مؤكدا قيم الكرامة والطمأنينة التي كان مجتمعه في أمس الحاجة إليها.

وتجدر الإشارة إلى شعيب حليفي كاتب وأكاديمي مغربي معروف بإسهاماته في الأدب والنقد الثقافي، وأستاذ بجامعة الحسن الثاني بمدينة الدار البيضاء،تميز بإنتاجه الغزير في الرواية والدراسات التراثية،